فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسرى المعتقلين في سجن “منشة” يعيشون واقعاً يومياً كارثياً وظروفاً قاسية ومؤلمة على مدار الساعة، الأمر الذي يشكّل خطورة على أجسادهم وحياتهم.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن سجن “منشة” حديث النشأة، وهو من السجون والمعسكرات التي أُنشئت أو أعيد افتتاحها بعد بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي تجاوزت خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل القوانين والأعراف الدولية.
وأضافت الهيئة، أن السجن يتكون من 10 غرف، اثنتان منها للمعتقلين الجنائيين، ويحتجز داخل الغرفة الواحدة من 15- 17 أسيراً، مبينة أن الأبراش (الأسرة) كما في باقي السجون كل واحد منها من طابقين، وفرشة رقيقة جداً لكل أسير، لدرجة أنها لا تمنع برودة الحديد من الوصول لجسده، ما يتسبب بحرمانه من النوم، إلى جانب الشعور بالألم بسبب صلابة الحديد.
وكشفت الهيئة أن المعتقلين في هذا السجن محرومون من المياه الساخنة، وأن هناك معتقلين منذ أكثر من شهر لم يتمكنوا من الاغتسال والاستحمام، إضافة إلى أن الإهمال الطبي والجرائم الطبية تجعلان من المرضى منهم فريسة سهلة للأمراض والآلام والآهات والأوجاع التي ترتفع طوال الوقت، وأن وجبات الطعام ثابتة من اللبن والمربى وبكميات قليلة جدا.
كما أكدت الهيئة أن أكثر ما يعانيه المعتقلون في سجن “منشة” في هذه الأيام هو البرد الشديد، إذ يوجد في كل غرفة أربع نوافذ تدخل منها مياه الأمطار وتشكل مجرى دائما للرياح، كما أن الأغطية خفيفة وبالية، ويفتقدون للملابس الشتوية، ومن يطلبها منهم يعاقب، وغالبيتهم دون جوارب
واعترفت إدارة سجون الاحتلال بأن عدد الأسرى الفلسطينيين قد تجاوز 10300 معتقل، في حين لا يزال المئات من أسرى قطاع غزة، غير محكومين، ضمن سياسة الإخفاء القسري في المعسكرات التي يديرها الاحتلال٬ وكان من بين المعتقلين 90 أسيرة فلسطينية، وما لا يقل عن 345 طفلا، و3428 معتقلا إداريّا.
ويوم أمس الأحد، استشهد الأسير الفلسطيني أشرف محمد فخري عبد أبو وردة، البالغ من العمر 51 عامًا من قطاع غزة،، في مستشفى سوروكا بالداخل المحتل.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، إنهما علمتا باستشهاد الأسير أبو وردة بعد نقله من أحد سجون النقب إلى مستشفى سوروكا بتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فيما كان أبو وردة معتقلا منذ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023٬ وبحسب عائلته لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية
ومع استشهاد أبو وردة، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة خلال فترة حرب الإبادة إلى 50 شهيداً، فيما أوضحت الهيئة، أن هذا الرقم هو الأعلى تاريخيا في هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ عام 1967.
معسكرات للاعتقال.. مسالخ بشرية
مع تكثيف سياسة الاعتقالات التي اتبعها الاحتلال بالتزامن مع شنه حرب الإبادة على قطاع غزة، افتتحت سلطات الاحتلال معسكرات للاعتقال وزجت بها الآلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم من قطاع غزة.
كان معسكر "سيدي تيمان" أولى هذه المعتقلات التي كُشفت الستار عنها، بعد ارتكاب جنود الاحتلال جرائم مروعة بحق الأسرى الفلسطينيين به.
ويقع المعسكر جنوب فلسطين المحتلة قرب مدينة بئر السبع، وهو بالأصل قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، ويضم قاعدة 392 ووحدة قيادة "هايشل" التابعتين لشرطة الاحتلال، ومقراً للواء "غولاني" أحد ألوية جيش الاحتلال.
وفي أعقاب حرب الإبادة، أُقيمت بالمعسكر أقسام اعتقال، ليضم آلاف الأسرى من قطاع غزة الذين تعرضوا به لانتهاكات لا حصر لها، والتي كُشفت لأول مرة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 بدأت أولى التقارير عن هذه الانتهاكات، إذ تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية آنذاك عن حالات تعذيب للأسرى في هذا المعسكر، ثم تلتها فيما بعد تقارير إعلامية وحقوقية أخرى في ذات السياق على مدار عام 2024، والتي كشفت عن استشهاد عشرات الأسرى به.
أما معسكر "منشة"، فيقع شمال الضفة الغربية بالقرب من معسكر "سالم"، ويتبع إداريًا لجيش الاحتلال، فيما استحدثته سلطات الاحتلال للاعتقال والاستجواب، والذي بات يضم أكثر من 100 أسير فلسطيني.
الشتاء ومضاعفة المعاناة
في حديث خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، قال أحد الأسر المُفرج عنهم حديثاً من سجن مجدو شمال فلسطين المتحلة، إن الشتاء يضاعف من معاناة الأسرى بشكلٍ كبير، في ظل ما يتعرضون له من إجراءات قمعية، مستمرة منذ أكثر من 14 شهراً.
وكشف أن سلطات الاحتلال تقوم بمصادرة ملابس المعتقلين الجدد وأحذيتهم، وتمنحم ملابس خفيفة لا تقي من برودة الجو، فضلاً عن شح في الأغطية والفراش التي تتوافر بكميات قليلة وبحالة سيئة مهترئة.
وعن أمراض الشتاء، أضاف الأسير أن أمراض الشتاء تتصاعد بشكلٍ كبير في صفوف الأسرى، مع انتشار العدوى، وحرمانهم من العلاج والمسكنات، في حين يتعرض الأسير الذي يطالب بالدواء للتنكيل والضرب من قبل عناصر سلطات الاحتلال.