غزة - قدس الإخبارية: شهدت المنطقة الشرقية لخانيونس، المعروفة برمزيتها العالية في الذاكرة الفلسطينية والإسرائيلية، مراسم تسليم المقاومة الفلسطينية جثث 4 أسرى إسرائيليين، ثلاثة منهم من عائلة واحدة هي بيباس بالإضافة للأسير عوفيد.
وحمل هذا الحدث في طياته رسائل قوية ومتعددة الاتجاهات، تعكس الواقع الميداني والسياسي في قطاع غزة، وكذلك طبيعة الصراع المستمر مع الاحتلال الإسرائيلي لا سيما في سياق الحرب وتداعياتها الميدانية.
ورُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العودة للحرب مجددا، كما رفعت لافتة كبيرة تحمل أرقام المجازر الصهيونية والجرائم التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وعدد الشهداء الأطفال والنساء.
وفي لافتة أخرى، رفعت لافتة لكمين الزنة الذي نفذته كتائب القسام خلال الحرب، وفيها صورة "جنرال كمين الزنة" الشهيد سالم زكي الدرديسي وهو من قادة الكتيبة الشرقية بلواء خانيونس، فيما قالت كتائب القسام على منصة تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين إن العدو أعلن عن اغتيال قادة الكتيبة الشرقية والشمالية في لواء خانيونس خلال الحرب وهم بيننا الآن والعدو خاب وخسر.
تغطية صحفية| "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو... صواريخ صناعة أمريكية"... المقـــاومة تضع لافتة ومجسمات لصواريخ أمريكية استخدمت في حرب الإبادة في غزة وقتلت عدداً من الأسرى الإسرائيليين، خلال مراسم تسليم جثامين 4 منهم في خانيونس اليوم pic.twitter.com/4dK0onnrXs
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 20, 2025
وفي سياق الرسائل فإن للمكان رمزية خاصة فيما يتعلق بالمكان وتحديداً بني سهيلا في مدينة خان يونس، حيث أن اختيار المنطقة الشرقية لخانيونس لم يكن عبثيًا، بل جاء ليؤكد رمزية المكان الذي شهد محطات بارزة من المقاومة، بدءًا من عملية حد السيف التي قادها الشيخ نور بركة، مرورًا بـ كمين الأبرار في رمضان الأخير بقيادة سالم الدرديسي، وصولًا إلى أحداث 7 أكتوبر التي ما زالت تفاصيلها تتكشف يومًا بعد يوم.
وحملت المنصة لافتة واضحة حملت عبارة "ما كنا لنغفر أو ننسى، وكان الطوفان موعدنا"، في رد مباشر على الدعاية الصهيونية ذات الطابع التوراتي، والتي استُخدمت في ملابس الأسرى المحررين في الصفقة السابقة. هذه العبارة تؤكد أن المقاومة لا تنسى جرائم الاحتلال، وأنها مستمرة في المواجهة مهما كانت التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، تم وضع صور الأسرى الإسرائيليين القتلى على توابيتهم، إلى جانب صور المسؤولين الإسرائيليين عن قتلهم، وهم رئيس الوزراء، ووزير الحرب، ورئيس الأركان الإسرائيلي. كما زُينت التوابيت بصور الصواريخ الأمريكية التي استخدمها الاحتلال لقتلهم، في إشارة واضحة إلى أن المقاومة قامت بكل ما يلزم للحفاظ على حياتهم، إلا أن الاحتلال اختار تصفيتهم بنفسه عبر أدواته الحربية.
اللافت، كان التنوع الكبير في الحضور خلال مراسم التسليم رسالة قوية حول واقع ما بعد الحرب، حيث ضم الحشد قادة سياسيين، وعلماء، ومسؤولين حكوميين، وعشائر، ووجهاء، وذوي الشهداء، ما يعكس سيطرة المقاومة، وتحديدًا حركة حماس، على المشهد الفلسطيني في المرحلة القادمة.
وبالتوازي مع ذلك، شهدت المراسم مشاركة عدد من الأسرى المحررين من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، الذين تم الإفراج عنهم في صفقة طوفان الأقصى، وتم إبعادهم إلى غزة. هذه المشاركة كانت رسالة مباشرة للاحتلال بأن سياساته القمعية بحق الأسرى لم تكسر إرادتهم، بل زادتهم تصميمًا على مواصلة طريق المقاومة.
مراسم إفراج المقــاومة عن جثامين 4 إسرائيليين وتسليمهم للصليب الأحمر، وسط حضور شعبي واسع وانتشار لفصائل المــقاومة في بني سهيلا شرق خانيونس. pic.twitter.com/sceUqRCpjr
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 20, 2025
في الأثناء، شهدت المراسم حضوراً للأسلحة المحلية وهو ما يمثل أحد إنجازات المقاومة في الحرب الحالية، إذ تميزت المراسم بعرض مجموعة من الأسلحة المحلية الصنع، وخاصة العبوات الناسفة شديدة الانفجار التي استخدمت في كمين الأبرار "الزنة والفراحين"، حيث كانت هذه الأسلحة شكلت أحد العوامل الرئيسية في تكبيد الاحتلال خسائر فادحة خلال المعارك الأخيرة.
أما الرسائل الأخرى فكانت الرسائل الميدانية والوحدة، إذ لم تكن كتائب القسام وحدها الحاضرة عسكريًا، بل شهدت المراسم مشاركة واسعة من مختلف الفصائل المسلحة، ومنها سرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكتائب المجاهدين، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب المقاومة الوطنية، وكتائب الأنصار، ويعكس هذا الحضور استمرار التنسيق العسكري المشترك بين الفصائل الفلسطينية، ما يؤكد أن المقاومة تعمل ضمن إستراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال.