قطاع غزة - قدس الإخبارية: خرقت حكومة الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث أعلنت الأولى صباح اليوم الأحد عن إغلاقها لكافة المعابر المحيطة بقطاع غزة، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
في غضون ذلك، استشهد خمسة فلسطينيين وأُصيب آخرون، اليوم الأحد، جراء استهداف طائرات مسيرة إسرائيلية لمجموعة من الفلسطينيين في بيت حانون وخانيونس وبرصاص قناصة الاحتلال في منطقة رفح.
واستهدفت الطائرات المسيرة الإسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين في حي المصريين بمدينة بيت حانون، ما أسفر عن استشهاد الشاب حذيفة إبراهيم المصري وإصابة آخرين، كما استشهدت الفلسطينية وفاء فتحي فسيفس وأصيب مواطن آخر، جراء قصف طائرة مسيرة مجموعة من الأهالي في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
واستشهد الشاب محمود مدحت أبو حرب متأثرًا بإصابته برصاص قناص إسرائيلي في وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأعلنت طواقم الهلال الأحمر أنها انتشلت شهيدين من بلدة بيت حانون وتعاملت مع أربع إصابات في خانيونس ورفح.
وأعلنت حكومة الاحتلال وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التحذيرات من المجاعة، وقررت إغلاق جميع المعابر "حتى إشعار آخر"، فيما أصرت حركة حماس على انطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي من شأنها وضع حد للحرب في قطاع غزة، بعد انتهاء مرحلته الأولى.
مئات الخروقات ومأساة إنسانية
من جانبه قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس"، إن منذ اليوم الأول لاتفاق وقف إطلاق النار، عمل الاحتلال على سياسة التأجيل والتنصل من التزامات الاتفاق.
وأضاف معروف أن خروقات الاحتلال وانتهاكاته تتابعت على امتداد المرحلة الاولى من الاتفاق لتصل إلى 962 خرقاً وانتهاكاً.
وأوضح أن هذه الانتهاكات تنوعت بين خروقات ميدانية باستهداف الأهالي، والذين استشهد منهم 116 فلسطينياً وأصيب أكثر من 490 فلسطيني على مدار 42 يوماً، إضافة لعدم الالتزام بالبرتوكول الانساني كلياً.
وأكد معروف أن وقف الاحتلال لإدخال المساعدات خطوة بمثابة الإعلان حرب جديدة عنوانها التجويع، فيما يعتمد 2 مليون و400 ألف إنسان فلسطيني بشكل اساسي على هذه المساعدات والمواد التموينية، فيما تتفاقم هذه المشكلة بالتزامن مع شهر رمضان.
وأضاف أن مشكلة عدم إدخال المساعدات تمتد لتشمل الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة في ظل عجز المنظومة الطبية، وانهيارها جراء حرب ىالإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على القطاع.
ووجه معروف رسالة للوسطاء بضرورة الضغط على الاحتلال وإجباره على الالتزام ببنود وقف إطلاق النار، مع ضرورة اتخاذ موقف واضح من سلوك الاحتلال وانتهاكاته.
وطالب المجتمع الدولي والعالم بالتدخل لوقف هذه الكارثة التي تعصف بقطاع غزة بسبب الاحتلال.
وقال الناطق باسم الإعلام الحكومي،إسماعيل الثوابتة، إن المستشفيات في قطاع غزة تعاني بالفعل من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وأي تصعيد عسكري جديد سيؤدي إلى حرمان الجرحى والمرضى من العلاج، مما يرفع أعداد الضحايا.
وأضاف أن الحصار المفروض ومنع إدخال المواد الغذائية فاقم أزمة الجوع في القطاع وأي تصعيد عسكري سيعني مزيدًا من الموت البطيء بسبب سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.
إصرار المقاومة
وتعقيبا على قرار نتنياهو منع دخول المساعدات لقطاع غزة؛ قال القيادي في حركة حماس، حمّاد الرقب في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن القرار يضاف إلى سلسلة الجرائم الكبيرة بحقّ الشعب الفلسطيني، خاصّة وأن القرار يشمل المساعدات والشاحنات التجارية، وهذا يعني منع دخول أي شيء لقطاع غزة، وهو ما يعني حرب تجويع وإبادة، "وبكل أسف يخرج الاحتلال بهذه الصفقة وبتأييد أمريكي".
وأضاف الرقب، أن "الاحتلال تنكّص عمّا تم الاتفاق عليه، لأن مراحل الاتفاق معروفة، وكل مرحلة لها خصائص، والمقاومة لم تتراجع حرفًا واحدًا عمّا اتفق عليه، ولكن العدو يريد تنفيذ المرحلة الاولى فقط، دون الالتزام الواضح بنهاية الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة".
وأشار القيادي في حماس، إلى أنه "ليس من العقل والمنطق القبول بالشروط الإسرائيلية المغلّفة بعنوان "مقترح ويتكفوف"".
وأكد، التزام حركته بما تم الاتفاق عليه، وقال إن "العدو يتحمل مسؤولية الإخلال، ولدينا التزام أخلاقي أمام شعبنا وأسرانا بعدم وقف الجهود نحو تبييض السجون، ونحن نتمترس بعهدة الدم في الدفاع عن شعبنا".
وفي الوقت ذاته، طالب الرقب، الوسطاء الذين تعهدوا بالالتزام بالاتفاق، بأن عليهم ممارسة الضغط على العدو الصهيوني، ولو تعرضنا لضغط عسكري، لن نتخلى عن موقفنا، ولسنا منغلقين أمام أي مقترحات يمكن أن تضمن عدم عودة الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل، لكنَّ الاحتلال حتى هذه اللحظة لم يفِ بالتزاماته في الشق الإنساني من المرحلة الأولى.
