غزة - قدس الإخبارية: في اليوم الـ446 للعدوان على قطاع غزة، أحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ونسفت منازل في شمالي قطاع غزة وشرقي مدينة غزة، وارتكبت مجازر استهدفت نازحين وعائلات، بينما استشهدت طفلتان من البرد.
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ صباح اليوم، باستشهاد 30 فلسطينيًا 15 منهم في شمال القطاع، بينما قال مدير وزارة صحة في قطاع غزة إن 10% من سكان القطاع شهداء أو جرحى أو مفقودون.
وفي مدينة غزة، أفاد مراسل "شبكة قدس" باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة نحو 20 آخرين في قصف الاحتلال منزلا بالقرب من مسجد بلال بن رباح في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
وقال مراسلنا إن طيران الاحتلال المروحي يطلق النار على المنازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بينما نسف جيش الاحتلال مبانٍ سكنية جنوب حي الزيتون جنوب شرق المدينة غزة.
واستشهد 4 فلسطنيين في غارتين إسرائيليتين على مدينة غزة، وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد 3 فلسطينيين، ووقوع عدد من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في نادي الجزيرة وسط مدينة غزة.
وفي حي الرضوان غرب مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفل وإصابة عدد آخر في قصف خيام نازحين داخل مدرسة بالحي، وأسفر قصف إسرائيلي آخر استهدف شقة سكنية بمنطقة أبو اسكندر عن إصابة 10 فلسطينيين.
ووسط قطاع عزة، استشهد فلسطيني وأصيب 4 آخرون نتيجة قصف إسرائيلي على شقة سكنية بمخيم النصيرات.
وجنوب قطاع غزة، استشهدت فلسطينية إثر غارة من مسيرة للاحتلال على ساحل بحر مدينة رفح، ووقع مصابون في قصف إسرائيلي على منطقة المواصي غربي المدينة.
وفي شمالي رفح استشهد فلسطيني وأصيب آخرون قصف إسرائيلي على منطقة البيوك، وفي شرق المدينة، قتلت غارة إسرائيلية فلسطينييان وأصابت آخرين في منطقة المشروع.
واستشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على شقة سكنية بمدينة خان يونس في قطاع غزة، كما توفيت رضيعة فلسطينية متأثرة بالبرد الشديد داخل خيمة نزوح في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وهذه هي الرضيعة الثانية التي تتوفى جراء البرد الشديد في خيام النزوح، إذ توفيت رضيعة فجر الجمعة الماضية داخل خيمة في المواصي.
وشن طيران الاحتلال غارات على منازل في منطقة العلمي بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأطلقت قوات الاحتلال النار على مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بالتزامن مع عمليات نسف في محيطه، كما أفادت مصادر صحفية بإحراق قوات الاحتلال عشرات المنازل في محيط المستشفى.
ومنذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يواصل جيش الاحتلال اجتياحه شمال قطاع غزة، مُهجرًا مجوعًا معطشًا الفلسطينيين، ومستهدفًا المستشفيات العاملة في رمقها الأخير، وناسفًا مربعات وأحياء سكنية كاملة.
إبادة المستشفيات
وناشد مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة مروان الهمص أصحاب الضمائر الحية في العالم وكل من له علاقة بحقوق الإنسان أن يوقفوا الحرب والتدمير الذي يستهدف مستشفيات قطاع غزة.
ووصف الهمص الأوضاع في مستشفيات شمال قطاع غزة بأنها سيئة، إذ لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يستهدف هذه المستشفيات، وقد أخرج المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة من الخدمة تماما بعد أن أخرج الأطباء والممرضون والمرضى الذي كان عددهم يقدر بنحو 30 إلى طريق مجهول، وقال إن بعض هؤلاء وصلوا إلى غزة، والبعض الآخر لا يعرف مصيرهم.
وأكد مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة أن مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة يعاني من وضع أسوأ، فالاحتلال يقوم على مدار 85 يوما بتدمير محيط المستشفى، وعمد الليلة الماضية إلى تدمير كل الأبراج، بالإضافة إلى حرق البيوت، مما أدى إلى سقوط الشظايا داخل المستشفى، بما في ذلك غرف المرضى، مؤكدا وقوع إصابات، ونُقل المرضى والطواقم الطبية إلى ساحات الممرات والطابق الأول للمستشفى من أجل حمايتهم.
وتحدث الهمص عن تصدع جدران مستشفى كمال عدوان جراء استهداف الاحتلال المباني المحيطة به وتفجير روبوتات متفجرة، وكشف أن طائرات "كواد كابتر" قصفت المستشفى مستهدفة كل من يمشي في داخل ساحاته، وحرقت أيضا أحد مولدات المستشفى.
وأشار إلى تحذير أطلقه أحد الأطباء من أن الاحتلال يضغط على المستشفيات من أجل إخلائها أو قتل من فيها.
ونقل مدير المستشفيات الميدانية حقائق صادمة عن الحالة التي وصل إليها الوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال إنهم استقبلوا اليوم في المستشفى بخان يونس جنوبي القطاع طفلا صغيرا لا يتجاوز 8 أشهر متجمدا من البرد داخل الخيمة، ولم يستطيع الأطباء تقديم أي خدمة له.
ووصف الهمص الحالة بالقول "نحن لا نعيش في بلاد الإسكيمو ولا ما وراء المحيط الهادي، نحن نعيش في بلد معتدل الجو، لكن أن يصل أطفال إلى داخل مستشفياتنا متجمدين من البرد فهذا عيب في حق كل الإنسانية".
وحمّل الهمص الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الوضع الإنساني السيئ في قطاع غزة، لأنه يقصف مناطق النزوح وخيم النازحين، مؤكدا أن الناس يتضورون جوعا، خاصة في جنوب القطاع، إذ تصل إلى المستشفيات حالات تعاني من سوء التغذية، وبعض كبار السن يصلون وقد فارقوا الحياة، لأنهم - كما يخبر أهاليهم الأطباء- لم يتناولوا على مدار 5 أيام أو أسبوع قضمة خبز.
ويعاني الغزيون من نقص في المستلزمات الطبية والطواقم الطبية بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهم.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 45 ألفا و361 شهيدا و107 آلاف و803 مصابين.