دير البلح - قدس الإخبارية: بقرار من قيادة القسام، أفرجت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن الأسرى الثلاثة في دير البلح وسط قطاع غزة.
والأسرى الثلاثة الذين أفرجت عنهم "القسام" هم: إلياهو داتسون يوسف شرابي، أور ابراهم ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي، ولأول مرة منذ بداية الصفقة، تُفرج كتائب القسام عن أسرى إسرائيليين من المحافظة الوسطى في قطاع غزة.
وحملت عملية تسليم 3 أسرى إسرائيليين اليوم السبت في دير البلح العديد من الرسائل والدلائل التي أرادت المقاومة الفلسطينية إرسالها إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وانتشر مقاتلو القسام في منطقة التسليم بدير البلح وهم يحملون رشاشات وأسلحة بعضها استخدمت في الحرب الإسرائيلية على القطاع مثل بندقية "الغول"، كما أُطلقت أناشيد وأغان وطنية، وكان ذلك وسط حضور جماهيري أحاط بعناصر المقاومة، في حين قامت سيدة برش الورد والحلويات على مقاتلي القسام.
وعبر المنصة التي أقيمت في الساحة التي نفذت فيها عملية التسليم، بعثت كتائب القسام برسائل عديدة إلى الاحتلال الإسرائيلي، من خلال شعارات كتبت مثل: "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي"، في رسالة واضحة إلى الذين يريدون إبعاد حركة حماس عن إدارة قطاع غزة.
الإفراج بقرار المقاومة
وإيذانًا ببدء عملية التسليم، صعد أحد عناصر القسام، مما يبدو أنه من القادة الميدانيين، في كلمة مقتضبة تلى فيها بيانًا عسكريًا صادر عن قيادة كتائب القسام.
وفي البيان قال: "بقرار من قيادة القسام، قررنا الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلياهو داتسون يوسف شرابي، أور ابراهم ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي".
وأضاف أن لا أحد يستطيع أن يلوي ذراع القسام والمقاومة في قطاع غزة، وخلفه لافتة "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي."
مقابلة باللغة العبرية
وخلال عملية التسليم، وبعد توقيع الصليب الأحمر على القرار الموقع من القسام بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، أعلنت القسام عن الناطق العسكري باسم القسام باللغة العبرية ليجري حوارًا مع الأسرى الثلاثة.
وعند سؤال الناطق العسكري باللغة العبرية عن رسالتهم إلى القسام، أعرب الأسرى الإسرائيليون المفرج عنهم عن شكرهم لغزة لأنهم حافظوا على حياتهم طوال الحرب.
وقال أول الأسرى الإسرائيليين، أوهاد بن عامي في بث مباشر على الهواء إن الطريقة الوحيدة لعودة الأسرى هي من خلال إتمام الصفقة وإعادة كل الأسرى الفلسطينيين إلى بيوتهم بسلام وأن تستمروا بالمرحلة الثانية والثالثة من الصفقة، مطالبًا حكومة "إسرائيل" تطبيق المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة.
أما الأسير الإسرائيلي إلياهو شرابي فقال عند الإفراج عنه من قبل كتائب القسام: حكومتنا فاشلة وأشكر كتائب القسام لأنهم حافظوا علي، متأملًا أن يستمر تطبيق جميع مراحل الصفقة وتنتهي هذه الحرب الفظيعة.
الأسير الثالث وهو أور ليفي، فشكر كتائب القسام التي حافظت عليه، مضيفًا "أريد أن تستمر المفاوضات وأن تنتهي الحرب، أنا أدعو للمفاوضات وليس لـ"الضغط العسكري"".
الغضب يشتعل إسرائيليًا
في ظل الرقابة العسكرية، لم تبث القنوات العبرية كلمة الأسرى الإسرائيليين، ونقلت إفاداتهم على لسان محلليها مع وصف "بأنهم مجبرون على التكلم"، على الرغم من أن القناة 12 العبرية و"إسرائيل هيوم" كانت تنقل بثًا مباشرًا عن القنوات العربية لمراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وعلى الفور أصدرت عائلات الأسرى الإسرائيليين بيانًا قالت فيه: "إن الصور الصعبة التي التقطت أثناء إطلاق سراح أوهاد وإيلي وأور هي دليل آخر صارخ لا يترك مجالاً للشك: الأسرى ليس لديهم وقت، ويجب علينا إخراج الجميع من هناك، حتى الأسير الأخير، الآن!"
وعلقت عائلة الأسير الإسرائيلي أوهاد الذي أفرجت المقاومة عنه اليوم: "إنه يبدو سيئا للغاية، يبدو أكبر من عمره بعشر سنوات، نشعر بالحزن الشديد لرؤيته بهذا الشكل، ونشعر بالخوف الشديد".
