شبكة قدس الإخبارية

بين كسر المؤبد ورسائل الوفاء.. هذا ما قاله المحررون للمقاومة وأهالي غزة

photo_5814214481658627453_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: بين الحياة و"الموت" الذي تجاوز المعنى المجازي إلى المعايشة اليومية، بعد أن وصل إجرام إدارة سجون الاحتلال إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، خرج الأسرى إلى الحرية بعد أن حطمت المقاومة عنهم أحكام المؤبد التي ألقتها عليهم محاكم الاحتلال العسكرية كي تقول إنها قادرة على الإمساك بزمن الفلسطيني ووضعه إلى الأبد في زنازين السجون.

إلى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج كابد الأسرى إجرام الاحتلال، وبقي السجانون الذين كما تقول الأغنية الشعبية الفلسطينية في وصفهم عند كل حرية لأسير "طلعنا وقهرنا السجان" يفرغون أحقادهم في أجساد المعتقلين العزل بالضرب، لكن مشاهد الجماهير التي احتشدت في استقبالهم داوت جراحهم وآلامهم، واختلطت مشاعر الفرح برسائل حاولت تقديم بعض من الشكر الذي يعتمر في قلوبهم، كما قالوا، للمقاومة التي بقيت وفية لقضيتهم وأهل غزة الذين تلقوا حرب إبادة جماعية لم يعرف لها التاريخ الفلسطيني مثيلاً.

 

كسر القيود والمؤبد

خلال السنوات الماضية اعتُقل هؤلاء الأسرى بتهم مقاومة الاحتلال، فيما عمدت محاكم الاحتلال على إقرار أقسى الأحاكم بحقهم، فيما كان حكم المؤبد بالسجن مدى الحياة الحكم الدارج ضد الأسرى الذين اتُهموا بتنفيذ عمليات عسكرية قاتلة ضد جيش الاحتلال والمستوطنين، فيما حاولت حكومات الاحتلال المتعاقبة مراراً وتكراراً تأكيدها استحالة الإفراج عنهم، وكأن الموت بالسجن قد كُتب عليهم.

وعلى مدار السنوات الماضية حملت المقاومة الفلسطينية قضيتهم وتكفلت بالإفراج عنهم وكسر قيد الاحتلال، في حرب إرادة ضارية بين الأمل والإصرار الفلسطيني من جهة، وسطوة الظلم الإسرائيلي من جهة أخرى، لتنجح الإرادة الفلسطينية أخيراً بانتزاع الحرية وكسر حكم المؤبد وأغلال الأسر.

أبرز الأسرى الذين انتزعوا حريتهم يوم أمس، عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس الذي أمضى في سجون الاحتلال 40 عاماً بشكلٍ متواصل، وبعض الحالات المرضية الصعبة التي عانت الإهمال الطبي كالأسير المحرر عزمي نفاع، وقادة العمل العسكري المقاوم خلال انتفاضة الأقصى وعلى رأسهم الأسير المحرر الشيخ صالح دار موسى الذي كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد 17 مرة، والأسير المحرر وائل الجاغوب الذي كان الاحتلال قد حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

ولعل الأسير المحرر رائد السعدي، عميد أسرى محافظة جنين والذي قضى 35 عاماً في سجون الاحتلال، نموذجاً لمئات الأسرى الذين أفنون سنين حياتهم في سبيل التحرر من الاحتلال وانتزاع الحق الفلسطيني السليب، فيما عاد يوم أمس ليطاً تراب مدينته الأم جنين الذي حاول الاحتلال جاهداً إبعاده عنها.

وخلال سنوات انتفاضة الأقصى، كان قضاة الاحتلال وقادة الأجهزة الاستخبارتية الإسرائيلية قد توعدوا العديد من الأسرى الفلسطييين بعدم الإفراج عنهم بأي شكلٍ من الأشكال؛ نظراً لخطورتهم وتعقيد ملفاتهم من منظور الاحتلال، فيما استطاعت المقاومة تحرير عددٍ منهم كعناصر خلية سلوان القسامية، التي ضمت الأسرى المحررين: وائل قاسم، محمد عودة، ووسام العباسي، والذين نجحوا بتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد الاحتلال.

وكان الأسرى الأشقاء: نصر وإسلام وشريف أبو حميد، أشقاء الشهيد ناصر أبو حميد وأبناء الحاجة أم ناصر أبو حميد، إحدى أيقونات الصبر الفلسطيني على مدار أكثر من 30 عاماً، حيث قدمت إبنيها نصر وعبد المنعم شهداء، وهُدم منزلها عدة مرات.

أما المحرر نائل ياسين، فكان وفاء المقاومة له بحجم وفائه للمسجد الأقصى المبارك وشهداء الانتفاضة الثانية، إذ اعتقله جيش الاحتلال بعد ست سنوات من المطاردة وحكم عليه بالسجن المؤبد، على خلفية قتله لضابط من جيش الاحتلال في أول أيام الانتفاضة عام 2000 وتنفيذه عدة عمليات ضد جيش الاحتلال والمستوطنين خلال سنوات مطاردته.

 

رسائل شكرٍ وتعهد بالوفاء

ولعل أول ما نطق به الأسرى يوم أمس بعد تنفسهم هواء الحرية، يوم أمس هو تعبيرهم عن امتنانهم لأهالي قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية هناك، وإصرارهم على التمسك بخيار تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي، فيما أكد المحرر المبعد عمر الشريف إصراره وإصرار الأسرى على العودة إلى فلسطين المحتلة محررين فاتحين.

فيما وجه المحرر وأحد أبطال عملية نفق الحرية محمد العارضة رسالة لأهالي قطاع غزة قائلاً: "أنتم أكرم الناس، أنتم تيجان وقار وشرف على رأس الأمة، وإن ما نعتز به في تاريخ هذه الأمم فهو قطاع غزة".

وقال المحرر محمد الملح، "من الصعب إيجاد كلمات توصف حجم شكرنا للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وللمقاومة الفلسطينية وكل من عمل على تحريرنا".

من جانبه، عبر المحرر يحيى الهيموني عن شعوره اتجاه أهالي قطاع غزة: "نحن صغار أمام تضحيات أهالي قطاع غزة، بإذن الله لن نخذلهم، فهم نخبة البشرية بأكملها.. سنعود إلى فلسطين مُحررين".

وفور وصوله إلى منزله، قال المحرر جواد شلختي إن سنين المعاناة الطويلة توجت بفرحة التحرر الذي يعود لأهالي قطاع غزة الفضل بتحقيقها.

وأكد المحرر القيادي في الجبهة الشعبية محمود عيسى، أن لا تسوية للقضية الفلسطينية إلى بالمقاومة، فيما أثبت قطاع غزة ذلك بقيادة المقاومة الفلسطينية.

ولا تكاد تخلو رسالةً من رسائل المحررين من الشكر لقطاع غزة، شعباً ومقاومةً، مع التأكيد على استمرار طريق المقاومة حتى التحرير الكامل لفلسطين.

ولم تكن عملية تحرير الأسرى يوم أمس سوى محطة من محطات الكفاح الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه وأسراه، فيما تتمسك المقاومة الفلسطينية بغزة وقيادتها بهدف تحرير الأسرى.

 

 

#قطاع غزة #الأسرى المحررين #المقاومة الفلسطينية