شبكة قدس الإخبارية

بين التناقض والمرواغة.. كيف نفهم تصريحات ويتكوف؟

٢١٣

 

photo_5978566091049387903_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: بعد أيامٍ من تقديمه خطةً مؤقتة لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى شهر نيسان/ أبريل، بعد رمضان وعيد الفصح اليهودي، لإتاحة الوقت للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، أطلق مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف مجموعة من التصريحات المثيرة للجدل.

وتحدث ويتكوف في مقابلة مع الإعلامي "تاكر كارلسون" عن مجريات حرب الإبادة في قطاع غزة، والواقع الإقليمي في المنطقة ومآلات الأحداث.

وأكد ويتكوف في المقابلة، بأن حركة حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، وأشار ويتكوف إلى أنه لا يعتقد بإمكانية التخلص منها (حماس)، كونها فكرة إيديولوجية، وليس مجرد تنظيم سياسي.

وعن رؤيته لحركة حماس قال ويتكوف: "لا أعتقد أنهم منغلقون أيديولوجيًا، وعندما تفهم أنهم يريدون الحياة حينها تستطيع التحدث معهم بطريقة أكثر فاعلية".

وأضاف: "ما سمعناه في بداية هذا النزاع أن حماس منغلقون ومستعدون للموت، وكنت أعتقد أنهم يربطون الأحزمة الناسفة على الأطفال، لكن كان لدي اعتقاد شخصي أنهم ليسوا كذلك، وعندما تعتقد أنهم يريدون الحياة والبدائل تستطيع أن تتحدث معهم".

وأردف "وإذا سمح لحماس بحكم غزة سيكون هناك 7 أكتوبر كل خمس إلى عشر أو 15 سنة".

وأشار ويتكوف إلى وجود أمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا، مشيرا إلى أن الدوحة تسعى لتحقيق وساطة فعالة تؤدي إلى إحلال السلام.
وشدد ويتكوف على ضرورة إيجاد حل يرضي جميع الأطراف لتجنب تكرار أحداث 7 أكتوبر، مؤكدا أن المفاوضات مع حماس لم تكن لتتم دون الثقة في الوساطة القطرية.

تأتي تصريحات ويتكوف لتعكس حجم التناقض في الموقف الأمريكي إزاء القضية الفلسطينية ككل وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال عل قطاع غزة، والتغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة ككل، فكيف نفهم ذلك؟ وما الذي يريد ويتكوف إيصاله من تصريحاته المتناقضة؟

الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية

في حديثٍ خاص أجرته "قدس الإخبارية"، أجاب الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، إن تصريحات ويتكوف بكل تناقضاتها لا تحمل سوى الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية ورؤويتها للمنطقة، حيث يعبر عن التيار الذي يتبنى التوراتية الحاخامية داخل الإدارة الأمريكية.

وأضاف عوض أن ويتكوف يتبنى تجدد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، ومقتنع بفكرة "ضرورة إخضاع حركة حماس" وإن أبدى في التصريحات عكس ذلك أو ناقض نفسه.

وعن أسباب التناقض في الإدارة الأمريكية عامة وتصريحات ويتكوف خاصة، أكد عوض أن اللوبيات الصهيونية والمسيحية - الصهيوينة داخل الإدارة الأمريكية تؤثر بشكلٍ مباشر على قرارات ترامب بخصوص المنطقة العربية ككل والقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه عدواناً أمريكياً - إسرائيلياً مُفرطاً، تريد أن تفرض "إسرائيل" بالقوة على العالم العربي ككل، والتطبيع ليكون ضمن مفهوم "التطبيع مقابل الحماية" لا على أساس الشعارات القديمة التي تمحورت حول فكرة "سلام مقابل أرض".

وأردف أن ما عبر عنه ويتكوف هو التهديد، وفرض المعادلات الجديدة في المنطقة العربية.

