شبكة قدس الإخبارية

خسائر جيش الاحتلال ترفع أصوات معارضي نتنياهو: "أوقفوا الحرب.. جنودنا يقتلون"

IMG_9987

متابعة - شبكة قُدس: زادت الخسائر التي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الأسابيع الماضية، في الكمائن والعمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، في شمال قطاع غزة، من الانتقادات والأصوات التي تطالب بوقف الحرب، خاصة بين النخب السياسية والصحفية في دولة الاحتلال.

إعلانات جيش الاحتلال عن مقتل وإصابة ضباط وجنود، في شمال غزة، دفع صحفيين ونخباً سياسية واجتماعية إسرائيلية إلى السؤال مجدداً عن "جدوى استمرار الحرب"، وتوجيه انتقادات للمستوى السياسي على رأسه بنيامين نتنياهو، والقيادة العسكرية خاصة رئيس الأركان هرتسي هليفي.

واعتبر صحفيون ومراسلون عسكريون أن الاستراتيجية التي وضعها رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الجنوبية للقتال في غزة "فاشلة"، وتسببت بخسائر فادحة في صفوف الضباط والجنود، حسب وصفهم.

ومع ساعات الصباح الباكر، كشفت منصات إعلامية تابعة للمستوطنين عن كمين قاتل وقعت فيه قوة من لواء "الناحال"، في شمال غزة، أدى لمقتل عدد من العسكريين وإصابة آخرين، وأشارت إلى أن ركام المبنى الذي تفجر بالجنود دفن ثلاثة منهم تحته.

الصحفي الإسرائيلي إيتي لاندسبرغ نيفو ذكَر المستوطنين بتجربة مريرة عاشوها، قبل عقود، خلال احتلال جنوب لبنان، عندما كان الجنود والضباط يتساقطون في كمائن المقاومة، واعتبر أن ما يجري في غزة حالياً هو أضعاف الخسائر في تلك الفترة.

ووصف غزة بأنها "فيتنام" الخاصة بـ"إسرائيل"، وقال: "الجنود يموتون واحدًا تلو الآخر، يومًا بعد يوم، عبوة أخرى، قناص آخر، مبنى آخر ينهار".

وفي ذات السياق، هاجم الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع في مقال على "يديعوت أحرونوت"، قوى المعارضة في دولة الاحتلال واعتبر أنها خائفة من إعلان موقف واضح من استمرار الحرب التي تسببت بمقتل وإصابة آلاف الجنود والمستوطنين، وقال: "أين المعارضة؟ أين لبيد، غانتس، غولان؟ يعرفون ما أعلمه وأكثر، أين حركة الاحتجاج؟ أين هرتسوغ؟ الخوف من تصويرهم على أنهم مهزومون أو خونة أو يساريون يمنعهم من التحرك".

وأكد أن طموح قوى المعارضة الإسرائيلية هو "الوصول إلى السلطة من خلال موقف وسط"، حسب وصفه، واعتبر أن "لا مكان للوسط في إسرائيل اليوم بل يجب أخذ موقف واضح".

وأشار إلى تجربة حرب الاستنزاف التي استمرت لمدة 1000 يوم على جبهات القتال المختلفة، عقب حرب 1967، وأضاف: "استمرت الحرب 1000 يوم قُتل خلالها قرابة 1000 إسرائيلي أكثر من ثلثهم على الجبهة المصرية، استغرق الأمر سنوات حتى أدركنا مدى الحماقة التي كنا فيها وكيف فقد أصدقاؤنا أرواحهم وأُصيبوا في حرب بلا منطق أو هدف".

الوزير السابق في حكومة الاحتلال، إفرايم سنيه، اعتبر أن "استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في غزة سيكون له ثمين ثقيل وفظيع من حياة الجنود".

وهاجم الكاتب الإسرائيلي، عيناف شيف، في مقال على "يديعوت أحرونوت" المحللين العسكريين الذين قال إنهم "يروجون لإنجازات وهمية للجيش"، قائلاً: "في المشهد الحالي الذي لا يظهر له نهاية تتصدر هذه الفترة قائمة الحماقات، الصحفيون العسكريون وأشباههم يتحدثون عن إنجازات هامة نتيجة الدخول الثالث أو الرابع أو ربما الثالث ونصف إلى مناطق في قطاع غزة التي قيل إنها عولجت قبل شهور". 

وتابع: "المنازل تتهدم والأرواح تتحطم، بينما العائلات التي حظها جيد تعاني فقط من القلق المستمر على أولادها".

موقع "حدشوت بزمان العبري" تعليقاً على مقتل وإصابة جنود من لواء "الناحال"، في شمال غزة، اليوم قال: "حدث صعب آخر لجنودنا في غزة... المزيد من الدماء على يد نتنياهو وحكومته الفاشية".

ويرى محللون ومختصون في الشؤون الإسرائيلية أن الحرب الحالية أظهرت بوضوح الانقسام الاجتماعي، في مجتمع المستوطنين، خاصة لجهة التباينات بين الفئات المحسوبة على "الصهيونية الدينية" واليمين الحاكم الذي اندفعت نحو الجيش، في العقود الماضية، وتشجع على استمرار الحرب لتحقيق أهدافها في الاستيطان وإبادة الشعب الفلسطيني.

بينما ترى فئات أخرى أن الثمن المدفوع في الحرب (الجنود والضباط القتلى والجرحى) باهظ، وأن المستوى السياسي والعسكري لا يقدم تصوراً استراتيجياً لتحقيق نتائج هامة للأمن القومي الإسرائيلي، هذا في ظل تراجع خلال السنوات الماضية على قوة النخب التقليدية التي حكمت دولة الاحتلال، منذ 1948، وبلورت سياسات ورؤى حول آليات الصراع مع الفلسطينيين والعرب.

وأعادت النقاشات الحالية حول الثمن الباهظ من الجنود والضباط، في معارك غزة، التذكير بأجواء فترة احتلال جنوب لبنان، حين ظهرت حراكات مثل "الأمهات الأربع" طالبت حكومة الاحتلال بسحب قواتها من هناك، ولكن محللين يرون أن تغييرات طرأت على مجتمع المستوطنين زادت من دمويته واندفاعه نحو الحرب، ولكن ازدياد القتلى خاصة في مناطق مثل شمال غزة الذي أعلن جيش الاحتلال "تطهيره" من المقاومة، ودمره بأطنان من المتفجرات والصواريخ، يرفع معه أصوات المعارضين والمطالبين بسحب القوات، خاصة مع تزامنها مع الأخبار عن تقدم في مفاوضات صفقة التبادل الأمر الذي يجعلها الأقرب منذ بداية الحرب.

وفي السياق، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في تصريحات على قناته في "التلغرام" على أن جيش الاحتلال "تلقى خسائر فادحة في معارك شمال غزة".

وشدد على أن الاحتلال "سينسحب مرغماً من القطاع تحت ضربات المقاومة التي ما زالت تكبده خسائر كبيرة".