فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: في تطور يحمل أبعادًا نفسية وسياسية عميقة، أقدمت المقاومة الفلسطينية، ممثلة بحركة حماس، على خطوة استراتيجية تمثلت في التوجه مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي. وجاء ذلك عبر إعلان قائمة الأسرى المنوي الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، في خطوة ليست مجرد إعلان تقني بل ضربة نفسية مدروسة زعزعت ثقة الإسرائيليين بحكومتهم وزادت من الضغط عليها من قبل جمهورها.
رسالة مباشرة للجمهور الإسرائيلي
من خلال إعلان قائمة الأسرى، أتاحت المقاومة فرصة للجمهور الإسرائيلي للتفاعل مع الأحداث بشكل مباشر، مما دفع البعض إلى التفكير في أن تحقيق مطالبهم قد يتطلب الحوار مع المقاومة، بعيدًا عن الاعتماد على حكومتهم. وأبرزت هذه الخطوة قدرة المقاومة على تحقيق نتائج ملموسة مقابل ما يرونه من مماطلة وتسويف من جانب المسؤولين الإسرائيليين، وفق حبراء ومحللين.
يرى محللون، أن التقارير التي أشارت إلى استجابة المقاومة لطلبات من عائلات الأسرى الإسرائيليين تعكس تحولًا نوعيًا في استراتيجية المقاومة. هذه الاستجابة عززت شعور الجمهور الإسرائيلي بأن المقاومة قد تكون أكثر حرصًا على مصالحهم الإنسانية مقارنة بحكومتهم، التي يصفها البعض بالاعتماد على الأكاذيب لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة.
معركة نفسية تُعمق الشرخ الداخلي
إلى جانب الرسائل الإنسانية، يبدو أن المقاومة وفق محللين، تنخرط في معركة نفسية تستهدف إضعاف القيادة الإسرائيلية، واستطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تراجعًا في شعبية حكومة بنيامين نتنياهو تؤكد أن هذه الاستراتيجية قد نجحت في تعميق الفجوة بين الجمهور الإسرائيلي وحكومته.
إعادة صياغة قواعد الصراع
وبإعلانها عن ربط بعض الأسرى المفقودين بملفات تفاوض معقدة، قدمت المقاومة إشارات إلى حسابات دقيقة تدير من خلالها ملف التفاوض. وفي الوقت نفسه، جاءت استجاباتها الإيجابية في حالات أخرى لتبرز جانبًا إنسانيًا قويًا يعزز تأثيرها المباشر على الأفراد داخل الجمهور الإسرائيلي.
ويرى محللون، أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية يمثل تحولًا جوهريًا في قواعد الصراع، حيث انتقلت المواجهة من الميدان السياسي والعسكري إلى التأثير المباشر في الرأي العام الإسرائيلي. هذا التوجه يعمق الضغط الداخلي على حكومة الاحتلال الإسرائيلية، ويفتح المجال أمام مزيد من الإنجازات الاستراتيجية للمقاومة في إطار حربها النفسية والسياسية.