فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كشفت تقارير إعلامية وحقوقية عن تعرض نحو 100 من الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني لهجوم تجسسي خطير عبر تطبيق واتساب، باستخدام برنامج "جرافيت" الذي طورته شركة باراجون سوليوشنز الإسرائيلية.
وبحسب التقارير، فإن البرنامج لا يتطلب من المستهدفين الضغط على أي روابط لتفعيل الاختراق، يعكس مستوى عالٍ من التطور والخطورة في استغلال الثغرات الأمنية.
ولفتت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن شركة باراجون، أسسها رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك، ويديرها القائد السابق لوحدة السايبر 8200 في جيش الاحتلال إيهود شنايرسون.
وبحسب الصحيفة، باعت الشركة برنامج جرافيت لجهات "إنفاذ القانون" في إسرائيل، أوروبا، والولايات المتحدة، بإشراف من وزارة الحرب الإسرائيلية، وهو ما يختلف هذا البرنامج يختلف عن منتجات شركة NSO المطورة لبرنامج الاختراق بيغاسوس، حيث تقتصر مبيعات باراجون على الدول الغربية أو الدول القريبة سياسياً من دولة الاحتلال.
وتشير التقارير إلى أن برنامج الاختراق يتم تنزليه إلى أجهزة المستهدفين عبر ملف PDF أُرسل إليهم بعد إضافتهم إلى مجموعات الدردشة.
وفي أعقاب الاكتشاف، قالت شركة واتساب إنها أرسلت خطاب تحذير إلى شركة باراجون تطالبها بالتوقف فورًا عن تشغيل البرنامج وهددت باتخاذ إجراءات قانونية ضدها.
من جهته، أشار مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية الفلسطينية إلى أن كان قد حذر في مايو 2024 من ثغرة أمنية يمكن أن تستغل بيانات واتساب لتغذية نظام الذكاء الاصطناعي "لافندر"، المستخدم في استهداف الفلسطينيين في غزة بالصواريخ.
وتابع المركز أن الهجوم الحالي واختراق الصحفيين يؤكد مخاوف صدى سوشال، مما يعزز القلق بشأن استخدام التكنولوجيا كأداة للحرب والقمع.
وشدد المركز على أنه يقف اليوم مع المستهدفين، داعيًا إلى المساءلة الفورية لشركات التجسس التي تنتهك الحقوق والخصوصيات، والتحقيق في أي دور أو ثغرات ممكنة لمنصات التواصل الاجتماعي في السماح بهذه الاختراقات، ومؤكدًا على ضرورة تعزيز الأمان الرقمي وحماية المستخدمين.
وفي ديسمبر 2024، حكمت قاضية أميركية ضد "NSO" الإسرائيلية بسبب اختراقها عبر برنامج بيغاسوس 1400 هاتف عبر ثغرة في واتساب خلال أسبوعين من مايو/أيار 2019، بينهم صحفيون وناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان.