شبكة قدس الإخبارية

هكذا استخدم جيش الاحتلال فلسطينيين من غزة دروعا بشرية 

pRD7i

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشف جنود إسرائيليون، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر الفلسطينيين على دخول المنازل والأنفاق التي يحتمل أن تكون مفخخة في غزة لتجنب تعريض قواته للأذى.

وكشف جندي لشبكة CNN، أن وحدته احتجزت أسيرين فلسطينيين لغرض واضح هو استخدامهما كدروع بشرية لاستكشاف الأماكن الخطرة، مؤكدا أن هذه الممارسة منتشرة بين الوحدات الإسرائيلية في غزة.

وأوضح: "طلبنا منهم أن يدخلوا المبنى قبلنا؛ إذا كانت هناك أي أماكن مفخخة، فسوف تنفجر فيهم وليس بنا"، مشيرا إلى أن "هذا التكتيك شائع جدا في جيش الاحتلال الإسرائيلي ويطلق عليه اسم بروتوكول البعوض".

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه لا يعرف على وجه الدقة حجم ونطاق هذه الممارسة التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن شهادة جندي إسرائيلي وخمسة مدنيين تظهر أن هذه الظاهرة كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع؛ في شمال غزة، ومدينة غزة، وخانيونس، ورفح.

وقال الجندي إن أحد مسؤوليه قال له إنه "من الأفضل أن ينفجر الفلسطيني وليس جنودنا"، مضيفا: "إنه أمر صادم للغاية، ولكن بعد بضعة أشهر في غزة فإنني أفضل أن يعيش جنودي، لكن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها العالم".

وذكرت CNN أن رواية الجندي تتوافق مع مقابلات أجريت مع خمسة معتقلين فلسطينيين سابقين في غزة، يصف جميعهم كيف تم أسرهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية وإجبارهم على دخول أماكن يحتمل أن تكون خطرة قبل جيش الاحتلال.

وقال أحد الأسرى المحررين من غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقله بالقرب من رفح، أثناء محاولته الحصول على مساعدات غذائية له ولإخوته الصغار، مضيفا: "أخذنا الجيش في سيارة جيب، ووجدنا أنفسنا داخل رفح في معسكر للجيش".

وكشف أنه تم احتجازه هناك لمدة 47 يوما، واستخدم خلال تلك الفترة في مهام استطلاعية لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر.

وتابع قائلا: "ألبسونا الزي العسكري، ووضعوا علينا كاميرا، كانوا يطلبون منا القيام بأشياء مثل تحريك هذه السجادة، قائلين إنهم يبحثون عن الأنفاق. كانوا يقولون: "قم بالتصوير تحت الدرج". إذا وجدوا شيئا، سيطلبون منا أن نخرجه. على سبيل المثال، كانوا يطلبون منا إخراج متعلقات المنزل، ونقل الأريكة، وفتح الثلاجة، وفتح الخزانة".

وأوضح أن الجنود كانوا مرعوبين من وجود متفجرات مخبأة، وقال: "كنت أرتدي الزي العسكري، لكن في المهمة الأخيرة أخذوني بملابس مدنية. ذهبنا إلى أحد المواقع وأخبروني أنه يتعين علي تصوير دبابة تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلفه. كنت مرعوبا وخائفا من تصوير ذلك، فضربوني على ظهري بعقب البندقية".

وأوضحت CNN أنه لم يكن جميع الفلسطينيين الذين تم استخدامهم من البالغين، وقال أحدهم وهو طفل يبلغ من العمر 17 عاما إن الجنود أسروه بعد أن قتلوا والده وشقيقته خلال اقتحام منزلهم في خان يونس. ويوضح: كنت مقيد اليدين ولم أرتدي سوى ملابس داخلية. لقد استخدموني كدرع بشري، وأخذوني إلى المنازل المهدمة، وهي أماكن يمكن أن تكون خطرة أو تحتوي على ألغام أرضية".

وفي أغسطس الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة دروعا بشرية بعلم كبار الضباط ويضعهم في مقدمة قواته لتفتيش المباني والأنفاق.

ويقول تحقيق الصحيفة العبرية، الذي استند لشهادات من جنود ومسؤولين في جيش الاحتلال، أن الجيش قد استخدم مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، حيث يتم نقل هؤلاء الفلسطينيين المدنيين إلى مواقع عسكرية لجيش الاحتلال، ويتم احتجازهم مثل المعتقلين، ثم يُرسلون لتفتيش الأنفاق والمباني قبل دخول قوات الاحتلال.

وأضافت الصحيفة، أن استخدام المدنيين دروعا بشرية في غزة، يأتي من مبدأ "يُقال للجنود إن الأفضل أن يتم التضحية بالفلسطينيين والدفع بهم نحو الانفجارات المحتملة، بدلاً من الجنود". 

وغالبا ما يستخدم جيش الاحتلال المدنيين في عمر العشرينيات، ويحيط بهم جنود من مختلف الرتب، لكن، في الحقيقة، يكونون عُرضة للخطر، يرتدون ملابس عادية وأحذية في الغالب رياضية، وظيفتهم هي أن يكونوا دروعًا بشرية للجنود في عملياتهم، وقد صرح العديد من الجنود بأن "حياتنا أهم من حياتهم".

هذا الوصف وفق الصحيفة، يتطابق مع سلسلة شهادات حصلت عليها "هآرتس" من جنود ومسؤولين، حيث تُظهر الصورة العامة أن هذه الممارسة كانت متبعة في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء قطاع غزة، وبمعرفة كبار الضباط، بما في ذلك مكتب رئيس الأركان.

والممارسات التي توصف بالخصوص تتكرر بانتظام؛ حيث يحدد  الفلسطينيين "المناسبين" للمهام، ويجلبونهم إلى الألوية والكتائب الميدانية، وقد تم توثيق ذلك أيضاً في مقطع فيديو نشر على شبكة الجزيرة في وقت سابق، حيث يظهر جنودا إسرائيليين وهم يلبسون المعتقلين الفلسطينيين الزي الرسمي ويستخدمونهم لتفتيش المنازل والأنفاق، في حين تكون أيديهم مكبلة.

ويقول أحد الجنود للصحيفة: "عندما رأيت تقرير الجزيرة، قلت: أوه، نعم، هذا صحيح"، وقد تم التوضيح للمسؤولين أن هذا الوضع كان معروفاً، أما جيش الاحتلال الإسرائيلي فينكر أي مخالفة رغم توثيق عدد منها.

وتشير الصحيفة العبرية، أن هذه الممارسات كانت أيضاً سائدة في عملية "الجدار الوقائي" عام 2002، وأعلنت المحكمة العليا لدى الاحتلال في عام 2005 أن هذا الإجراء مخالف للقانون الدولي، ورغم ذلك، يبدو أن هذه الممارسة قد عادت في الآونة الأخيرة، دون حديث جيش الاحتلال عنها بشكل رسمي.

وتؤكد المصادر العسكرية للصحيفة، أن بين كبار المسؤولين الذين يعرفون بهذه الممارسات هو رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ويفيد جندي تحدث للصحيفة، بأن هذه الممارسات لم تبدأ مؤخراً، بل كانت موجودة منذ فترة طويلة، مع مزاعم بأن التعليمات كانت تستهدف استخدام المدنيين كدروع بشرية تحت ذرائع مختلفة.