ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض حتى اللحظة الكشف للجمهور عن النص الكامل للاتفاق الموقع مع حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وأضافت، في نهاية الأسبوع الماضي، وزعت الوزارة نص قرار الحكومة بالموافقة على الاتفاق، وهو ينص فقط على بعض التفاهمات.
وبحسب الصحيف العبرية، لم يتضمن القرار المنشور تفاصيل المساعدات الإنسانية التي سيسمح بدخولها إلى القطاع أو التزام "إسرائيل" بالانسحاب من محور فيلادلفيا بحلول اليوم الخمسين من وقف إطلاق النار، وهي "قضايا تعتبر متفجرة سياسيا للغاية" ما وصفتها.
ورفض مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب "هآرتس" استلامه نسخة من الاتفاق كاملا أو النظر إليه، رغم أن أجزاء منه تسربت في الأيام الأخيرة وظهرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية.
وبعد موافقة الحكومة على الاتفاقية، قدم 112 إسرائيليًا طلب التماس إلى المحكمة العليا بهدف إجبار الحكومة على نشر الوثيقة الكاملة، لكن مكتب نتنياهو تحجج بالوضع الأمني لإخفاء الاتفاقية.
وتسخر هآرتس من استخدام "الأمن" كحجة لإخفاء الاتفاق بالقول: "الاتفاق تم توقيعه، ولو بشكل غير مباشر وأمام أعينهم مع العدو حماس، وبما أن حماس تعرف كل تفاصيله، فمن المستحيل أن يتضمن الاتفاق معلومات من شأنها، في حال نشرها، الإضرار بأمن الدولة."
وبعد 16 شهرا من الحرب والشهداء والمقاومة والصمود، توقفت حرب الإبادة في قطاع غزة ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير\كانون الثاني 2025.
واحتفل الفلسطينيون عبر إطلاق نار احتفالي في قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، وهتافات للمقاومة وكتائب الشهيد قطاع غزة.
وفي الجهة الأخرى، حيث البكاء الإسرائيلي والهزيمة، قدم وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال "إيتمار بن غفير" والوزراء الآخرين من حزبه في "عوتسماه يهودا" استقالتهم رسمياً من حكومة الاحتلال.
وبحسب مصادر عبرية، فإن عنوان استقالة إيتمار بن غفير جاء "نهاية طريقنا في الحكومة بسبب الاستسلام للإرهاب".
وقال بن غفير، قبل الاستقالة إن الرئيس ترامب وعد بفتح جهنم على قطاع غزة، لكن هذه الصفقة هي جهنم على "إسرائيل"، وإن هذا الاتفاق عار وخزي.
بدوره قال الباحث الإسرائيلي "مايكل ميلشتاين" عبر إذاعة 103 FM إن لا جدوى من إثارة مسألة "اليوم التالي" لأنه من الواضح تماما أن "اليوم التالي" هو هنا الآن: حماس
وأضاف ميلشتاين، أن "حماس هي التي تسيطر، وهنا تبدأ المعضلات الكبرى، وأن سنرى صورًا سيئة للغاية بالنسبة للعين الإسرائيلية، لقد أريقت دماءنا في الأشهر القليلة الماضية، كما سنرى في غزة الكثير من الفرح."
أما المحلل العسكري الإسرائيلي، نوعم أمير، فعبّر ساخرًا: "بعد سنة وثلاثة أشهر ما زالت لدى حماس مركبات عسكرية في القطاع؟ هذا هو بالضبط الفشل العسكري الإسرائيلي."
من جانبه، وجه المراسل العسكري الإسرائيلي، هيلل بيتون روزين رسائل غاضبة تعليقًا على مشاهد كتائب القسام في شوارع قطاع غزة: "15 شهراً بعد هجوم 7 أكتوبر... نتنياهو: هذا حدث خلال فترتك، وزير الجيش كاتس: لا تقل إنك لم تعرف، رئيس الأركان هرتسي هليفي: عد إلى بيتك، قائد المنطقة الجنوبية فينكلمان: هل حتى هذا لا تراه؟، رئيس المخابرات العسكرية بيندر: كيف تختلف عن الرئيس السابق حاليفا؟ قائد سلاح الجو تومر بار: عدت لمهاجمة الأكواخ؟"
وبينما أعلن جيش الاحتلال عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في وقت سابق من صباح اليوم، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إأن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بالدخول إلى غزة، وأفادت صحيفة معاريف أن الجيش انسحب ليلاً من شمال قطاع غزة.
وكانت منصة للمستوطنين قالت إن لا تترك الصور القادمة من غزة مجالاً للشك، لقد فشلت "إسرائيل" في خلق بديل حاكم لحماس، والآن ستتدخل 600 شاحنة من المساعدات، على الأقل، يوميًا.