ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: أفاد تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فقد أعصابه تمامًا خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" في الأيام الأولى من الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وفقًا للتقرير، فقد انفجر غضبًا أثناء عرض رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق، هرتسي هليفي، لتفاصيل العمليات العسكرية، وبدأ بالصراخ وضرب الطاولة بعد أن أبلغه هليفي بأن سلاح الجو استهدف 1500 موقع خلال الـ48 ساعة الأولى من الحرب، متسائلًا بصوت مرتفع: "لماذا ليس 5000؟"، ليجيبه هليفي بأن هذا هو الحد الأقصى للأهداف التي تمت الموافقة عليها. لكن نتنياهو لم يقتنع، ورد غاضبًا: "لا تهمني الأهداف. دمروا المنازل، استخدموا كل ما لدينا".
بحسب التقرير، فإن هذا التصرف لم يكن حالة معزولة، بل كان جزءًا من انهيار عام في أداء نتنياهو خلال تلك الفترة، وهو ما أشار إليه لاحقًا أعضاء في الكابينت مثل غادي آيزنكوت وآخرون. وأكد الصحافي ناحوم برنيع، كاتب التقرير، أن ضباطًا بارزين قالوا حينها إن نتنياهو بدا وكأنه فقد السيطرة تمامًا، وهو ما قد يفسر سبب رفضه اليوم تشكيل لجنة تحقيق رسمية حول إخفاقات تلك المرحلة. وأشار إلى أنه حتى لو ترأست لجنة التحقيق شخصية موالية له، فلن يكون بوسعها منع الشهود من الإدلاء بشهاداتهم.
ووفقًا لتقرير الصحيفة العبرية، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي شعر بأنه متروك بمفرده حتى في المراحل اللاحقة من الحرب، وسط غياب استراتيجية واضحة أو قيادة حاسمة من جانب الحكومة. وفي اجتماع عُقد في 11 أكتوبر، دار جدل حاد حول إمكانية فتح جبهة حرب في لبنان، حيث أيد الجيش وجهاز الأمن العام لدى الاحتلال "الشاباك" والموساد ووزير حرب الاحتلال آنذاك، يوآف غالانت، الخيار العسكري، في حين عارضه بني غانتس وغادي آيزنكوت والإدارة الأميركية. أما نتنياهو، فرغم عدم رغبته في تنفيذ العملية، كان مترددًا في تسجيل موقف رسمي ضده خشية التبعات السياسية.
الصراع بين نتنياهو وغالانت استمر في اجتماعات الكابينت اللاحقة، وكان المشهد أمام كبار القادة العسكريين أشبه بمسرحية سياسية أكثر منه نقاشًا استراتيجيًا. وفي النهاية، نُفذت العملية العسكرية لاحقًا في ظروف مختلفة وبنتائج أثارت الجدل، حيث لا يزال هناك انقسام في وجهات النظر حول مدى نجاحها حتى داخل الجيش نفسه. لكن ما كان واضحًا، وفقًا للصحيفة، أن الجيش كان هو من يدير الحرب فعليًا، وليس الحكومة، كما تشير الصحيفة العبرية.
وبحسب التقرير، نسب نتنياهو لنفسه كل نجاح، بينما تنصل من أي فشل، متذرعًا تارة بأنه كان مطلعًا على كل التفاصيل، وتارة بأنه لم يكن على علم بشيء، وذلك وفقًا لما تمليه الظروف السياسية. وسعى لاحقًا لتحميل القادة العسكريين ومسؤولي الشاباك المسؤولية الكاملة عن الإخفاقات، محاولًا تبرئة نفسه بأي ثمن.
التقرير كشف أيضًا أن قادة جيش الاحتلال كانوا يواجهون ضغوطًا نفسية هائلة، حيث أشار هليفي منذ البداية إلى أن الحرب ستكون طويلة وغير قابلة للتنبؤ. وفي ظل هذا الضغط، شهدت القيادة العسكرية حالات انهيار نفسي بين الضباط، بل إن بعضهم، بحسب التقرير، انفجر بالبكاء. ويروي أحد الضباط أنه حضر جنازة صديق له قُتل خلال الهجوم على أحد الكيبوتسات، لكنه شعر بالخجل لارتداء زيه العسكري بسبب ثقل الشعور بالعار.