متابعة - شبكة قُدس: تكشف بيانات نشرها مركز الأبحاث والمعلومات التابع لكنيست الاحتلال في أبريل 2024 عن زيادة في نسبة "المتدينين القوميين" الذين يتجندون لجيش الاحتلال حيث وصلت إلى 85.1%، وهو ما قد يفسر الزيادة في عدد قتلى الاحتلال في معارك قطاع غزة وجنوب لبنان من سكان مستوطنات الضفة الغربية والتي ينتمي معظم مستوطنيها للتيار القومي الديني، وفق الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي محمد بدر.
ويقول بدر إن المتدينين القوميين أكثر انسجاما مع أهداف الصهيونية من الحريديم (المتدينين التقليديين) وبالتالي فهم أكثر انتماء للمؤسسات الرسمية التابعة للاحتلال بما في ذلك مؤسسة الجيش، ولذلك فهم لا ينظرون للخدمة العسكرية نظرة سلبية قطعية كما الحال لدى الحريديم، وبما أن جمهورهم بدأ يتوسع على حساب الحريديم فمن الطبيعي أن تزيد نسبتهم في الجيش.
ويضيف بدر أن الجمهور الديني القومي يسعى بكل قوة في العقود الأخيرة إلى إحداث تغييرات بنيوية داخل مؤسسات الاحتلال الرسمية بما في ذلك القضاء والجيش، وهذا السعي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، رغم أن وجودهم في جيش الاحتلال بدأ مع بداية الاحتلال، فقد كانت هناك وحدات خاصة لهم، ولم يستطع بن غوريون دمجهم مع وحدات العلمانيين في بدايات الاحتلال علما أن تمثيلهم لم يكن كبيرا.
ويشير إلى أن عزوف العلمانيين واليساريين عن الجيش وانخراطهم في العمل الخاص، في ضوء تفشي ثقافة المنفعة داخل جمهور الاحتلال في الأراضي المحتلة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فتح المجال أمام المتدينين القوميين لملء الفراغ بما يصب في مصلحتهم بخلق دور ووزن مهم لهم في مؤسسة تعتبر في السياق الإسرائيلي حيزا لتنشئة الأفراد اجتماعيا وثقافيا.
ويوضح أن مستوطني الضفة الغربية يعتبرون من الهامش في جمهور الاحتلال، ومن المعروف أن معظم الذين يتقدمون للخدمة العسكرية لدى الاحتلال هم من الهامش الاجتماعي، نظرا لعدم توفر الفرص الاقتصادية لهم وبالتالي فإن الجيش يمثل بالنسبة لهم مصدرا للرزق، بالإضافة لكونه حيزا لإعادة إنتاج المكانة الاجتماعية لهم للذين يعانون من تدني مستواهم ومكانتهم الاجتماعية.