قلقيلية - قدس الإخبارية: قالت عائلة الأسير محمود متولي، من مدينة قلقيلية، أن أجهزة أمن السلطة اعتقلت يوم السبت أربعة من أقارب العائلة، وهم وسيم وعلي وكريم ومحمد، بالإضافة إلى والدهم مؤيد الغول، أثناء وجودهم في زيارة عائلية بمنزلهم في قلقيلية.
وأشارت العائلة إلى أن المعتقلين يسكنون في مخيم جنين، وبحسب ما قالته العائلة لـ "شبكة قدس"، تعرض منزل العائلة في قلقيلية خلال الليلة الماضية لإطلاق نار من قبل مسلحين.
ومحمود متولي، أسير أفرج عنه في صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال في نوفمبر 2023، ضمن فئة الأشبال، قبل أن يطارده الاحتلال مجددًا ويعيد اعتقاله في يوليو الماضي.
ووفقًا لمصادر صحفية، شهدت قلقيلة صباح اليوم إطلاق نار على منازل ومحال تجارية، استهدفت بشكل واضح منتقدي عملية أجهزة السلطة المستمرة ضد المقاومة في جنين.
ومنذ بدء هذه الحملة قبل 19 يومًا، شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة طالت 48 شابًا من مخيم جنين، بينهم أسرى محررون ومطاردون وجرحى تم اعتقالهم من المستشفيات.
في هذا السياق، أصدرت حركة حماس بيانًا رفضت فيه خطاب المناطق والتحشيد الخطير الذي تقوم به السلطة في مدن الضفة، محذرة من آثاره على النسيج الوطني والمجتمعي.
وأدانت الحركة بشكل مطلق الانتهاكات الخطيرة التي تنفذها أجهزة السلطة، ونستنكر حرق منازل المطاردين للاحتلال بمخيم جنين، واستخدام أسلحة مثل القاذفات، والتي كانت من الأولى أن تكون بين يد المقاومين لمواجهة الاحتلال وصد توغلاته.
وحذرت حماس من المخاطر الكبيرة التي ترتكبها السلطة على صعيد ملاحقة المقاومين وتبريرها لذلك عبر أكاذيب وادعاءات واهية،مما يضرب وحدة صفنا في مواجهة جرائم الاحتلال والمستوطنين، ويساعد الاحتلال في تصفية قضيتنا بثمنٍ بخس وبأيدٍ محلية.
ودعت الحركة "كل أحرار شعبنا لليقظة ورفض ممارسات السلطة الخطيرة والخارجة عن مبادئ شعبنا وقيمه الوطنية، والعمل على تكثيف كل الطاقات نحو دعم المقاومة والتصدي لاعتداءات الاحتلال، وإفشال مساعيه للقضاء على المقاومة واستكمال مخطط الضم والتهجير."
من جهة أخرى، أعلنت كتيبة جنين أن أجهزة أمن السلطة تحتجز نحو 237 من عناصرها بسبب رفضهم المشاركة في الحملة الأمنية ضد المقاومة في جنين.
ووصفت الكتيبة تصريحات الناطق باسم أجهزة أمن السلطة بأنها "منسجمة مع خطاب الاحتلال"، محذرة عناصر الأجهزة الأمنية من مواصلة استهداف المقاومين، ومؤكدة أن صبرها لن يطول.
وفي وقت سابق، كان وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية، زياد هب الريح، كشف أن العملية التي تنفذها أجهزة أمن السلطة في مخيم جنين "تستهدف من لا يريد الالتزام ببرنامجنا السياسي في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة"، حسب وصفه.
وأضافت مصادر محلية أن الخطاب الرسمي للسلطة الفلسطينية تضمن استخدام لغة تحريضية ضد الفلسطينيين، متبنيًا مصطلحات مشابهة لتلك التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في تبرير عملياته ضد المقاومة.
وأوضحت المصادر أن السلطة اعتمدت على روايات وادعاءات تصف المقاومة في جنين بأنها تهديد أمني، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا واتهامات بتماهي هذا الخطاب مع السياسات الإسرائيلية الهادفة لإضعاف المقاومة الفلسطينية.
واستخدمت تصريحات الناطقين باسم السلطة الفلسطينية مصطلحات في تبرير الحملة الأمنية على مخيم جنين مصطلحات مشابهة لتلك التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة، مثل وصف المقاومين بـ"الخارجين عن القانون" أو "المخربين".
واعتبرت مصادر محلية وسياسية، أن هذا الخطاب يشكل جزءًا من محاولات السلطة لإيجاد غطاء سياسي وإعلامي لإجراءاتها الأمنية، وهو ما اعتبرته الفصائل الفلسطينية تجاوزًا خطيرًا لقيم الوحدة الوطنية، واصفة إياه بأنه محاولة لضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتعزيز الانقسام الداخلي.