شبكة قدس الإخبارية

هليفي يرحل وخلفه عاره.. الطوفان يطيح برتب عسكرية إسرائيلية كبيرة وأخرى على الطريق 

photo_2025-01-21_15-37-50 (3)

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: أعلن رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال، هرتسي هليفي، اليوم الثلاثاء أنه سينهي مهامه في غضون شهر ونصف، وتحديدًا في السادس من مارس. في خطاب استقالته، تحمل هليفي المسؤولية عن دوره في فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر. 

بعد هليفي، قدم قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال، يارون فينكلمان، استقالته أيضًا. ووفقًا لتقديرات قادة الجيش، قد يستقيل مزيد من كبار الضباط، بما في ذلك رئيس قسم الاستراتيجية وإيران إليعازر توليدانو، ومنسق أنشطة حكومة الاحتلال في الأراضي المحتلة غسان عليان، ورئيس قسم العمليات عوديد بسيك، وقائد القوات الجوية تومر بار، وقائد البحرية ديفيد سلامي.

وأوضحت مصادر عبرية أن هناك قلقا في القيادة العليا لجيش الاحتلال من أن تقارير التحقيقات بشأن الحرب قد تؤدي إلى مزيد من الاستقالات. ومن المتوقع أن تكون المهمة الأولى لرئيس الأركان الجديد هي استقرار المنظومة العسكرية. ووفقًا لتلك المصادر، أوقف وزير حرب الاحتلال جميع التعيينات في القيادة العليا حتى انتهاء التحقيقات.

وقال هليفي في بيان له: "أبلغت وزير الحرب اليوم أنني، انطلاقًا من تحملي المسؤولية عن فشل الجيش في السابع من أكتوبر، وفي هذا التوقيت الذي حقق فيه الجيش إنجازات ويعمل على تنفيذ اتفاق لإطلاق الأسرى، أرغب في إنهاء مهمتي في السادس من مارس 2025". وأضاف: "سأستغل الوقت المتبقي لاستكمال التحقيقات وتعزيز جاهزية الجيش للتحديات الأمنية. وسأسلم القيادة لمن يأتي بعدي بشكل منظم وشامل".

وأقر هليفي بفشل الجيش في السابع من أكتوبر قائلاً: "في صباح ذلك اليوم، فشل الجيش تحت قيادتي في حماية الإسرائيليين". وأضاف: "دفعت إسرائيل ثمنًا باهظًا ومؤلمًا من أرواح الإسرائيليين، بالإضافة إلى الأسرى والجرحى. المسؤولية عن هذا الفشل الجسيم تلازمني كل يوم وكل ساعة وسترافقني مدى الحياة".

بالنسبة للتحقيقات، أكد هليفي أن الجيش نفذ عملية تحقيق واسعة وغير مسبوقة خلال الحرب، بهدف التعلم والتطوير. وخلص إلى القول: "من منطلق تحمل المسؤولية عن فشل السابع من أكتوبر، وفي توقيت حقق فيه الجيش إنجازات، أطلب إنهاء مهامي في مارس 2025".

هرتسي هليفي، الذي يحمل القبعة الحمراء، بدأ خدمته العسكرية في لواء المظليين وتولى قيادة عدة وحدات عسكرية بارزة. كما حصل على درجات أكاديمية في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية، وفي إدارة الموارد الوطنية من جامعة الأمن الوطني بواشنطن. 

بعد وقت قصير من إعلان استقالة هليفي، أعلن قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان عن استقالته أيضًا قائلاً: "في السابع من أكتوبر، فشلت في حماية سكان النقب الغربي. هذا الفشل سيبقى محفورًا في ذاكرتي مدى الحياة".

ردود أفعال واسعة شهدتها الساحة السياسية الإسرائيلية بعد إعلان هليفي، استقالته من منصبه، والتي أثارت جدلًا كبيرًا بين أعضاء القيادة السياسية لدى الاحتلال.

وزير الأمن القومي السابق في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، وصف الاستقالة بأنها "كانت متوقعة بغض النظر عن تطورات الحرب"، مضيفًا: "ينبغي الترحيب برحيله". 

من مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، جاء في بيان: "أجرى رئيس الوزراء مكالمة هاتفية مع رئيس الأركان هرتسي هليفي، حيث شكره على سنوات خدمته الطويلة وقيادته للجيش خلال حرب متعددة الجبهات،واتفق الاثنان على اللقاء في الأيام المقبلة".

رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ علّق أيضًا على الاستقالة، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية: "على مدى عقود، كرس هرتسي هليفي حياته لأمن إسرائيل. منذ كارثة 7 أكتوبر، قاد الجيش بإصرار ومسؤولية وتفانٍ. أوضح منذ البداية أنه يتحمل المسؤولية، واليوم مع إعلانه ترك منصبه، يستحق كل التقدير".

وأضاف: "لقد تحدثت مع آلاف العائلات الثكلى والجنود خلال العام الماضي، وكلهم طالبوا بالتحقيق في هذا الفشل الكبير. لذلك، أجدد دعوتي لتشكيل لجنة تحقيق رسمية لاستخلاص الدروس وتحقيق المساءلة وبناء الثقة".

من جانبه، قال بن غفير: "كما ذكرت سابقًا، استقالة رئيس الأركان كانت متوقعة ولا علاقة لها بسير الحرب. رفضت استغلال الحدث لتحقيق مكاسب سياسية مقابل دعم صفقة التهدئة مع حماس. مع ذلك، أرحب برحيله وأتطلع إلى تعيين قائد قوي وحاسم يمكننا معه تحقيق النصر ضد حماس".

من جهته، قال زعيم المعارضة لدى الاحتلال يائير لبيد: "أحيي رئيس الأركان. حان الوقت الآن لتحمل المسؤولية والاستقالة أيضًا،  على رئيس الوزراء وحكومته الكارثية أن يرحلوا".

أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، فقد دعا حكومة الاحتلال بأكملها للاستقالة: "بعد استقالة رئيس الأركان، أدعو رئيس الوزراء وبقية أعضاء الكابنيت لتحمل المسؤولية ومغادرة مناصبهم".