قطاع غزة - قدس الإخبارية: تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بصورة كبيرة وسريعة في ظل حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي الخانق على المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية، عل مدار أكثر من 13 شهر من الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع.
وبات تأمين الخبز للنازحين الذين نجوا من نيران قوات الاحتلال، شيئاً بعيد المنال، في ظل الشح الحاد في الدقيق والمواد الغذائية نتيجة القيود الإسرائيلية على المعابر والسماح بمرور كميات قليلة من المواد الغذائية التي لا تتناسب مع احتياجات النازحين بحسب تقارير المنظمات الدولية.
خلال الأيام الماضية، وأكدت تقارير الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن 7 مخابز تعمل فقط من أصل 19 مخبزاً في منطقة جنوب ووسط قطاع غزة، وأصبحت مهددة بالتوقف في حال استمر هذا الوضع".
وفي وقتٍ سابق، أكدت الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة مطلع الشهر الجاري وأن جيش الاحتلال لم يسمح بوصول ثلثي كميات المساعدات الإنسانية خلال الأسبوع الماضي.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة، لافتًا إلى ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية الأساسية داخل القطاع المحاصر، وشبه انعدام دخول المساعدات الإنسانية إل القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي.
وقال أغيث سونغاي ممثل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في فلسطينالمحتلة: إن الأمم المتحدة لا تستطيع إيصال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة "بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أو رفض مرور قوافل المساعدات"، وذلك خلال مشاركته عبر الإنترنت، يوم أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي أسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وأضاف سونغاي: "لا تستطيع الأمم المتحدة إيصال أي مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، حيث يعتقد أن حوالي 70 ألف شخص ما زالوا هناك، بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بمنع أو رفض مرور قوافل المساعدات الإنسانية بصورة متكررة".
موت بالمجاعة وموت بالحصول عل الخبز
في تصريحٍ جديد، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الفلسطينيين في القطاع وصلوا إل مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وأضاف المكتب في بيان إن "شعبنا الفلسطيني وصل إلى مرحلة متأزمة على الصعيد الإنساني، فالأزمات تتوالى عليه بدون حلول"، مؤكدا أن الوضع يقترب من الكارثة أكثر من أي وقت مضى.
وقال المكتب إنه وعلى مدى 420 يوما يواصل جيش الاحتلال سياسة التجويع ضد شعبنا، خاصة الأطفال والنساء، ويغلق جميع المعابر والمنافذ إلى غزة.
وذكر المكتب فشل ما يسمى المنظمات الدولية التي وصفها بأنها "تتماهى مع سياسات الاحتلال ضد المدنيين والفئات الضعيفة في غزة"، مؤكداً وفاة 4 أشخاص كانوا ينتظرون على أبواب المخابز للحصول على خبز لإطعام أسرهم، بسبب التدافع الناتج عن الجوع الشديد.
وطالب الإعلام الحكومي، منظمة الأغذية العالمية بتحمل مسؤولياتها المباشرة عن الكوارث الميدانية التي تقع بفعل سياساتها بإدارة أعمالها في غزة، كما دعاها إلى توزيع الطحين على أهالي غزة من أجل إنهاء أزمة الغذاء الحالية، ووقف كارثة الازدحام على أبواب المخابز.