فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: التقى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر مساء اليوم الثلاثاء في أبوظبي مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم الحفاظ على سرية الزيارة، وتم الكشف عنها فقط الآن بالتزامن مع انعقاد الاجتماع بين الوزيرين.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه هذه هي الزيارة العلنية الثانية لوزير إسرائيلي إلى الإمارات منذ بداية الحرب، والأولى لوزير خارجية، لتنضم إلى سلسلة من الزيارات السرية لعدد من الشخصيات الإسرائيلية البارزة أثناء الحرب.
وفي تقرير نشرته وكالة رويترز أكدت أن الإمارات تدخلت جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة للمشاركة في إدارة قطاع غزة مؤقتًا في مرحلة ما بعد الحرب، حتى تتمكن السلطة الفلسطينية، التي ستخضع لإصلاحات وتعزيز، من استعادة السيطرة هناك.
وقالت مصادر من مكتب وزير خارجية الاحتلال ساعر إن الزيارة تمت بدعوة من نظيره الإماراتي، وأن الجانبين سيبحثان التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن "الشيخ عبد الله بن زايد استقبل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، حيث ناقش الطرفان التطورات الإقليمية، وخاصة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وكذلك الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
وكان تقرير رويترز الصادر صباح اليوم، والذي استند إلى تصريحات 12 دبلوماسيًا وغريبًا من مصادر غربية، قد كشف عن اقتراح بتشكيل إدارة مؤقتة في غزة تحت إشراف الإمارات والولايات المتحدة ودول أخرى، تهدف إلى إدارة شؤون الحكومة والأمن وإعادة بناء المنطقة بعد الدمار الذي لحق بها جراء الحرب، إلى حين تسليم السلطة للسلطة الفلسطينية.
ورغم معارضة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القوية لهذه الفكرة، أشار الدبلوماسيون الذين تحدثوا إلى رويترز إلى أن الإمارات، التي تربطها علاقات سلام مع الاحتلال، تملك "ورقة ضغط" معينة على نتنياهو وحكومته، على عكس معظم الدول العربية.
وفي ذات الوقت، شدد هؤلاء الدبلوماسيون على أن "إسرائيل" تتجنب تقديم رؤية واضحة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، بينما يواجه المجتمع الدولي صعوبة في التوصل إلى "خطة عملية". وأضافوا أن الأفكار المطروحة في محادثات أبوظبي ليست متطورة بما فيه الكفاية ولا تشمل خطة رسمية مكتوبة، ولم تعتمد عليها أي حكومة حتى الآن.
وحسب التقرير، فإن أبوظبي تروج لفكرة سبق أن تم طرحها عدة مرات، والتي تقضي بأن تدير السلطة الفلسطينية التي ستخضع لإصلاحات، غزة، مع تأكيد مصادر أن رؤية الإمارات تتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة فيها عن الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو ما يبدو أنه أمر غير قابل للتوافق مع نتنياهو.
وأكد مسؤول إماراتي أنه لن تشارك الإمارات في أي خطة تتعلق بإدارة أو إعادة إعمار غزة ما لم تشمل "إصلاحًا جادًا" للسلطة الفلسطينية وتقويتها، بالإضافة إلى تقديم "خطة موثوقة" نحو إقامة دولة فلسطينية. وقال المسؤول: "الإمارات لن تشارك في أي خطة لا تشمل هذه الأسس الأساسية التي تعد ضرورية لنجاح أي برنامج بشأن غزة في مرحلة ما بعد الحرب".