خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 الماضي، افتتح حزب الله جبهة الإسناد على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وأصبح جنوب لبنان قاعدة إنطلاقٍ لعملياته العسكرية ضد الاحتلال، ومنذ اليوم الأول شاركت فصائل المقاومة الفلسطينية حزب الله في جبهة الإسناد التي باتت اليوم معركة مفتوحة.
في أعقاب ذلك، ارتقى العديد من الشهداء الفلسطينيين في جنوب لبنان، فيما تستمر قافلة الشهداء الفلسطينيين على طريق القدس، كما تصف المقاومة شهدائها.
الطوفان وطلائع الشهداء الفلسطينيين
في 8 تشرين أول/أكتوبر 2023 وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى بيوم واحد، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن تنفيذ مقاتليها عملية تسلل نحو موقع لجيش الاحتلال، عبر الحدود اللبنانية - الفلسطينية، وأوقعت العملية عدة إصابات في صفوف جنود الاحتلال، في حين نعت السرايا شهيديها رياض قبلاوي من مخيم عين الحلوة وحمزة موسى من مخيم برج البراجنة، ليكونا أول مَن افتتح بدمائهما طريق القدس على جبهة لبنان.
وبعدها بأيام أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس عن قيام مقاوميها بتفجير أجزاء من السياج الحدودي الفاصل بين لبنان وفلسطين، والاشتباك مع جنود الاحتلال، فيما نعت القسام ثلاثة شهداء وهم: الشهيد صهيب كايد من تجمع وادي الزينة، والشهيدان أحمد عثمان ويحيى عبد الرازق من مخيّم عين الحلوة، وثلاثتهم استشهدوا أثناء الاشتباك مع جنود الاحتلال.
وفي أواخر شهر تشرين أول/أكتوبر 2023 ، قالت سرايا القدس إن مقاتليها إبراهيم محمد عثمان، ومصطفى عزالدين حسين، استشهدا أثناء تنفيذهما عملية اختراق للسياج الأمني الحدودي قرب موقع حانيتا العسكري شمال فلسطين المحتلة على الحدود اللبنانية.
كانت هذه العمليات أولى عمليات المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، والتي أعقبها عمليات اغتيال إسرائيلية طالت قادة الفصائل الفلسطينية في لبنان، كان أولهم الشهيد خليل الخراز، القائد الميداني بكتائب القسام، في حين توالت بعدها عمليات إطلاق الصواريخ نحو المستعمرات الشمالية، والتي تبنتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
اغتيالات لم تتوقف
في 2 كانون ثاني/يناير 2024، اغتال الاحتلال الشهيد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسيّ لـ"حماس"، في الضاحية الجنوبية لبيروت، برفقة الشهيد سمير فندي "أبو عامر" ابن مخيم الرشيدية وقائد كتائب القسّام في الخارج، والشهيد أحمد حمود ابن مخيم برج الشمالي، والشهيد محمد الريس من مخيم شاتيلا، مع الشهيد فواز الأقرع الذي ينحدر من بلدة قبلان جنوب شرق نابلس، وهو أسير محرر وأحد مبعدي مرج الزهور.
وفي 21 آب/أغسطس الماضي، قصفت طائرات الاحتلال سيارةً في منطقة الفيلات بمدينة صيدا اللبنانية، لتُسفر الغارة عن استشهاد القائد في حركة فتح خليل المقدح، جاء الاغتيال ليكون الثاني في منطقة صيدا لقياديات فلسطينية، وذلك بعد اغتيال القيادي في حركة حماس سامر الحاج باستهداف سيارته أيضًا عند مدخل الحسبة أحد مداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا.
بعد ذلك بأكثر من شهر، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، أربعة من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس في غارات شنها طيرانه الحربي على لبنان.
كان منهم الشهيد فتح شريف أبو الأمين قائد حركة حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج الذي استهد مع زوجته وابنيه، وقادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهداء: عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية فيها محمد عبد العال، عضو اللجنة المركزية وقائدها العسكري في لبنان عماد عودة والمقاتل عبد الرحمن عبد العال في عملية اغتيال نفذها طيران الاحتلال في العاصمة اللبنانية بيروت.
بعد ذلك وفي اليوم الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، شنت طائرات الاحتلال غارة عنيفة استهدفت بها أحد المنازل في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان، أدت لاستشهاد 6 فلسطينيين، هم نجل مسؤول كتائب شهداء الأقصى بلبنان حسن منير المقدح، وزوجته نظمية رائف حمودي، والشهيدة إسراء عباس وطفلها عبد الرحيم الصياح، والطفلتان عبير وفاطمة شحادة.
التصدي للتوغل والمشاركة بالمعارك
ومع التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان، أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية، عن استشهاد مجموعة من مقاتليها أثناء معارك التصدي للتوغل الإسرائيلي، فيما نعت سرايا القدس أيضاً شهداء لها ارتقوا في ذات المعارك.
وفي 26 من شهر أكتوبر الماضي أكدت الشعبية وذراعها العسكري في الساحة اللبنانية، عن ارتقاء قائدها الشهيد سليمان عبد الكريم الأحمد، الذي استشهد في معارك التصدي للاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، والشهيد سليمان حسن من مخيم البداوي، فيما قالت الكتائب إن الشهيدان ارتقيا على طريق القدس في معارك جنوب لبنان.
أما سرايا القدس، فزفت الشهداء فداي حسن، وأحمد أيمن أحمد، ومحمود المصري، من كتيبة الشهيد علي الأسود - ساحة سوريا، الذين ارتقوا على حدود فلسطين المحتلة خلال مشاركتهم في التصدي للعدوان على لبنان.
وفي شهر آب/أغسطس الماضي، أعلنت السرايا عن استشهاد ثلاثة من مقاتليها، الذين ارتقوا بعملية اغتيال إسرائيلية على طريق دمشق – بيروت.
وتؤكد هذه الإعلانات مشاركة فصائل المقاومة الفلسطينية لحزب الله، في المعارك التي تدور في جنوب لبنان، ضد جيش الاحتلال الذي يحاول التوغل واحتلال مواقع هناك.
ولم يقتصر الأمر على الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين فحسب، بل شمل شهداء عرب ارتقوا في المعارك، منهم الشهيد العراقي عباس الخفاجي الذي استشهد بتاريخ 29 تشرين اول/أكتوبر الماضي، إضافة للشهيد السعودي عمران المغسل وهو طبيب أسنان، ارتقى في اشتباكات جنوب لبنان قبل أيام.
وخلال العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، ارتقى العديد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين هناك بمجازر مروعة ارتكبها جيش الاحتلال، كان منها استشهاد 19 سورياً، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مبنى من 3 طوابق في بلدة يونين بمنطقة البقاع، شرقي لبنان، في وقت متأخر في حين قال قريب لضحايا لموقع "الحرة"، إن القسم الأكبر منهم "ينتمون لعائلة واحدة، في شهر أيلول الماضي، إضافة لاستشهاد عشرات اللاجئين الفلسطينيين ونزوحهم من المخيمات جراء العدوان.
ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على لبنان منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بلغت حصيلته قرابة 3200 شهيد و 14078 جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.