بيروت - شبكة قُدس: أكدت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أن السلطة والشعب في لبنان عليهم الاختيار بين التعاون مع أمريكا لنزع سلاح حزب الله أو التباطؤ من قبل الحكومة وفقدان شراكة الإدارة الأمريكية.
وقالت أورتاغوس في تصريحات صحفية، نقلتها وسائل إعلام، إن "خيار التعاون معنا لنزع سلاح حزب الله وتطبيق وقف الأعمال المقاومة وإنهاء الفساد وستكون شريكا وصديقا، أما خيار التباطؤ من قبل الحكومة والقادة، وهنا، لا شراكة معنا".
وأشارت نائبة مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط إلى أنه إذا نزع جيش لبنان السلاح من حزب الله وجماعات المقاومة، فإن ذلك سيؤدي إلى "تحرر الشعب من النفوذ الأجنبي"، مشددة على أن على الحكومة اللبنانية "وقف الأعمال العدائية ونزع سلاح حزب الله في أقرب وقت ممكن".
ولفتت أورتاغوس إلى أنها لم تتحدث مع أحد في لبنان عن التطبيع، مضيفة أن "ما نركز عليه الآن هو تنفيذ وقف الأعمال المقاومة ونزع سلاح حزب الله والإصلاحات الاقتصادية ونأمل أن نصل لاحقا إلى مرحلة التفاوض وحل النزاعات الحدودية وغيرها من القضايا بين لبنان وإسرائيل".
وأكدت أورتاغوس أن رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون "لم يرفض أمامي إنشاء ثلاث لجان دبلوماسية لبحث ملف المعتقلين وترسيم الحدود وانسحاب الجيش الإسرائيلي".
وفي تصريحات سابقة، قال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف"، إن الإدارة الأمريكية غير راضية عن أداء المسؤولين اللبنانيين في التعامل مع حزب الله و"لم تحقق المطلوب"، مؤكدا أن واشنطن ستطلب من لبنان التوجه إلى مفاوضات سياسية مباشرة وجها لوجه مع الاحتلال الإسرائيلي وتكليف شخصية مدنية بهذه المهمة.
ويضيف ويتكوف، أنه يدرك حجم التعقيدات في لبنان، "لكن إعادة بناء المؤسسات لن تنجح دون تحقيق ما تريده واشنطن".
ودعا ويتكوف لبنان، إلى التوجه للمسار "السلمي"، قائلا إن "ثمة فرصة أمام جوزاف عون ونواف سلام بالخصوص، مشددا على أن "لا إعمار للجنوب والمناطق اللبنانية الأخرى المتضررة في البقاع والضاحية الجنوبية قبل إطلاق ما أسماها ب"التسوية" مع "إسرائيل"، وأنه من الممنوع عودة الأهالي إلى البلدات الحدودية الأمامية وممارسة حياتهم اليومية رغم الاتفاق الذي حصل.
ويضاف إلى ذلك كله، وفق المبعوث الأمريكي؛ أن "إسرائيل" ستبقى في النقاط الخمس ولن تدخل في أي تسوية أو بت للنقاط الـ13 المتنازع عليها في الأصل ما لم تسر الأمور بحسب ما ترسمه واشنطن.
كما هدد ويتكوف، لبنان، أن واشنطن أبلغت الدول الخليجية بأن لا تقدم مساهمتها الخاصة بالإعمار في الجنوب قبل بلورة "العملية السياسية الجديدة".
ووفق ما تريده واشنطن، فإنه يمنع على حزب الله الاحتفاظ بسلاحه، ليس فقط في جنوب الليطاني، بل في كافة أماكن وجوده من شمال الليطاني إلى البقاع، وكذلك نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية.
وشدد ويتكوف، على أن واشنطن لن تقدم الدعم للجيش اللبناني إلا إذا اتخذت الدولة اللبنانية جملة من الإجراءات والتزمت في مفاوضات مباشرة ومفتوحة "وسارت وفق المخطط المرسوم لها"، وفي حينه؛ تنسحب "إسرائيل" من كل النقاط التي تحتلها، على أن يبقى بت مصير مزارع شبعا تحت إدارة الأمم المتحدة.
وفي السياق، رفعت الولايات المتحدة مؤخرا، التجميد عن مساعدات مالية للجيش اللبناني بقيمة 95 مليون دولار، ولكن بشروط تهدف إلى تقليص نفوذ حزب الله وضمان استقرار الحدود الجنوبية للبنان مع شمال فلسطين المحتلة، حيث يعتبر هذا الدعم المالي جزءا من استراتيجية أوسع لتحقيق أهداف سياسية وأمنية في المنطقة.
كما وتعتمد واشنطن على الضغط الاقتصادي كوسيلة للتأثير على لبنان، حيث تُستخدم العقوبات الاقتصادية لتقييد حركة الأموال والموارد المرتبطة بحزب الله، بهدف تقليص قدرة الحزب على التأثير في السياسة اللبنانية. وتُظهر الدراسات أن الولايات المتحدة تستخدم اقتصاد الحرب كأداة لتعزيز مصالحها، حيث تُشعل النزاعات أو تديرها بشكل غير مباشر لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، وهذا النهج يترك تأثيرات سلبية على استقرار لبنان وأمنه.