شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يتسلم أسراه جثثًا .. إعلام عبري: "جثث الإهمال"

٢١٣

 

الاحتلال يتسلم أسراه جثثًا .. إعلام عبري: "جثث الإهمال"

غزة - قدس الإخبارية: سملت المقاومة الفلسطينية جثامين 4 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، ضمن الدفعة السابعة من صفقة طوفان الأحرار، اليوم الخميس.

ودخلت 5 سيارات للصليب الأحمر إلى موقع التسليم بمقبرة الشهداء في منطقة بني سهيلا بخان يونس جنوبي القطاع، وبعد التوقيع على وثيقة مع ممثل للمقاومة، تسلم الصليب 4 توابيت حمل كل منها صورة واسم الأسير الإسرائيلي القتيل وتاريخ مقتله وعبارة "قتل على يد جيش الاحتلال".

وأكد  المتحدث باسم جيش الاحتلال تسلم الجيش التوابيت الأربعة، وفحصها لأغراض أمنية، والتأكد من إمكانية فتح جميع أقفال التوابيت، حتى لا يكون هناك أي تأخير في معهد الطب الشرعي.

واعترف رئيس دولة الاحتلال، يتسحق هرتسوغ بالفشل في استعادة الأسرى بالقول: "نعتذر... لم نقم بواجبنا في إعادتهم أحياء".

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن التوابيت التي وصلت اليوم إلى "إسرائيل" تحمل "جثث الإهمال"، الإهمال لم يحدث فقط في 7 أكتوبر بل استمر في الأشهر التالية عندما قرر نتنياهو أن ينجو بدلاً من أن ينقذ وأن يقاتل بدلاً من أن يرحم.

بدورها، تساءلت عضو الكنيست ميراف كوهين: كم عدد الذين سيقتلون أيضا بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلاً من إعادة الجميع وإنهاء الحرب؟. 

وعلقت ابنة الأسير الذي أفرجت عنه المقاومة، أوهاد بن عامي: "يوم مثل هذا يثبت أننا فشلنا، وأننا وصلنا متأخرين".

وكتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في صحيفة "معاريف" العبرية : "لا مفر من قول ذلك بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو شخص فظيع، في الوقت الذي يعود 4 أسرى إسرائيليين في توابيت، يهاجم نتنياهو رئيس "الشاباك" وقادة الجيش وينسب لنفسه النجاحات بينما يُلقي باللوم على الإخفاقات في واقع هو نفسه من أداره."

وكانت القناة "12" العبرية أشارت إلى أن نتنياهو تراجع عن نية مسبقة لديه بالمشاركة في مراسم استلام جثامين الأسرى الأربع. 

دعوات تحقيق وإكمال الصفقة 

أما محلل الشؤون السياسية في القناة "14" العبرية، تامير مورغ فكتب: "لمن لم يفهم بعد ويحتاج إلى توضيح بكلمات صريحة، حماس تعرض في المراسم في غزة الشعار: "اليوم التالي هو طوفان الأقصى".

ونشر عضو "الكنيست" عن حزب "الصهيونية الدينية"، تسفي سوكوت صورة من خانيونس اليوم: "مرارًا وتكرارًا أوضح لنا الضباط الكبار في لجنة الخارجية والأمن أن كتيبة خان يونس تم القضاء عليها تمامًا وأصبحت غير فعالة، جادلنا، وسخروا منا.. هذه كتيبة خان يونس هذا الصباح".

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن مستوطنين في كيبوتس نير عوز  الاستيطاني في غلاف غزة قولهم: "نحن بحاجة إلى إعادة الجميع هناك قلوب مكسورة والكثير من الحزن، وهناك أيضًا غضب  لأننا أردنا رؤيتهم أحياء، وكان بإمكاننا رؤيتهم أحياء"

واحتج المستوطنون: " لقد كان أمامنا أشهر لإعادتهم، ولهذا السبب فقط  وحتى قبل أن نتحدث عما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، سوف نحتاج إلى لجنة تحقيق كاملة، ونحن بحاجة إلى لجنة تحقيق شاملة"

وأضافوا: "الأمر الرئيسي الآن هو إنهاء هذا الكابوس وإعادة الجميع إلى منازلهم  أحياءً أو أمواتاً، لم يعد هناك مجال للتأخير أو الوعود الفارغة. لقد حان وقت العمل" 

وقالت والد الجندي الأسير لدى المقاومة في غزة تامير نمرودي لإذاعة جيش الاحتلال إنه "لا شيء أكثر أهمية من رفع صوتنا والاستمرار في السعي للمرحلة الثانية من الصفقة، التي يمكن أن تتم دفعة واحدة وفي وقت قصير جدًا – وليس تمديدها إلى فترة غير محدودة تمزق العائلات والمجتمع الإسرائيلي إربًا".

المقاومة حاولت حماية الأسرى 

وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية إن الاحتلال قتل أسراه في قطاع غزة، بينما حاول الفصائل الحفاظ على حياتهم قدر المستطاع، وأنه كان يفترض أن تعود الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس وطفلاها كفير وأرئيل أحياء لكن قوات الاحتلال قتلتهم خلال حربها على قطاع غزة، ليتم تسليمهم اليوم الخميس جثثا في توابيت.

وأُسر ياردن بيباس خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقل مع زوجته شيري وطفليها كفير وأرئيل إلى غزة.

وقالت كتائب المجاهدين قوله إن شيري بيباس كانت تعمل بمكتب قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة ومتدربة في الوحدة 1200.

وقال المتحدث إنه تم تأمين شيري بيباس في بيت محصن رفقة ابنيها مع توفير الاحتياجات اللازمة لهم، ولكن قوات الاحتلال استهدفت المنزل بصاروخ من طائرات "إف 16" مما أدى لتدمير المنزل بشكل كامل وتسويته بالأرض.

ونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى بكل الطرق متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.

ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس (الأسير الرابع)، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء، بيد أن حكومتهم فضلت قتلهم وقتل 17 ألف طفل فلسطيني معهم.

وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتنياهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.

وهذه هي الدفعة الأولى من الجثث التي تسلمها المقاومة للجانب الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من عملية التبادل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن المتوقع أن يلعب تقرير الطب الشرعي الإسرائيلي، الذي سيحدد الجهة المسؤولة عن مقتل هؤلاء الأسرى، دورا مهما في موقف الإسرائيليين من نتنياهو.

وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان الاتفاق، ويتضمن 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوما، لكن حكومة الاحتلال تماطل حتى اليوم في بدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا أسيرًا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.