وقال عوض: "هناك تطابق شديد بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وويتكوف، وإن بدى ظاهرياً وجود خلافات بين الطرفين، بل يسعى ويتكوف ليرضي أطرافاً عربية، ولكنه في المحصلة يدافع عن نتنياهو وعن أهدافه في حرب الإبادة، بطريقة متلاعبة جداً، حيث يقبل قتل الأطفال في قطاع غزة، ولا يرى حماس كحزب سياسي فلسطيني، بل مجرد فكرة أيديولجية".

تصريحات ويتكوف.. بين الخداع والمماطلة

في حديثٍ آخر لـ"قدس الإخبارية" قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق إن تصريحات ويتكوف تؤكد أن ما يجري في قطاع غزة من مجازر تأتي في إطار الضغط العسكري لا في إطار عودة حرب الإبادة الجماعية، فيما تعني العودة لحرب الإبادة إعادة استنزاف للاحتلال.

وأوضح أن ما يمكن فهمه من حديث ويتكوف أن ما يجري هو حملة إعلامية نفسية ضخمة ضد المقاومة والشعب الفلسطيني، من أجل الضغط وتمديد المرحلة الأولى دون الدخول في المرحلة الثانية، والمزيد من المماطلة والمراوغة.

وأشار القيق أن ما جرى هو مرحلة مؤقتة في قطاع غزة، لا علاقة لها باليوم التالي، وأن ما تقوم به الإدارة الأمريكية هو تبديل للأدوار والمرواغة بالشراكة مع الاحتلال.

وعن تصريحات ويتكوف حول سقوط النظام المصري، فقال القيق إن انهيار أحد الأنظمة العربية المحيطة في فلسطين المحتلة؛ بسبب حالة الغليان التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك السلطة الفلسطينية التي تواجه خطر التفكيك على عدة أصعدة، منها رغبة الاحتلال بالتخلص منها، وفشلها الحتمي في حال دخلت بانتخابات مع حماس، وخروج شخصيات قيادية بارزة ومؤثرة من سجون الاحتلال.

سقوط الأنظمة والتطبيع

وكان ويكتوف قد أشار إلى إماكنية حدوث اضطرابات لمحمد بن سلمان في السعودية وللرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، حيث يرى الناس هناك تقاعسهم عن قطاع غزة غزة كنقطة اشتعال وغضب.

وأضاف: "السيسي لديه ٤٥ ٪؜ بطالة وهي دولة مديونة ولديها أزمة خانقة وتحتاج لمساعدة وما يحدث في غزة قد يؤثر عليها ونعود للوراء ولهذا لابد أن نحل مشكلة غزة".

وعن السعودية قال: "لديهم شباب صغار بنسبة هائلة والجميع يراقب تصرفهم بشأن غزة وهو قائد عظيم لكن الوضع ليس سهلا لهذا لابد من حل في غزة كي نصل للتطبيع وإذا حصل التطبيع فكل شيء سيكون على ما يرام".

وأعرب ويتكوف عن اعتقاده بأن الرئيس السوري، أحمد الشرع قد تغير عما كان عليه في السابق. وأضاف: "الناس يتغيرون. أنت شخص مختلف تماما في الخامسة والخمسين عما كنت عليه في الخامسة والثلاثين. أنا شخصيا أدرك أنني اليوم، في الثامنة والستين من عمري، لست الشخص نفسه الذي كنت عليه قبل ثلاثين عاما. ربما أصبح الجولاني (أحمد الشرع) شخصا مختلفا، لقد طردوا إيران من هناك".
وأشار ويتكوف إلى أن تطبيع العلاقات بين لبنان و"إسرائيل"، ثم بين سوريا و"إسرائيل"، يمكن أن يكون جزءا من عملية أوسع نطاقا لإحلال السلام في المنطقة.

وعن قطر، قال أيضا؛ إن "الرؤى الإسلامية المتشددة لقطر في السابق تعدلت، وما من شك أن قطر دولة حليفة للولايات المتحدة".

كما أشار إلى الحاجة لقوة أمنية حقيقية في غزة، لضمان عدم مواجهة "إسرائيل" مشكلات على المدى البعيد.

#نتنياهو #الاحتلال #قطاع غزة #الإدارة الأمريكية #ويتكوف #تصريحات ويتكوف