خاص - شبكة قدس الإخبارية: أكد حزب الله اللبناني استشهاد رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين؛ جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، يطرح هذا خبر تساؤلاً عن ماهية المجلس التنفيذي الذي ترأسه صفي الدين على مدار عدة سنوات، والمهمات التي تكفل بها المجلس داخل الحزب.
نسعى في هذا التقرير لتوضيح البنية التنظيمية للحزب الذي يتصدر مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خارج فلسطين المحتلة، ويشارك المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى منذ أولى أيامها.
منذ تأسيسه في عام 1982، طور حزب الله من هيكليته التنظيمية بشكلٍ خاص مكنته من فرض نفوذه بمختلف الميادين على الساحة اللبنانية ثم التدرج ليصبح من ضمن القوى الإقليمية في المنطقة، وتحقيق إنجازاتٍ عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي عبر دحره عن جنوب لبنان، ومعالجة حالة التصدع التي عانت منها لبنان جراء الحرب الأهلية.
ومطلع عام 1985 أعلن الناطق الإعلامي باسم الحزب أمين السيد، عن الوثيقة السياسية الأولى للحزب، تبع ذلك تقسيم المهام الداخلية والخارجية عبر تشكيل عدة مجالس ينبثق عنها هيئات وجمعيات تنظم شؤون الحزب وعلاقته، وفق مخططٍ هرمي لهذه المجالس، يتربع على رأس هذا الهرم مجلس الشورى بقيادة الأمين العام للحزب وباقي رؤساء المجالس.
المجلس التنفيذي
وفق المعلومات، يعود تاريخ تأسيس المجلس التنفيذي إلى عام 1995 ليدير هيئات الحزب، ويشرف على نشاطاته السياسية والاجتماعية والثقافية، إضافةً لإشرافه على الأقاليم الأربعة للحزب، وهي: جنوب بيروت، البقاع، جنوب لبنان شمال الليطاني، جنوب لبنان جنوب الليطاني.
ترأس صفي الدين المجلس التنفيذي للحزب منذ عام 1998، بعد توليه عدة مهام منها رئاسة المجلس العسكري للحزب، ومنذ ذلك الحين استمر صفي الدين برئاسة المجلس التنفيذي حتى استشهاده.
ويتكون المجلس التنفيذي من عدة هيئات وهي: وحدة الإعلام، والوحدة الاجتماعية، ووحدة التعليم، ووحدة الصحة، ووحدة المالية، ووحدة النقابات، ووحدة العلاقات الخارجية، ووحدة الانتماء والتنسيق.
إضافة لمتابعة شؤون عائلات الشهداء ورعايتهم، والإشراف على المقاومين بشكلٍ مستمر عن طريق باقي أعضاء المجلس وهم: مسؤول عسكري، مسؤول أمني، مسؤول تنظيمي، ومسؤول تفتيش.
مجالس مترابطة
إضافة للمجلس التنفيذي، يتكون حزب الله من مجالس أخرى تتقاسم المهام والمسؤوليات ومنها المجلس العسكري، ويضم الأمين العام بالإضافة إلى شخصيات أخرى، ويضم عضويته عدة شخصيات منها: هاشم صفي الدين وإبراهيم عقيل الذي استشهد في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، وفواد شكر استشهد في 30 تموز/ يوليو، وشخصيات أخرى، ويتكون المجلس العسكري من المقاومة الإسلامية وجهاز الأمن.
إضافة للمجلس القضائي من قضاة دينيين ومسؤولين قضائيين في حزب الله، ويشاركون في المقام الأول في حل النزاعات داخل الطائفة الشيعية الموالية للجماعة وفقا للمذهب الشيعي الجعفري.
ويتولى المجلس السياسي مساعد الأمين العام ومجلس الشورى في اتخاذ القرارات وصنعها، وغالباً ما يكون رئيس المجلس السياسي عضواً في مجلس الشورى، أو عضواً في الحزب.
بينما تقع مسؤولية التقييم البرلماني والانضباط داخل الحزب على المجلس البرلماني، وتعزيز فعالية ممثلي حزب الله المنتخبين في البرلمان اللبناني.
مصير الحزب ومجالسه بعد اغتيال القادة والأعضاء
بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت أبرز الشخصيات العسكرية والقيادية في حزب الله، بدأ إعلام الاحتلال بالترويج لفكرة النجاح بالقضاء على الصف القيادي لحزب الله بسلسلة ضربات مباشرة، استهدفت الأمين العام للحزب الشهيد حسن نصر الله، وثلة من القادة البارزين كفؤاد شكر وإبراهيم عقيل وغيرهم.
وفي أعقاب حوادث الاغتيالات، أكد الأمين العام السابق حسن نصر الله في خطاب له قُبيل استشهاده، إن النظام الداخلي للحزب قد بدأ بسد الفراغ الذي تركه القادة الشهداء بسرعة، وفق آلية جاهز لتقليد شخصيات بديلة للمناصب والمهمات.
وفي كلمة له قبل أسبوع، قال القيادي نعيم قاسم في هذا السياق، “إذا أردتم أن تطمئنوا على حزب الله، أقول لكم الحزب قوي، رغم الضربات القاسية بعد البايجر وما حصل، لقد استعدنا عافيتنا الميدانية، رممنا قدراتنا التنظيمية، وضعنا البدائل”، لافتاً إلى أن “الميدان يؤكد هذا التطور الذي حصل”.
وفي تصريحات له قال مسؤول العلاقات الإعلامية للحزب محمد عفيف إن خطوط الدعم العسكري واللوجستي للحزب عادت إلى ما كانت عليه، إضافة لسلامة وتماسك الحزب وهو ما يعكسه العمليات العسكرية المستمرة التي تُنفذ بشكلٍ يومي.