خاص - لبنان - قدس الإخبارية: خلال الأيام الماضية، دار الحديث عن وضع بنود اتفاق وقف إطلاق نار على الجبهة الشمالية، بين حزب الله والاحتلال، ضمن وساطةٍ دولية، فيما تفيد وسائل إعلام عالمية وعبرية اليوم، بأن الاتفاق على وشك التنفيذ بعد دراسته من قبل حكومة الاحتلال.
وعلى الرغم من استمرار المعارك بين حزب الله وقوات الاحتلال المتوغلة في جنوب لبنان، والقصف المتبادل بين الطرفين، تُسلط وسائل إعلام عالمية الضوء على اتفاق وقف إطلاق النار دون ذكر ما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر وقصف مدمر بات يطال العاصمة بيروت، فيما تتبنى وسائل الإعلام ما يطرحه الإعلام العبري حول القضية.
من جهتها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلاً عن مسؤولين في حكومة الاحتلال، إن التسوية مع لبنان ستتم خلال يومين أو ثلاثة إذا لم تكن هناك "مفاجآت"، دون ذكر نوع هذه المفاجآت التي من الممكن أن تعطل الاتفاق، فيما أكدت صحيفة معاريف، إن أغلب أعضاء المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" وحكومة الاحتلال، يوافقون على الاتفاق مع حزب اللهز
وعن بعض بنود الاتفاق، قالت القناة 14 العبرية، والمقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه تم الاتفاق على انضمام فرنسا إلى آلية مراقبة الاتفاق الجاري مع لبنان، وأضافت القناة إن التفاهمات تدور حول الحفاظ على حرية تحرك جيش الاحتلال في جنوب لبنان في حال خرق حزب الله الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني.
وعلق وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير، على التفاهمات بقوله إن التوصل إلى اتفاق وقف نار مع لبنان "خطأ كبير"، محذرًا من أن ذلك تفويت فرصة وصفها بـ "التاريخية" لاجتثاث حزب الله.
وأوضح بن غفير، أنه مدرك للقيود والأسباب التي تدفع حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق مع لبنان، مضيفًا، أنه يصر على أن الاتفاق مع لبنان خطأ خطير ويجب عدم وقف الحرب.
وتوجه الوزير اليميني المتطرف، بالقول لبنيامين نتنياهو، بالقول، إنه ليس متأخرا لوقف الاتفاق ويجب الاستمرار حتى تحقيق النصر المطلق.
الاتفاق بين التلاعب والواقع
في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عُرابي، إنه لا يمكن الجزم حول جدية الاحتلال بوقف العدوان على لبنان والتوصل لاتفاق إطلاق نار لعدة أسباب، أهمها أن الاحتلال يقوم بمناوراتٍ سياسية واستخباراتية، من خلال التسريبات التي تتعلق بالاتفاق.
وأكد عُرابي إن هوكشتاين هو ليس مجرد مبعوث دبلوماسي أمريكي، بمقدار ما هو مبعوث إسرائيلي، مع الأخذ بعين الاعتبار تلاعب الاحتلال على مدار عام ضد قطاع غزة ولبنان، وعلى سبيل المثال عندما تم إعطاء ضمانات دولية بأن لا تُضرب بيروت والضاحية الجنوبية، وكانت المفاجئات باغتيال الشهيد فؤاد شكر، وفي وقتٍ لاحق عندما قُدمت الورقة الأمريكية - الفرنسية، اغتيال الشهيد الأمين العام حسن نصر الله، بالتالي هناك ألاعيب سياسية يمارسها الاحتلال.
من جانبٍ آخر أكد عُرابي إن الاحتلال أمام حاجة فعلية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع لبنان، فيما يدور النقاش حول موعد الاتفاق وصيغته، ووفق المتابعة قال عرابي، إن الجبهة الداخلية للاحتلال ترى إن الظرف مواتي لتوقيع اتفاق مع حزب الله، لإن ذلك سيحقق فصل جبهة الشمال عن جبهة قطاع غزة، في حين يتوقع الاحتلال أن ذلك سيجبر حركة حماس على الموافقة على صفقة وفق محددات إسرائيلية عند وقوفها بالمواجهة لوحدها، إضافة لذلك يرى الاحتلال إن توقيع اتفاق مع لبنان سينزع الشرعية عن حزب الله، كونه التنظيم الوحيد الذي يحمل السلاح ضمن رؤية المقاومة، ويضع الحزب امام موقف حرج أمام الشعب اللبناني والأحزاب اللبنانية المناهضة له، فيما يرى عرابي أن الاحتلال يستطيع بناء سردية إنجاز يقدمها لجمهوره.
وأضاف عُرابي إن حتى هذه اللحظة لم تتبلور أي ظروف مناسبة لحكومة الاحتلال تجعلها توقع اتفاقية خلال أيام قليلة، فيما قد يأخذ الموضوع أسابيع، مع عدم وجود أي شيء يقيني يوضح معالم الفترة القادمة.
الدعاية والميدان
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن الحديث الإسرائيلي عن الاستعداد لوقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية، هو في إطار محاولات دولة الاحتلال أن لا تسجل على نفسها أمام العالم، رغبةً بوقف الحرب.
وأضاف القيق إن دولة الاحتلال تحاول إنقاذ صورتها دبلوماسياً أمام دول العالم في ظل حالة العزلة التي باتت تواجهها، فيما يرى أن توقيع اتفاق في الوقت الحالي لا يحقق أي مكاسب فعلية للاحتلال، مع وجود واقع مغاير في ميدان المعركة، يتناقض تماماً مع دعاية الاقتراب من الاتفاق.
وبناء على التحليلات، قال القيق إن أكثر ما يقلق الآن هو تكرار سيناريوهات دعاية الهدنة لتتبع الاتصالات بين بري وحزب الله واصطياد هدف ثمين في إطارات الغموض وتسجيل النقاط، وهذا منطقه أنه لا يمكن ان يعطي نتنياهو الآن هدوء إلا بشروطه أو ضوء أخضر من ترامب وهذا لم يحدث، لذلك استخدام هكذا غموض ف اخبار الهدنة هدفه أمني معلوماتي بالدرجة الأولى.
غارات مستمرة
ويواصل جيش الاحتلال غاراته على مناطق مختلفة في لبنان بما في ذلك بيروت والضاحية الجنوبية وبلدات جنوب لبنان، فيما شهدت الضاحية الجنوبية غارة إسرائيلية جديدة بشكل عنيف إضافة لعدة غارات مشابهة منذ صباح اليوم الإثنين.
وشن سلاح جو الاحتلال غاراتٍ على عددٍ من البلدات في محافظة بعلبك الهرمل في البقاع شرقي لبنان، في وقت قالت وسائل إعلام لبنانية إن الغارات استهدفت بلدات السفري والنبي شيت وتمنين والعسيرة.
وشن طيران الاحتلال 4 غارات على بلدات في جنوب لبنان، بينها 3 استهدفت قرى الحنية ووادي العزية وزبقين في قضاء صور، وواحدة على بلدة ياطر في قضاء بنت حبيل، فيما أكدت أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على مدينة صور ومدخل البص إلى 10 شهداء و17 جريحاً.