وأكد أن أي قرار إسرائيلي في تضييق الخناق على قطاع غزة، سينعكس على أسراه لدى المقاومة، وما يجري على أبناء شعبنا يجري على أسرى الاحتلال لدينا، وبالتالي فإن الاحتلال يتحمل أي تبعات تطالهم.
وأشار إلى أنه منذ اليوم 15 في المرحلة الأولى، "نتواصل مع الوسطاء، ونقدم لهم تقريرًا يوميًا عن تجاوزات الاحتلال التي وصلت بالمئات، وأوضحنا للوسطاء أن اختراقات الاحتلال يومية، آخرها كان قصف طال المدنيين أمس واليوم وإغلاق المعابر، وكل ذلك نوصله للوسطاء بخطّ ساخن لا يتوقف". وأشار إلى أن الوسيطين المصري والقطري يتحدثان بشكل واضح أن مطالب حماس هي مطالب نحن من ضمنها، ولكن الموقف الأمريكي مرّة يتحدث حول الالتزام بتنفيذ الاتفاق، ومرة يتحدث وفق رؤية نتنياهو".
وشدد على أن موقف حماس حتى اللحظة أنها جاهزة للذهاب للمرحلة الثانية، وفق الشروط التي تمّ الاتفاق عليها سابقًا.
وردًا على سؤال "شبكة قدس" حول تلقّي حماس مؤخرًا أيّ مقترحات مرتبطة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل سحب سلاح المقاومة، قال الرقب، إنه "لم تعرض علينا أي دولة عربية هذا المقترح، وهذا كلام مصادر إعلامية موجّهة من قبل الاحتلال، ولو طالبتنا أي دولة عربية نقول إن "دون ذلك أرواحنا وأعناقنا" وما عجز الاحتلال عنه عبر الدبابة والطائرة، لن يحصل عليه في الطاولة".
من جانبه قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من قطاع غزة، خميس الهيثم في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن قرار نتنياهو انقلاب على الاتفاق الذي رعاه الوسطاء، والاحتلال يريد تمديد المرحلة الأولى دون تلبية الاستحقاقات التي التزم بها بإدخال المساعدات الكاملة، ومعدات إزالة الأنقاض، ومختلف التفاصيل البروتوكولية الأخرى.
وأضاف الهيثم، أن نتنياهو يحارب أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع عبر التجويع، ولكن ما فشل بتحقيقه في ظل الحرب وما تبعها من دمار شامل، لن يستطيع تحقيقه عبر إغلاق المعابر.
وأكد أن حركته ملتزمة بوقف إطلاق النار القائم على 3 مراحل، ومستمرة بالالتزام بما اتفق عليه، والاحتلال هو من يتحمل تبعات إفشال ذلك.
وذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن الوفد الفلسطيني المفاوض يتواصل باستمرار مع الوسطاء، والجهات المعنية لمتابعة تفاصيل تنفيذ الاتفاق كما اتفق عليه، مجددا دعوة حركته للدول المشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها بعد أيام بأن تصدر مواقف واضحة نصرة للشعب الفلسطيني وتدين كيان الاحتلال.
أما أمين سر اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبيّة من قطاع غزة، إياد عوض الله، فقال في تصريحات خاصة لـ "شبكة قدس"، إن هذه حالة ابتزاز من أجل سحب أوراق القوى من المقاومة، وانعكاس لانسحاب الاحتلال من الالتزامات المفروضة عليه "كونه يريد كسب كل شيء، وعد دفع شيء".
وأضاف عوض الله، أن القرار وصمة عار على الدول العربية والإنسانية الدولية التي تسمح بارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا. مشيرا إلى أنه "مهما بلغت المؤامرات ومهما تعاونت أنظمة عربية خليجية مع الاحتلال، نقول "إن لا مكان للاحتلال على أرض فلسطين"".
وبحسب عوض الله، فإن "الأصل أن يعلن الوسطاء بكلمة واضحة ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق، ولا يمكن القبول بفكرة أن الفسطيني يرضخ لشروط الاحتلال، ورغم الجراح فإننا متمسكون بخياراتنا ولن نتنازل عن شروط المقاومة".
وقال إن المقاومة ملتزمة بمواقفها السابقة المعلنة، بتنفيذ بنود المرحلة الثانية الآن دون منح نتنياهو ما يريد، وهذا موقف وطني موحّد قائم على ضرورة الانسحاب الكامل من غزة وفي محور فيلادلفيا، ومستعدون لتحمّل أي عقبات قد تحصل بناءً على ذلك. متسائلا ماذا سيفعل العدو أكثر من قتل وإصابة واعتقال مئات الآلاف، وتدمير المستشفيات والمنازل والطرقات، كل ذلك من أجل تركيع الشعب الفلسطيني الذي لن يتنازل عن هدفه الاستراتيجي بإزالة كيان الاحتلال.
وفي تصريح صحفي صادر عنها، قالت حركة الأحرار الفلسطينية، إن لدى كتائب المقاومة الكثير من الأوراق الضاغطة، والتي ستجبر المحتل على القبول والمضي بوقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة التي يرتكبها في غزة.
وأضافت أن "التساؤل الذي يطرح نفسه أين دور وموقف الضامن الوسيط قطر مصر الولايات المتحدة وغيرهم، أين انتم من هذه الخروقات وهذا التنصل الواضح من الاحتلال الذي يضرب وساطتكم وضماناتكم بعرض الحائط".