خاص - شبكة قدس الإخبارية: على الرغم من المشاكل الداخلية التي يواجهها، والفضائح التي مسته شخصياً، لا يزال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على سدة الحكم، مع تصاعد الأصوات التي تتهمه بالفشل الذريع من قبل عائلات أسرى الاحتلال لدى المقاومة من جهة، ورئيس المعارضة الإسرائيلية "يائير لابيد" من جهةٍ أخرى.
في الواقع، لم تكن هذه الدورة الرئاسية الأولى لنتنياهو في دولة الاحتلال، فقد تولى رئاسة الوزراء لأول مرة عام 1996، ثم توالت بعدها رئاسته للحكومة بين أعوام 2009 – 2019، ثم رئيساً للحكومة مرة أخرى عام 2022، حتى يومنا هذا.
جاءت معركة طوفان الأقصى، في ذروة التوترات الداخلية التي كانت تواجه نتنياهو، بسبب قانون الإصلاحات القضائية التي قام عليها العام الماضي، لتشكل المعركة التي افتتحتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فشلاً ذريعاً لنتنياهو وحكومته بأجهزتها الاستخباراتية والعسكرية، وبعد أكثر من عام على المعركة، راكم نتنياهو خلاله مزيداً من الفشل باستعادة أسراه من يد المقاومة، وانتشرت الفضائح الخاصة به وبعائلته، فضلاً عن اشتعال جبهة لبنان مع عدم قدرته على الحسم العسكري في قطاع غزة، فيما يستمر نتنياهو بالحكم رغم التحديات، فكيف تجاوز ذلك؟
رفع الخطاب الأمني وغياب خطاب المعارضة
يقول الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد بدر، إنه بشكلٍ عام؛ مع ارتفاع الخطاب الأمني الإسرائيلي، ووجود حالة أمنية معقدة كحالة الحرب الجارية، الخلاف السياسي يُصبح أقل أهمية لدى مجتمع الاحتلال ويصبح موضع اهتمام للنخب السياسية والمعارضة، فيما تتجه أنظار المستوطنين نحو الخطر الوجودي المتمثل بالحرب، مما حرف اهتمامات المستوطنين عن فساد نتنياهو ومشاكل حكومته.
ويرى بدر أن نتنياهو راكم ما يُسمى بـ"الانجازات" المتمثلة بحرب الإبادة والجرائم والاغتيالات التي طالت قادة حزب الله وحركة حماس، والذي تعاطى معها مجتمع الاحتلال بشكل إيجابي، نظراً للنزعة العدوانية الموجودة لدى المستوطنين.
ويؤكد بدر أن المؤسسات العميقة في دولة الاحتلال وخاصة الجيش، اختفى احتجاجها على نتنياهو، في حين قادت بشكلٍ سابق المظاهرات قبل الحرب ضد خدمة التجنيد الإجباري والتعديلات القضائية، فيما يتمسك نتنياهو بالحرب لتجنب النقد الذي يطاله.
إلى جانب ذلك، أضاف بدر أن قانون الطوارئ الإسرائيلي الذي تعمق في الحرب، ساهم في رفع الرقابة على الإعلام وعلى الفضائح الأمنية والسياسية التي تمس نتنياهو وحكومة الاحتلال، لحماية "الأمن القومي" ومؤسسات "الدولة" ورموزها.
إنهاء الخصوم
ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع، أن نتنياهو نجح بترويج نفسه كسيداً للمرحلة و"رجل الأمن"، فضلاً عن تصدير نفسه بأنه لم يفشل في الحرب، حتى في ضربة السابع من أكتوبر.
ويقول مناع، إن نتنياهو استفاد من الخصوم السياسيين وجعلهم كخصوم لدولة الاحتلال وقضاياها ومشاريعها، إضافة لحماية نفسه من إسقاط اتهامات الفساد عليه.
أما عن طريقة نتنياهو بالتخلص من خصومه، فوصفها مناع بعملية إنهاء الخصوم من خلال استدراجهم لانتخابات، والتغلب عليهم، أو ضمهم للحكومة، وهو ما يوصف بالأساليب الناعمة أو الدبلوماسية، إضافة لتوطيد العلاقة مع الصهيونية الدينية وربط مصيرها بمشروعه السياسي.
في وقتٍ سابق، قال الكاتب الإسرائيلي إيال روزوفسكي في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إن استمرار حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال، تخدم المصالح الشخصية والسياسية لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهي سبيله الوحيد لتأجيل المحاكمة التي تنتظره في ديسمبر/كانون الأول القادم.
وأكد روزوفسكي أن نتنياهو لا يبذل أي جهد لإنهاء الحرب وعقد صفقة تبادل أسرى، بل يبحث عن مبررات للبقاء في السلطة وعدم مواجهة تبعات سياسية أو قانونية من خلال إطالة أمد المعركة.