متابعة - شبكة قُدس: ما إن أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، مساء اليوم الخميس، استشهاد القائد العام للقسام ومجموعة من القادة العسكريين؛ حتى نشر مئات الآلاف من النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، ينعون محمد الضيف ورفاقه.
وقال نشطاء، إن الضيف، الذي لقب بالضيف لأنه حلّ ضيفا على الضفة الغربية فساهم في بناء كتائب القسام هناك، أو لأنه لا يستقر في مكان فكان دائم التنقل.
وأكدوا عقب الإعلان عن ارتقائه، أن "محمد الضيف يبقى حاضرًا في قلوبنا، ضيفًا أبديًا في ذاكرتنا ووطننا، تاركًا بصمة لا تُمحى.
حللت أهلًا، ورحلت شهيدًا إلى جنات الفردوس".
ورأى آخرون، أن استشهاد الضيف لن يؤثر على مسيرة وسير عمل المقاومة في فلسطين رغم كونهم شهداء يشهد لهم التاريخ، "فالأجساد تسقط لا الفكرة".
وقالوا، إنه على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، كان اسمه مرادفًا للصمود، وصورته غائبة عن الأعين لكن حضوره أقوى من أن يُمحى.
وأضافوا، أن محمد الضيف "أبو خالد" القائد الذي أرّق الاحتلال وجعله يعيد حساباته مرارًا، لم يكن رجلًا عاديًا، بل أسطورة جسّدت معاني التضحية والفداء، وفي كل محاولة لاغتياله، كان يخرج من تحت الركام أشد بأسًا، وأكثر تصميمًا على المضي في درب المقاومة، حتى صار رمزًا للثبات الذي لا يلين، والصبر الذي لا ينفد، والعقل الذي يدير المواجهة بدهاء وإبداع.
وأكد نشطاء، أنه إن كان الجسد قد آن له أن يستريح، فإن الفكرة التي عاش لأجلها ستظل نابضة بالحياة، تتوارثها الأجيال، وتستلهم منها دروس العزة والكرامة. لن يطوى اسمه في سجل النسيان، بل سيظل محفورًا في ذاكرة الوطن والأمة، عنوانًا لرجل لم يعرف الخضوع، ولم يساوم على حق، ولم ينحنِ لعاصفة، فسلام عليه في الخالدين، وسلام على كل من سار على دربه.
وقال نشطاء، إن الرجل الذي لم يُكشف وجهه إلا بعد الشهادة هذا ليس موتاً هذه ولادة.
وأكد نشطاء، أن "ليسَ على المقاومة أن تكشف أوراقها، فالغموض سلاح، والعتمة ميدان، والمجهولُ سيفٌ بتّارٌ مسلطٌ على عقول الأعداء، يكفي الإعلان عن كُنية القائد الجديد، فالسّرية هنا ليست احترازاً فقط، بل استراتيجية دهاء تُربك الحسابات وتُشعل نيران الشك في كل ركن".
وقالوا: كُنية واحدة كفيلة بأن تترك العدو يَلهث خلف سراب لا ينتهي، يَتخبط في ظلام يَزداد وحشة، يُرهقه البحثُ، ويَستنزفه الشكُ حتى التآكل، قادة الدهاءِ الجُدد، لا تُعرَف أسماؤهم، بل تُخلّد بطولاتهم، وتظلُّ أصداؤهم مدوية في وقع الخطى الثابتة والانتصارات المتوالية، حتى إذا لقوا وجه الله العزيز الحكيم، عَرَفت الأرضُ مَن كانوا، وعَرَّفهم التاريخ بأسمائهم، وخلّدهم المجدُ إلى الأبد.