قطاع غزة - قدس الإخبارية: يعيش النازحون في قطاع غزة ظروفاً مأساوية حقيقية، بعد دخول فصل الشتاء، في ظل المجازر المستمرة من جهة، وانقطاع المساعدات الإنسانية بسبب حصار الاحتلال من جهة أخرى، في حين يعيش أكثر من 2 مليون نازح في خيام مهترئة بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم.
واستُشهد اليوم الاثنين الطفل السادس في غزة، نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه النازحون في الخيام، وهو توأم الطفل الذي فارق الحياة أمس الأحد.
وذكرت مصادر محلية، أن الرضيع علي البطران، الذي يبلغ من العمر شهراً واحداً، استشهد صباح اليوم، وهو توأم الطفل جمعة الذي رحل أمس الأحد بسبب البرد في خيمة بـ"دير البلح"، وسط القطاع.
وعلى مدار الأيام السابقة، تم توثيق استشهاد 4 أطفال حديثي الولادة، نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والبرد الشديد، في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقبل يومين، استُشهد الطبيب أحمد الزهارنة الذي يعمل ضمن الطاقم الطبي في "مستشفى غزة الأوروبي" بمدينة خانيونس نتيجة البرد القارس، وقد عُثر على جثته داخل خيمته في منطقة المواصي، جنوب قطاع غزة.
تحذيرات واستغاثة لإنقاذ النازحين
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني قد أكد قبل أيام، أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى، وأوضح في تغريدة على منصة إكس أن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.
وحسب المصادر المحلية، تسبب انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات في ظهور حالات مرضية جديدة بين الأطفال، مما يفاقم الوضع الصحي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.
وأوضح لازاريني في تغريدة عبر حسابه بمنصة "إكس" أن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.
وحذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة اليونيسف في غزة روزاليا بولين، من صعوبة الوضع في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، مضيفة أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
من جانبها قالت بلدية غزة، إن النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم. مشيرة إلى أن مدينة غزة تشهد منخفضا جوياً شديدًا يحمل أمطارًا وعواصف تشكل خطراً على خيام النازحين.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ451 على التوالي، شن مئات الغارات براً وبحراً وجواً، وتنفيذ جرائم في مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي -نتيجة الحصار- ونزوح أكثر من 90% من السكان.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 45 ألفا و514 شهيدا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، كما أصابت أكثر من 108 آلاف و189 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع، وقيود مشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة، لتخفيف الأوضاع الإنسانية الكارثية.