قطاع غزة - قدس الإخبارية: منذ 22 يوماً يمارس جيش الاحتلال إبادةً مركزة في مناطق شمال قطاع غزة، فيما تستمر حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في يومها الـ388.
وفي الواقع، فإن الإبادة مستمرة على امتداد مناطق القطاع، مع حصارٍ خانق، يعاني من الأزمات التي يسببها كافة سكان القطاع، في حين تتنوع هذه الأزمات بين خطر المجاعة من جهة ونفاذ الأغذية، وبين انهيار المنظومة الطبية من جهة أخرى بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بل وحتى انعدامها في مناطق الشمال، مع خروج عددٍ من المستشفيات عن الخدمة جراء استهداف جيش الاحتلال لها بشكلٍ مباشر كمستشفى كمال عدوان.
وعلى مدار الساعة، لم يتوقف القصف على شمال غزة، فيما يُخلي جيش الاحتلال مئات الآلاف من الفلسطينيين هناك، دون أي ضمانات بالعودة، وأثناء عملية المغادرة تتساقط القنابل الإسرائيلية على النازحين، فيما يقوم جيش الاحتلال بملاحقة العائلات وفصل النساء والأطفال عن الرجال واعتقال العديد منهم، ثم اقتيادهم إلى جهاتٍ غير معروفة.
وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة باستشهاد 22 فلسطينياً في غارات منذ صباح اليوم الاثنين، في حين أفادت إذاعة جيش الاحتلال باعتقال نحو 600 شخص من مخيم جباليا وشمال القطاع بعد يوم دموي استشهد فيه 53 فلسطينياً.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن الاحتلال ارتكب 5 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 96 شهيدا و277 مصابا خلال 48 ساعة، مؤكدة ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 43 ألفا و20 شهيدا و101 ألف و110 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في قلب الموت وليس تحت خطره
قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "جويس مسويا"، إن سكان شمال قطاع غزة تحت تهديد خطر الموت بسبب الممارسات الإسرائيلية.
جاء ذلك في منشور على حسابها بمنصة إكس، شددت فيه على ضرورة عدم السماح باستمرار هجمات الاحتلال لفترةٍ أطول، وتطرقت المسؤولة الأممية لقصف جيش الاحتلال للمستشفيات واعتقال الكوادر الطبية، قائلة: "هذا التجاهل للقواعد الإنسانية الأساسية وقواعد الحرب يجب أن يتوقف".
وفي الحقيقة، فإن سكان شمال قطاع غزة باتو يعيشون في قلب الموت، بعد أن فتكت بهم آلة الحرب الإسرائيلية، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ببيان له يوم أمس الأحد، إن المنظمات الدَّولية العاملة في القطاع مُقصرة في أداء مهامها، وتتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود وبعدم اهتمام، ما يُشجّع جيش الاحتلال بالتمادي في مجازره الوحشية ضد اللفلسطينيين.
وعبر المكتب الإعلامي الحكومي عن "بالغ استيائه واستهجانه من التقصير الخطير الذي يطال المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة في أداء مهامها، حيث إنها تتعامل مع الظروف الخطيرة ببرود تام وبعدم اهتمام، ما شجَّع الاحتلال الإسرائيلي بالتمادي في مجازره الوحشية ضد المدنيين والنازحين، خاصة في محافظة شمال قطاع غزة وجباليا وبيت لاهيا تحديداً".