الضفة الغربية - قدس الإخبارية: طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سكان مخيم نور شمس بإخلائه فورا، عبر سماعات مسجد المخيم، وسط تصعيد ميداني.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مسجد حارة العيادة في المخيم، ونادت عبر مكبرات الصوت الأهالي بمغادرة المخيم، الذي يتعرض للعدوان منذ أربعة أيام.
وانتشرت قوات الاحتلال بآلياتها ودوريات المشاة على مداخل المخيم وحاراته، وسط إطلاقها الرصاص الحي والقنابل الصوتية بكثافة لبث حالة من الخوف والهلع بين الأهالي.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال صدمت مركبة لفريق إدارة مخاطر الكوارث التابع للجمعية وعرقلة عملهم أثناء إخلاء عدد من كبار السن والأطفال من مخيم نور شمس في طولكرم.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد مداهمة مسجد عثمان بن عفان "الجديد"، وسط المدينة، وإخراج المتواجدين فيه من النازحين، والتحقيق معهم ميدانيا، قبل أن تعتقلهم، وعرف من بين المعتقلين: رمزي العارضة، ونور تركمان ومحمود حسين وهم من مخيم طولكرم، كما اعتقلت الشاب بدر حكم حجازي من منزله في المدينة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال في الساعات الأولى من فجر اليوم، سيدتان شرق طولكرم بعد مداهمة منزليهما وهما: ربى الساعد من بلدة رامين، وسيرين صعيدي من بلدة بيت ليد.
ويشهد المخيم منذ اليوم الأول من عدوان الاحتلال، موجة من النزوح الجماعي قسرا تحت وطأة إطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي، تزامنا مع سماع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.
ووصف نازحون حالة المخيم بأنها صعبة ومزرية جدا، فهناك منازل ومحلات مهدمة وشوارع مجرفة، وجنود الاحتلال يداهمون المنازل بطريقة همجية ويكسرون محتوياتها من الداخل، ويعتدون بالضرب على الشبان، ويطردون كبار السن دون السماح لهم باصطحاب احتياجاتهم الأساسية خاصة الملابس، ويستولون على أجهزة الهاتف النقال الخاصة بهم.
وأشار المكتب الإعلامي للجنة خدمات مخيم نور شمس، إلى أن أعداد النازحين تجاوزت الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى.
يذكر أن عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، لليوم الـ17 على التوالي، وسط تصعيد عسكري مترافق مع تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات، واعتقالات، ونزوح قسري طال الآلاف من سكان المخيمين.
وأسفر عدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها عن استشهاد 8 فلسطينيين، وإصابة عدد آخر، إلى جانب عمليات تدمير واسعة لمنازل الأهالي وممتلكاتهم والمرافق العامة.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة ومخيميها، ونشرت المشاة في مختلف المناطق والحارات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
ويوصل جيش الاحتلال تهجير السكان من منازلهم في مخيم جنين المحاصر، وحوّل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، وأقام سواتر ترابية في شارع المحطة، ومنع الفلسطينيين من التنقل في المنطقة. يأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال تدمير المرافق العامة وشبكات المياه والكهرباء.
وأوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن العملية العدوانية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة تسببت في تهجير قسري لـ40 ألف لاجئ من مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس، والفارعة.