شبكة قدس الإخبارية

ميليشيات المستوطنين في الضفة.. جسم عسكري يقاتل ويهاجم بالتعاون مع جيش الاحتلال 

photo_2024-11-04_16-07-12

متابعة - شبكة قُدس: هاجمت ميليشيات المستوطنين، فجر أمس الاثنين، مدينة البيرة، وأضرمت النيران في 18 مركبة بالإضافة لشقتين سكنيتين، ضمن سلسلة ممتدة من الهجمات الممنهجة لميليشيات المستوطنين المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة التي دوما ما يتخللها إطلاق للنار صوب الفلسطينيين وممتلكاتهم.

خلال أكتوبر الماضي وحده؛ نفذ المستوطنون وقوات الاحتلال الإسرائيلي 1490 اعتداء، وفق بيانات رسمية فلسطينية، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل ضد الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، ومن بين هذه الانتهاكات نحو 360 انتهاكا نفذتها ميليشيات المستوطنين بما يشمل هجمات مسلحة على القرى والمناطق الفلسطينية، ومحاولة فرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز والتحريض بالقتل والاعتقال.

وتعتبر ميليشيات المستوطنين، هي مجموعات مسلحة غير رسمية كانت تقوم بهجمات على الفلسطينيين، ويعيشون في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، ويسكنون في مزارع ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات الرسمية.

تعمل ميليشيات المستوطنين ضد كل ما هو فلسطيني، الإنسان والممتلكات والأرض، وتعتبر أن الفلسطينيين "دخلاء" يجب طردهم، وبالتالي ينفذون هجمات يقال إسرائيليا إنها غير منظمة، ولكنها في الحقيقة منظمة وممنهجة بحماية قوات الاحتلال والمستوى السياسي الإسرائيلي.

تتلقى المجموعات الاستيطانية، الدعم من عدة مؤسسات استيطانية، وتمويل مجالس المستوطنات الإقليمية وكذلك من قبل السياسيين الإسرائيليين، والحماية من قوات جيش الاحتلال، وبرز عملها مكثفا لطرد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم والذي زادت وتيرته في الأشهر الأخيرة مرتكبة جرائم بحق الفلسطينيين. 

تعكس ميليشيات المستوطنين، الفكر الصهيوني الإرهابي، ولعقود؛ وظفت حكومات الاحتلال المتعاقبة، ميليشيات المستوطنين في الضفة والقدس المحتلتين، ووفرت لها الغطاء القانوني والدعم المالي والسياسي، وحظيت كذلك بدعم الحاخامات اليهود، وهو ما أتاح لها ارتكاب جرائم بحق الفلسطينيين دون عقاب ولا مساءلة. 

تحولت عصابات المستوطنين، في السنوات الأخيرة، إلى جسم عسكري يقاتل ويهاجم التجمعات الفلسطينية بالسلاح والقوة بالتعاون مع جنود جيش الاحتلال، الذين يوفرون لهم غطاء لممارسة جرائمهم بحق الفلسطيني وممتلكاته. 

 

وخلال 2023 فقط، شنَّ المستوطنون وفق مركز معلومات فلسطين "معطى" أكثر من ألفي اعتداء ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، بينما تشير بيانات هيئة الجدار والاستيطان إلى أن المستوطنين قتلوا في العام نفسه 22 فلسطينيا، منهم 10 بعد بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول أي خلال ثلاثة أشهر فقط.

ومنذ عدوانها على غزة، دفعت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بعصابات المستوطنين من "فتية التلال" و"تدفيع الثمن" وغيرهما، بعد أن زوّدتهم بالسلاح، بمزاعم "حماية أمن" المستوطنات والطرقات التي يسير عليها المستوطنون، وتجاوزوا هذه المهمة الآن وسابقا ونفذوا سياسات ممنهجة للضغط على الفلسطينيين وتهجيرهم.

وخلال نحو شهرين فقط بعد بدء طوفان الأقصى؛ تقدم نحو ربع مليون مستوطن، بطلبات للحصول على تراخيص لحمل السلاح، وسط تصاعد كبير في حمل الأسلحة الشخصية من قبل المستوطنين والتي تستخدم في اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين.

وتشير البيانات الإسرائيلية، إلى أنه تمت الموافقة خلال الفترة الواقعة بين أواخر نوفمبر وتشرين الثاني 2023؛ على 26 ألف ترخيص جديد لحمل السلاح في حين وافقت سلطات الاحتلال على 44 طلبا آخر بشروط، وهذا ما ساهم في تطور هجمات المستوطنين من اعتداءات بالضرب والسرقة والاستيلاء إلى مسلحة وإطلاق النار صوب الفلسطينيين وممتلكاتهم مخلفين خسائر بشرية ومادية. 

وباتت عملية الحصول على رخصة سلاح بعد السابع من أكتوبر 2023؛ سريعة وسهلة للغاية، بات على إثرها المستوطنون يتجولون حاملين أسلحتهم بعضها أسلحة حربية من نوع "m16" في الشوارع والمناطق الفلسطينية. 

وجاء في تقارير لمنظمات دولية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شارك في هجمات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية، واعتدت قوات الاحتلال برفقة المستوطنين على الفلسطينيين وعذبوهم وارتكبوا العنف بمختلف أشكاله بحقهم، سرقوا ممتلكاتهم وهددوهم بالقتل، ما جعل الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس يعيش في ظروف خطيرة.

وبعد السابع من أكتوبر، استدعى جيش الاحتلال، آلاف المستوطنين من جنود الاحتياط للمشاركة في مجازره بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وفقا لمنظمات حقوقية، وشارك مستوطنون جيش الاحتلال في إرسال رسائل تهديد لفلسطينيين من قطاع غزة تهدد بالإبادة و"الانتقام".