خاص - شبكة قُدس: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر اليوم، رسميا، مقتل اثنين من جنوده وإصابة 8 آخرين في عملية إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم قرب بلدة تياسير القريبة من طوباس. وقد شكلت العملية ضربة موجعة لجيش الاحتلال الذي وسع عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية قبل أيام لتشمل المنطقة التي وقعت فيها العملية.
واعتبر مراقبون أن عملية تياسير تمثل نموذجا مشابها لعمليات اقتحام المواقع العسكرية التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر، وهذه إهانة جديدة لما يسمى بالشرف العسكري الإسرائيلي.
وأشاروا إلى أنه على رغم من حديث قادة الاحتلال المتكرر عن استخلاص العبر من عملية السابع من أكتوبر، إلا أن عملية اليوم أثبتت أن هذا الخطاب غير حقيقي بنسبة كبيرة، وهو مصمم للاستهلاك الإعلامي ولطمأنة المستوطنين وردع حركات المقاومة والمقاومين.
وأوضح المراقبون والمحللون أنه في الأسابيع الماضية، كثف الإعلام الإسرائيلي من تقاريره التي تشير إلى استعدادات استثنائية من قبل جيش الاحتلال في الضفة الغربية لمختلف السيناريوهات، لكن عملية تياسير أثبتت أن هذا الخطاب مهمته تشكيل موقف "عقلاني" لدى المقاومين بصعوبة تنفيذ عمليات، وبالتالي يضمن الاحتلال بقائهم في حالة الدفاع وهي الحالة الأقل خطورة بالنسبة لمنظومة أمن الاحتلال.
وقالوا إن العملية تؤكد على أهمية المعلومات المسبقة في إطار تنفيذ عمليات المقاومة، إذ تكشف معطيات العملية إلى جانب تحقيق جيش الاحتلال أن منفذ العملية جمع معلومات هامة عن الموقع العسكري قرب تياسير، وقد مكنته هذه المعلومات من تنفيذ عملية دقيقة و"فتاكة". فيما يشير ذلك إلى تطور في عمل المقاومة في الضفة الغربية، فمثلا؛ عملية الفندق التي وقعت الشهر الماضي نجحت بسبب المعلومات التي توفرت لدى المنفذين عن خط سير المستوطنين وموعد انسحاب الجنود.
وتكشف العملية، كما يوضح المراقبون، مدى الإنهاك والعبثية في تصرفات جنود الاحتلال بعد عام وخمسة أشهر من الحرب. وفقا لتحقيق جيش الاحتلال، كان جنديان فقط داخل الموقع في حالة الجهوزية، بينما الآخرون كانوا غير مستعدين لحالة الاشتباك، وهو ما يفسر مقتل وإصابة معظم من كان في الموقع على يد مقاوم واحد، وتدخل قوات الإسناد لحسم الموقف الميداني.