كما نقلت القناة 12 العبرية عن عائلة الأسير متان إنجرست قولهم عن مشاهد الإفراج عن الأسرى الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم: "نحن مصدومون من وضعهم، يمكنكم أن تروا كيف يتم احتجاز الرجال ولا نريد أن نفكر في حال الجنود، ونطالب رئيس الوزراء بإرسال الوفد المفاوض على الفور وإنهاء المرحلة الثانية وإعادة الجميع على الفور دفعة واحدة"
وأصدر ديوان رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو بيانًا مقتضبًا قال فيه إن المشهد الصادم لظهور الأسرى في غزة لن يمر مرور الكرام.
أما زعيم المعارضة في دولة الاحتلال يائير لابيد فقال إن المشاهد الصعبة هذا الصباح في عملية نقل الأسرى الإسرائيليين تمزق القلب وتؤكد الحاجة الملحة لمواصلة عودة جميع الأسرى، انتهى الوقت، يجب أن نعيدهم جميعًا.
وأشار لابيد إلى أن وضع الأسرى الصعب كان موجودا طيلة شهور على طاولة نتنياهو من خلال تقارير استخباراتية.
بدوره، علق السفير الألماني في دولة الاحتلال ستيفن سيبرت على مقابلات القسام مع الأسرى بأنه من غير المحتمل أن نرى الأسرى الهزيلين مجبرين على إجراء مقابلة مع أحد مراسلي حماس".
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الأسرى الإسرائيليين إيلي، أوهاد، وأور يبدون نحيفين وضعفاء، ومن الواضح أنهم فقدوا الكثير من الوزن أثناء الأسر، فيما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن الفريق الذي قام بفحص أولى للأسرى الثلاثة، أن حالة الأسرى لا تتطلب تدخلاً طبياً فورياً.
ووصف مراسل إذاعة جيش الاحتلال مشاهد التسليم "عرض مرعب على منصة حماس، ومشاهد صادمة."
ولفتت القناة 12 العبرية إلى أن الأسرى الإسرائيليين يرتدون قمصانًا كتب عليها: "أسير القسام".
أين نصرك يا نتنياهو؟
في الأثناء، ضج الإعلام العبري بالنقد والغضب على نتنياهو وأحلامه بالنصر المطلق في قطاع غزة، والقضاء على حماس أمام مشاهد تسليم الأسرى الثلاثة.
وقال مسؤول التحرير في موقع "كالكيست" العبري، روعي بيرجمان إن نتنياهو سافر إلى واشنطن للحصول على صورة نصر، حصل على وعود سخيفة من رئيس مغفل وهذياني تخدم فقط سموتريتش وبن غفير، لكن صور الأسرى هي الحقيقة.
وشدد بيرجمان أنه لن يكون هناك أي نصر هنا، لن يحدث أي ترحيل، مؤكدًا: "يجب على نتنياهو وحكومته المدمرة أن يرحلوا لكي نتمكن من إعادة بناء الخراب الذي تسببوا فيه."
وأصدر "منتدى أكتوبر" الذي شكّلته عائلات قتلى وجرحى وأسرى 7/10 بيانًا رسميًا قالت فيه: هذه الصور تذكّر من جديد بالإخفاق الأمني الأكبر في تاريخ "إسرائيل"، ويجب تشكيل لجنة تحقيق رسمية فورًا للتحقيق وتقديم الإجابات.
وسخر الصحفي الإسرائيلي شلومي إلدار من نتنياهو بالقول: "من المثير للاهتمام كيف يشعر المرء عند مشاهدة ثلاثة أسرى بالكاد يقفون على أقدامهم بينما هو في الجناح الملكي في واشنطن".
أما المحلل الإسرائيلي وضابط الاستخبارات السابق، باراك سيري فوصف المشاهد بـ"العار والخزي"، مضيفًا "في نهاية أسبوع يشهد الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين يفضل رئيس الوزراء البقاء لعطلة فاخرة في فندق ويلارد الفاخر في واشنطن".
وقالت صحيفة "معاريف" إن حماس وجهت في رسالة لترمب من على منصة تسليم الأسرى في دير البلح: "نحن اليوم التالي"، وتابعت الصحيفة: "انتصار كامل؟ بينما نتنياهو في الولايات المتحدة... حماس جهزت مفاجأة على المنصة"
حماس تعلّق
وعلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على تسليم القسام 3 أسرى إسرائيليين إن مشاهد التسليم ورسائل المقاومة تؤكدان أن اليوم التالي هو يوم فلسطيني بامتياز ويقربنا أكثر من العودة والحرية.
وأضافت أن شعبنا بالتفافه حول المقاومة يؤكد رفضه لكل مشاريع ترامب بالتهجير والاحتلال وعزمه الراسخ على إفشالها، وأن المقاومة التزمت بالقيم الإنسانية في تعاملها مع الأسرى وحافظت على حياتهم رغم القصف الصهيوني.
وأكدت ان النصر المطلق الذي بحث عنه نتنياهو وجيشه طيلة 471 يوما أوهام تحطمت على أرض غزة للأبد.
ولفتت إلى أن "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي" هو يوم فلسطيني خالص، وقد بدأ منذ توقيع اتفاق وقف العدوان، المعمّد بدماء وتضحيات شعبنا ومقاومتنا.