بيروت - شبكة قدس: أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، خلال كلمته بمناسبة ذكرى الشهداء القادة، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة بسبب المواقف الأميركية الداعمة للمشروع الصهيوني، مشيرًا إلى أن كل ما تفعله "إسرائيل" يتم بإدارة وقيادة أميركية، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى للتحكم بالعالم من خلال فرض سياسات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار قاسم إلى أن مواقف ترامب تجاه فلسطين تشكل خطرًا كبيرًا، معتبرًا أنها ترمي إلى إنهاء فلسطين وشعبها عبر "إبادة سياسية"، بعد أن فشل الكيان الصهيوني وأميركا في تحقيق الإبادة العسكرية خلال معركة "طوفان الأقصى". وأضاف أن واشنطن لا تزال تدفع باتجاه مشاريع خطيرة تهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة من خلال محاولات تهجير الفلسطينيين قسريًا.
وشدد على أن حزب الله يدين ويرفض أي مخطط لترحيل الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، مثل الأردن ومصر والسعودية، معتبرًا أن هذا الأمر يندرج ضمن مشروع تهويد الأرض الفلسطينية وإلغاء حق العودة. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف موحد وحازم لمواجهة هذه المخططات، مؤكدًا أن فلسطين هي القضية المركزية التي يجب أن تحظى بالدعم الكامل من جميع الشعوب والدول.
وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله حاضر للمساهمة في أي خطة عربية أو إسلامية تهدف إلى رفض التهجير القسري للفلسطينيين، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل قضية الأمة بأسرها. كما حذر من أن أي تقاعس عربي أو إسلامي سيمنح "إسرائيل" وأميركا فرصة لتنفيذ مخططاتهما الخطيرة في المنطقة.
وفي سياق متصل، اعتبر الشيخ قاسم أن مواقف حزب الله ثابتة في دعم المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن جهاد العدو الإسرائيلي كان أولوية لدى القادة الشهداء في المقاومة الإسلامية، الذين آمنوا بأن المواجهة مع الاحتلال هي السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق. وأضاف أن المقاومة الفلسطينية اليوم أصبحت أقوى وأقدر على مواجهة الاحتلال، مستفيدة من تجارب المقاومات السابقة ودعم محور المقاومة.
وشدد الشيخ قاسم على ضرورة تكاتف الجهود لإسقاط المشاريع التي تستهدف فلسطين وشعبها، داعيًا الجماهير إلى التعبير عن دعمها لفلسطين في كل مناسبة، ومؤكدًا أن المقاومة ستبقى السند الحقيقي للقضية الفلسطينية ولن تسمح بتمرير أي مخطط يستهدف شعبها وأرضها.
وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله كان جزءًا مسهلاً في عملية تشكيل الحكومة في لبنان، وأن الثنائي الوطني لعب دوراً أساسياً في تحقيق الوفاق الوطني. كما شدد على ضرورة انسحاب "إسرائيل" في 18 شباط من كامل الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال عدوانها، مشيراً إلى أن لا ذريعة لبقاء الاحتلال، وعلى الدولة اللبنانية أن تتخذ موقفاً حاسماً في هذا الشأن.
كما دعا الحكومة اللبنانية إلى إعادة النظر في قرار منع الطيران الإيراني، معتبراً أنه تنفيذ لقرار "إسرائيلي"، مطالباً بالتعيينات الإدارية وفق مباريات لاختيار الأكفأ بعيداً عن المحاصصة.
و دعا الشيخ قاسم الجماهير إلى أوسع مشاركة في تشييع الشهداء القادة في 23 شباط، مؤكداً أن هذا التشييع سيكون استثنائياً، تعبيراً عن الوفاء للمقاومة وامتدادها الذي لا يمكن إضعافه.