شبكة قدس الإخبارية

مجازر دموية ومقاومة مستمرة.. هكذا مرَّ عام 2024 المنصرم

photo_6028082034565562852_y

خاص - شبكة قدس الإخباريةيدخل اليوم العام الجديد بعد أن ترك وراءه عام 2024 المنصرم، والذي كان مثقلاً بالأحداث المتسارعة، التي جعلته من أكثر الأعوام تعقيداً بتاريخ القضية الفلسطينية، في حين حمل في طياته فصول المواجهة الأعنف بين الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة من جهة، وبين الاحتلال الإسرائيلي وقوى التحالف الاستعماري من جهة أخرى، في حين سعت الأخيرة لفرض سيطرتها عبر المجازر الدموية التي استهدفت بها الوجود الفلسطيني بالدرجة الأولى.

لم تأتي أحداث العام الماضي منفصلةً عن أحداث العام الذي سبقه، بل جاءت إنطلاقاً من معركة طوفان الأقصى التي فرضت واقعاً جديداً في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023، وعليه سارت مآلات الأحداث خلال عام 2024 وما زالت مستمرة بعد انقضائه، نرصد في هذا التقرير أبرز تلك الأحداث التي وقعت خلاله.

 

الاغتيالات

ما إن انقضى اليوم الأول من عام 2024، وتحديداً في مساء الثاني من كانون ثاني/يناير، أغارت طائرات الاحتلال على مكتب لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليستشهد على إثرها الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وأحد أبرز وجوه العمل العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ تأسيسها في مطلع التسعينيات.

كان اغتيال العاروري بمثابة إعلان مباشر عن اتباع الاحتلال سياسة اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في أعقاب معركة طوفان الأقصى، في حين اتهم الاحتلال العاروري بمعرفته بخطة المعركة، فضلاً عن اتهامه مسبقاً بتمويل العمل العسكري المقاوم في الضفة الغربية خلال السنوات السابقة، وارتقى برفقة العاروري عدد من كوادر حركة حماس في لبنان.

وطالت اغتيالات الاحتلال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي استشهد يوم 31 تموز/يوليو 2024، أثناء زيارته للعاصمة الإيرانية طهران، فيما كان هنية أحد مؤسسي حركة حماس، وأبرز قادتها بالعمل السياسي.

أما الشهيد يحيى السنوار، والذي شغل منصب رئيس حماس، والمسؤول الأول عن معركة طوفان الأقصى وفق رواية الاحتلال، فلم يكن استشهاده بعملية اغتيال مخطط لها على غرار العاروري وهنية، حيث استشهد مشتبكاً مع جيش الاحتلال يوم 16 تشرين أول/أكتوبر 2024 في مدينة رفح، وقد كُشفت هويته صدفة بعد استشهاده في الاشتباك الأخير.

ويمكن القول، إن الشهداء الثلاثة هم مَن سُلطت عليهم الأضواء عالمياً في اعتبارهم من قادة معركة طوفان الأقصى، كذلك الأمر على صعيدٍ فلسطيني.

وتوالت الاغتيالات لتطال قادة مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، حيث نفذ جيش الاحتلال عشرات الاغتيالات في منطقة شمال الضفة، كان أبرزها الشهيد محمد جابر (أبو شجاع) القائد العام لكتيبة طولكرم في سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي استشهد خلال الاجتياح الواسع الذي شنه جيش الاحتلال ضد مجموعات المقاومة في شهر آب/أغسطس 2024.

كما واستشهد الأسير المحرر علاء شريتح، بعد معركة عنيفة خاضها برفقة مقاومين ضد جيش الاحتلال في بلدة دير الغصون شمال طولكرم.

وكان شريتح قد تسلم قيادة كتائب القسام في محافظة طولكرم، وخطط لمجموعة من العمليات ضد الاحتلال، كان أبرزها قتل ضابط من جيش الاحتلال قرب مفترق بيت ليد، ونصب كمائن لجيش الاحتلال، وإطلاق نارٍ على حافلة للمستوطنين قرب بلدة النبي إلياس شمال قلقيلية.

واستشهد برفقة شريتح، المقاومين تامر فقها، وعدنان سمارة، وآسال بدران، بعد خوضهم للمعركة الأخيرة والتي نجحوا خلالها بقتل ضابط في وحدة "دفدوفان" الخاصة، وإصابة مجموعة من جنود الاحتلال.

وتنوعت عمليات الاغتيال التي نفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، بين تسلل الوحدات الخاصة وإطلاق النار على المقاومين، وبين الغارات الجوية والتي استخدمها الاحتلال على نطاقٍ أوسع، حيث استشهد على إثرها عشرات الشهداء كالشهيدين إسلام خمايسة وسعيد الجابر وغيرهم.

 

قطاع غزة والعام الدموي

وخلال عام 2024 كثف الاحتلال من مجازره المروعة في قطاع غزة، مُنتهكاً القوانين الدولية، والحقوق الإنسانية، حيث ارتكب عشرات الجرائم ضد النازحين والآمنين، ودمر المؤسسات التعليمية، والمراكز الصحية والمستشفيات.

