غزة - قدس الإخبارية: في اليوم الـ461 من العدوان على غزة، زعم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي أن الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ليست إبادة جماعية، رافضاً المقارنة بين ما يحصل في القطاع بالسودان، ومعترفاً في الوقت ذاته بارتفاع عدد الضحايا من بين المدنيين في غزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أدانت ما يحدث في غزة، وأكدت أن الأدلة تشير إلى أن ما يحدث يرقى إلى الإبادة الجماعية، فيما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر بالقبض على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
كذلك قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، إن "بحوثها وجدت أدلّةً وافيةً" تثبت أن إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال ترتكب، جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة المحتل.
وسط هذا الإعفاء الأمريكي المتواصل من تهمة الإبادة، قتل الاحتلال حتى اليوم أكثر من 45 ألف شخص من المدنيين والنساء والأطفال في غزة، ودمرت البنية التحتية والمستشفيات، وتعمدت منع دخول الغذاء والدواء، ما يمثل جرائم ضد الإنسانية.
ميدانيًا، استشهد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، في حين تناشد مستشفيات القطاع المؤسسات الدولية إدخال الوقود بشكل عاجل.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 19 فلسطينيًا وإصابة العشرات في غارات الاحتلال على مناطق مختلفة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، بعد أن استشهد 50 فلسطينيا في غارات إسرائيلية، 33 منهم في شمال القطاع أمس الأربعاء.
واستشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أفادت مصادر طبية باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين في القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط وجنوبي قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأفادت مصادر صحفية باستشهاد 5 فلسطينيين إثر قصف للاحتلال استهدف منزلًا لعائلة الدبجي غربي مدينة دير البلح وسط القطاع مساء الليلة الماضية.
وقصفت طائرات الاحتلال المسيرة خيمة داخل مدرسة الرازي التي تؤوي نازحين في مخيم 2 بالنصيرات، بينما شنت مدفعية الاحتلال تستهدف محيط أرض المفتي شمال النصيرات.
واستشهدت الطفلتان تالا ونجوى ووالدهما محمد بسام أبو خروف وأصيبت زوجته جراء قصف الاحتلال الليلة على مخيم 1 بالنصيرات وسط قطاع غزة.
وفي شمال القطاع، استشهد 8 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل بجباليا البلد، كما استشهد وأصيب آخرون بقصف على مدرسة زينب الوزير بجباليا.
وأطلق طيران الاحتلال المروحي النار تجاه شرق رفح، كما قصفت مدفعية الاحتلال تزامنا مع إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال شرقي بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خانيونس.
واستشهد الشاب عبدالكريم علي حسن زعرب وانتشل جثمانه من أمام منزل عائلته في مدينة رفح.
نفاذ الوقود
وعلى الصعيد الصحي، أعلن مسؤولو مجمع ناصر الطبي، في خان يونس، توقف جميعة الخدمات الطبية، باستثناء أقسام العناية والعمليات، نتيجة أزمة الوقود مما أدى لتوقف المولدات.
وحذرت إدارة المجمع الطبي من كارثة إنسانية وصحية، قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقا في قسم العناية المركزة، وناشدت المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود، لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.
من جهته، قال مدير مستشفى العودة، شمالي قطاع غزة، الدكتور محمد صالحة إن آليات الجيش الإسرائيلي تحاصر المستشفى، وتطلق النار بشكل عشوائي في محيطه، وتلقي قنابل في ساحته.
وأكد صالحة أن قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل المجاورة للمستشفى، ونبه إلى خطورة وتفاقم الوضع داخل المستشفى، بعد حصار لأكثر من 95 يوما، ومنع سلطات الاحتلال إدخال الأدوية والوقود والطعام.
في الأثناء، قالت وزارة الصحة في غزة إنه تم تسلم كمية محدودة جدا من الوقود لمولدات المستشفيات، وكررت الوزارة مناشدتها للمؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل، لتوفير الاحتياج الكامل من الوقود وتأمينه بشكل دوري.