شبكة قدس الإخبارية

في اليوم الخامس من المواجهة.. ما الذي تفعله السلطة في جنين؟

WhatsApp Image 2024-12-09 at 6.57.19 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: لليوم الخامس على التوالي، تتواصل الاشتباكات المسلحة بين عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومقاومين في مدينة جنين وأطراف مخيمها على خلفية ملاحقة السلطة للمقاومين.

في صباح اليوم الإثنين، أطبقت الأجهزة الأمنية الحصار على مخيم جنين، بعد ليلة شهدت حشد عشرات الدوريات العسكرية التباعة للأجهزة في جنين، فيما اعتلى قناصة السلطة العمارات السكنية والمنازل المترفعة المحيطة بمخيم جنين.

خلال الأيام الماضية، شهدت المدينة مواجهات واسعة النطاق ضد السلطة، في حين اقتحم عناصرها المستشفى قبل يومين وحولته إلى ثكنة عسكرية، وأطلقوا النار ما أدى لاحتراق أجزاء من المستشفى.

وكانت أجهزة السلطة قد اقتحمت المشفى، في محاولاتها لاعتقال الشاب الجريح بهاء أبو زينة، والذي أصيب بجراح خطيرة بعد إطلاق النار عليه من أحد حواجز السلطة العسكرية، فكيف وصلت الأمور إلى هذا الحال؟

- تصاعدت حدة الملاحقات والاعتقالات التي تنفذها السلطة ضد المقاومين والمطاردين في محافظات شمال الضفة بشكلٍ عام ومحافظة جنين بشكلٍ خاص.

- وجهت كتائب ومجموعات المقاومة في مختلف المحافظات رسائل للسلطة تحذرها من عواقب استمرار عملية ملاحقة المطاردين والتضييق عليهم.

- تصاعدات الصدامات شيئاً فشيء بين السلطة والمقاومين فيما زادت سطوة ودموية السلطة بعد معركة طوفان الأقصى، إذى سُجلت عشرات حوادث إطلاق النار على المقاومين ومحاولات اغتيالهم واعتقالهم، كالشهيد عبد الحكيم شاهين في نابلس، والشهيد محمد جابر في طولكرم.

- بلغت الاحتجاجات ذروتها يوم الخميس الماضي عندما سيطرت كتيبة جنين على مركبتين للسلطة الفلسطينية على خلفية اعتقال مقاوم من مخيم جنين.

- منذ الخميس الماضي لم تنقطع الاشتباكات فيما بلغت ذروتها صباح اليوم الإثنين تخللها احتجاجات شعبية في شوارع المدينة، فيما استشهد الفتى ربحي الشلبي برصاص الأجهزة الأمنية التي نكل عناصرها بجثمانه أمام الكاميرات بعد إصابته.

 

ماذا تريد السلطة من ذلك؟

منذ نهاية انتفاضة الأقصى، تمت إعادة هيكلية الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وفق مخطط يضع على رأس أولوياته على ملاحقة المقاومة بل والعمل على تصفيتها، فيما خصصت الإدارة الأمريكية آنذاك جنرال من الجيش الأمريكي يدعى كيث دايتون، والذي أعاد بدوره هيكلية الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفق رؤية تقوم على مسميات "السلام" و "نبذ العنف"، وحُملت الأجهزة الأمنية وفق المفاوضات التي جرت بين الاحتلال والسلطة مسؤولية إحباط وتفكيك أي جهد مقاوم في الضفة الغربية، مع دعم أمريكي وأروبي واسع تخلل الدعم المالي والتقني للأجهزة، والإشراف على دوراتها التدريبية في أريحا والأردن وحتى بعض الدول الأوروبية.

ومنذ ذلك الحين، علمت السلطة الفلسطينية بجهود واسعة على إنهاء المقاومة في الضفة الغربية دون جدوى، حتى تعاظمت قوة المقاومة وتصاعدت منذ عام 2021، حتى أصبحت عصية على الإنكسار أمام هراوة السلطة ورصاصها.

 

موقف شعبي وفصائلي:

وصدحت مآذن مساجد بلدة قباطية المجاورة اليوم، مناشدة الأهالي والأحرار للنزول إلى الشوارع والانطلاق بمسيرة تصل إلى مخيم جنين، لكسر الطوق الأمني حوله.

وحمل المقاومون في جنين، السلطة المسؤولية الكاملة عن الأحداث الجارية بعد نكثها بتوافق سابق لإنهاء الاشتباكات، فيمت قالت كتيبة جنين، إن ما ترتكبه أجهزة أمن السلطة يأتي في الوقت الذي يذبح به أهل غزة على يد الاحتلال، وأشارت الكتيبة إلى "أن أجهزة السلطة تأبى إلا أن تغرد خارج السرب و الصف الوطني و الأخلاقي من خلال استمرارها بالتنسيق الأمني المذل الذي يعتبر خنجراً مسموماً في خاصرة الشعب الفلسطيني، من خلال ملاحقة المجاهدين و قتلهم و اعتقالهم و مصادرة سلاحهم".

من جهتها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامة (حماس) استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنية بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وحالة الاستهداف المستمرة لهم في كافة محافظات الضفة الغربية وخاصة في محافظة جنين.

ونعت حماس الشهيد الشاب ربحي الشلبي الذي ارتقى برصاص أجهزة السلطة في مخيم جنين، وقالت في تصريح صحفي لها "أن استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج المشين يدق ناقوس الخطر ويشعل فتيل الخلافات الداخلية، التي نحن في أمسّ الحاجة لتجنبها في هذا الوقت الحساس والمصيري من تاريخ شعبنا وقضيتنا".

ووجهت الحركة دعوةً لقيادة السلطة طالبت فيه تحقيق الوقف الفوري والتام لهذه الممارسات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وضبط سلوك أجهزتها، وإطلاق سراح كافة المعتقلين في سجونها، وتصحيح البوصلة نحو خيار الوحدة لمواجهة الاحتلال ومخططاته الخبيثة.

 

#السلطة #جنين #المقاومة #الضفة الغربية