نقل حزب الله كل دولة إسرائيل وعلى رأسها نتنياهو وزوجه لمرحلة جديدة من المواجهة...المُسيرة أعطت إشارات عملية للمعني في اخذ القرار والذي يصدر الاوامر بالتنفيذ بأن عليه من الآن فصاعدا أن يعيش إما في الكرياة في تل ابيب او في حصن يوم القيامة في القدس، حيث أصبح الرقم الصعب في إسرائيل تحت مرمى نيران وطائرات حزب الله المُسيرة، بل قد يكون هناك ما هو أكثر مفاجأة...نتنياهو مطلوب "wanted" وعليه أن يتعامل الآن مع طريقة حياته وفقا لتوصيف المستهدف والمطلوب
حزب الله الذي أعلن انه انتقل للمرحلة الثانية وأنه بصدد سياسة "إيلام العدو" وفق خطاب السيد نعيم قاسم نائب الأمين العام يؤكد ذلك عبر قيامه بتوجيه رسالتين: الاولى..كانت مباشرة لصانع ومقرر السياسات ومُعطي الاوامر للتنفيذ، السيد نتنياهو، والثانية...كانت للجيش ومؤسسة الامن وقد جائت عبر الفشل الأمني والعسكري في إسقاط المُسيرة التي استهدفت منزل نتنياهو، وعبر الصواريخ التي ضربت حيفا وضواحيها وعكا ومجمل منطقة الشمال، وهو بذلك يضع المستويين السياسي والعسكري والامني أمام حقيقة المواجهة اذا ما اراد نتتياهو أن يوسعها
حينما أعلن سيد شهداء على طريق القدس سماحة السيد نصر الله أن المعركة ستكون بلا قواعد ولا ضوابط ولا سقوف، كان يقصد القدرة التي يتمتع فيها حزب الله عسكريا وأمنيا، وفي صباح هذا اليوم يُجسد حزب الله ذلك ويرسل مُسيراته وصواريخه الاولية في مضمار المرحلة الثانية من المعركة التي أعلنت عنها غرفة عمليات المقاومة وتحت مسمى سلسلة عمليات "خيبر" مما يعني أنه اعد نفسه لحرب طويلة ترتبط بمفهوم التحرير وليس فقط إفشال الأهداف الاسرائيلية
مسألة أخرى، رسائل حزب الله اليوم لم تكن للإسرائيلي وحده وإنما لراعيه ومعلمه الامريكي بأن أي حرب شاملة في المنطقة خسائرها على الجانب الآخر ستكون كبيرة ونوعية، أي ان من يستطيع استهداف منزل نتنياهو فهو قادر على استهداف حاملات الطائرات الأمريكية وبوارجها وقواعدها، وكانت أيضا ردا على تصريحات الرئيس بايدن الذي تبجح بقوله انه "يعرف الموعد والأهداف التي سيستهدفها الإسرائيلي في إيران" فأراد أن يقول له حزب الله بأنه ايضا ليس فقط يعرف بل قادر على استهداف اي نقطة يريدها، لأن طبيعة رسالة المسيرة والصواريخ المرسلة تعني تغيير بدرجة كبيرة في طبيعة وتوجهات المعركة التي بدأها نتنياهو وحلفه المتطرف
نحن على ابواب معركة كبرى في المنطقة أصبح الكل يعلم انها حتمية، رغم أننا قلنا عن حتميتها منذ بداية طوفان الأقصى، اي ما يقارب العام، وكنا نستشرف ذلك لطبيعة وتوجهات الداخل الإسرائيلي من حيث صانعي القرار السياسي "الإئتلاف الحاكم" وعلى رأسه نتنياهو، ومن حيث فقدان الثقة بالمؤسسة العسكرية والأستخبارية، ومن حيث فقدان الأمن الشخصي لمواطن الكيان، أي فقدان كبير وشروخ لا تلتئم بسبب فقدان الأمن، لذلك تحدث نتنياهو عن "التصر المطلق" وعن "تغيير النظام وتغيير معالم المنطقة"، وبسبب ذلك تم استدعاء المصطلحات "التوراتية" لتوظيفها في خدمة الوحشية والإبادة والتطهير العرقي الذي يحدث وبالذات في غزة
المنطقة في مخاض عنيف تتلاطمه الامواج العالية والتي ستعلو اكثر وأكثر حين تبدأ الضربات المتتالية بين إيران وإسرائيل، وخلال ايام واسابيع قبل الانتخابات الامريكية سوف نشهد كتلة نيران ملتهبة قد تمتد لفترة طويلة إذا ما تدخل الأمريكي بشكل مباشر، اما التسويات فيبدو انها مؤجلة، ولن تأتي قبل إكتمال سلسلة عمليات "خيبر"، لكن يبقى السؤال المهم: "من سيلقي خطاب النصر"