كانت أوسع جرائم الاحتلال في مطلع عام 2024، حصار مجمع الشفاء الطبي الواقع غرب مدينة غزة، والذي كان يأوي آلاف النازحين والجرحى، وقد بدأ جيش الاحتلال بحصاره وقصفه يوم 18 آذار/مارس 2024، ثم اقتحمت ساحاته آليات الاحتلال التي دهست الجرحى والنازحين بجنازيرها، ودفنتهم بمقبرة جماعية في ساحة المجمع، في حين استمرت جريمة الاحتلال في المجمع الطبي أكثر من أسبوعين، أحرق خلالها أقسامه ودمرها، وقتل مئات الفلسطينيين.

إضافةً إلى ذلك ورغم التحذيرات العالمية، اجتاح جيش الاحتلال مدينة رفح جنوب القطاع، والتي كانت تضم أكثر من مليون نازح، في حين بدأ الاجتياح في 6 أيار/مايو2024 ليضاعف الأزمة الإنسانية على الفلسطينيين في قطاع غزة، ويحكم الحصار الإسرائيلي المطبق، بعد سيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح.

واختتم الاحتلال عام 2024 بجريمة مكتملة الأركان، بعد حصاره واقتحامه لمشفى الشهيد كمال عدوان الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، حيث استهدف الاحتلال مرافق المشفى 37 مرة خلال شهر كانون أول/ديسمبر 2024، لتقتحمه صباح يوم الجمعة 27 كانون أول/ديسمبر، حيث أخرجت الجرحى والمرضى في العراء وأجبرتهم على النزوح منه، إضافة لاعتقال رئيس المشفى الدكاتور حسام أبو صفية الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى يومنا هذا.

وتخلل الاقتحام إحراق جنود الاحتلال لأقسام المشفى مع العديد من الكوادر الطبية وفق ما أكدته جهات رسمية، إضافة للتنكيل بالجرحى والعاملين بالمشفى.

 

مقاومة مستمرة

على الرغم من المجازر المكثفة والعدوان المدمر الذي شنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية الحفاظ على بنيتها العسكرية، واستمرار مواجهتها لجيش الاحتلال على امتداد مناطق قطاع غزة.

وعلى مدار العام، استطاعت المقاومة الفلسطينية تنفيذ مئات العمليات العسكرية التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال، وتدمير المئات من آلياته ودباباته، ووصلاً إلى اليوم الأخير من العام استمرت المقاومة الفلسطينية بعملياتها العسكرية، الموثقة.

وخلال العام استطاعت المقاومة إطلاق الصواريخ التي اسنتهدفت مستوطنات الاحتلال المحيطة في قطاع غزة، بل وحتى استهداف "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة، ومدينة القدس، وسط حالة من الذهول التي أصابت جيش الاحتلال بعد إطلاق الصواريخ من أماكن وجوده.

 

مجازر مروعة

شهد عام 2024 المنصرم العديد من المجازر المروعة التي استشهد بها الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة بدم بارد، وقد قتلهم جيش الاحتلال على مرأى ومسمع العالم أجمع، في حين يمارس الاحتلال مجازره بشكلٍ يومي، نستعرض في هذا التقرير أبرز تلك المجازر :

 

- مع اشتداد حصار الاحتلال لقطاع غزة، وتصاعد حرب الإبادة، انتشرت المجاعة في صفوف النازحين على امتداد القطاع، خاصة مع نفاذ كميات الطحين وإغلاق المخابز، وفي 29 شباط/فبراير 2024، سمح جيش الاحتلال بدخول شاحنات المساعدة الإنسانية لقطاع غزة بعد ضغوطات دولية واستغاثات إنسانية، وأثناء انتظار الآلاف الفلسطينيين للشاحنات في منطقة الدوار النابلسي جنوب مدينة غزة، أطلق جيش الاحتلال النار بكثافة عليهم، ما أدى لارتقاء 118 شهيداً، وإصابة أكثر من 700 آخرين، لتُسجل من ضمن المجازر المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في القطاع، والتي عُرفت باسم "مجزرة الطحين".

- يوم 8 حزيران/يونيو تسللت وحدة خاصة لجيش الاحتلال إلى مخيم النصيرات، وسط غطاء مكثف من الغارات التي استهدفت الفلسطينيين، والتي أسفرت عن استشهاد 274 فلسطينياً، إضافة إلى مئات الجرحى في واحدة من أكبر المجازر التي تعرض القطاع خلال العام الماضي.

- نهار الـ13 يوليو/ تموز 2024، قصفت طائرات الاحتلال منطقة مواصي خان يونس التي صنفها جيش الاحتلال تحت مسمى "المناطق الآمنة"، وقد أسفر القصف عن استشهاد 90 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 300 آخرين.

- فجر 10 آب/أغسطس 2024، وأثناء أداء النازحين لصلاة الفجر بمدرسة التابعين شرق مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال المدرسة بقنابل أمريكية الصنع، وخلفت أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين معظمهم من الأطفال والنساء.

- في 10 أيلول/سبتمبر 2024، قصفت طائرات الاحتلال خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 40 فلسطينياً جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة 100 آخرين بحروق وجروح خطيرة.

#قطاع غزة #المقاومة الفلسطينية #طوفان الأقصى