شبكة قدس الإخبارية

ما هي سيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية الأخيرة؟ 

reuters_com_2024_newsml_RC2SBAAAFWUX

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تتواصل التهديدات الإسرائيلية على مدار الساعة بشأن الرد على الضربة الإيرانية الأخيرة التي استهدفت فيها طهران أهدافا حيوية وعسكرية إسرائيلية، وذلك في خضم الحسابات الإسرائيلية المعقدة بالخصوص والتي لا يمكنها تجاهل أن الصواريخ الإيرانية تجاوزت كل الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وأيا كانت الأهداف الإسرائيلية؛ على طائرات جيش الاحتلال تنسيق دخول الأجواء الأردنية والخليجية في طريقها، وفق تفاهمات معينة قبل الوصول للأجواء الإيرانية.

واستباقا لأي رد محتمل من الاحتلال الإسرائيلي؛ يبدو أن طهران وضعت سيناريوهات عديدة للتعامل مع ضربة إسرائيلية لها تداعياتها الإقليمية وعلى المنطقة.

ونقلا عن مسؤولين إيرانيين، فإن الاحتلال الإسرائيلي قد يستهدف منشآت عسكرية وأخرى اقتصادية بالتزامن نفس عدد الصواريخ الذي استخدمته إيران في ضربتها، وهو ما ستقابله إيران بضرب البنية التحتية الاقتصادية والنفطية للاحتلال الإسرائيلي. 

ويبقى في السياق، احتمال ضرب المنشآت النووية الإيرانية على الطاولة رغم استبعاده نتيجة تداعياته الإقليمية والعالمية.

وتتوقع طهران كذلك، أن يتم الهجوم على منشآت عسكرية لها، ولكن الاحتلال سيكون محدودا في رده نظرا لفرض إيران قواعد جديدة في ضربتها الأخيرة.

وتشير التقديرات، إلى أن إيران باتت تمتلك مؤخرا مقاتلات من نوع "سوخوي 35" روسية الصنع لحماية منشآتها المهمة، بالإضافة إلى تطوير منظومة صواريخ "إس-300" إلى "إس-400 إسكندر".

ووفق التقديرات؛ تعتبر مناطق بندر عباس وشيراز وبوشهر في مقدمة الأماكن التي قد تكون عرضة لضربة إسرائيلية كونها تضم قواعد عسكرية ومنشآت نفطية أيضا. وبما يتعلق باحتمال ضرب منشآت إيران النووية، فإن الاحتمال يبقى ضعيفا رغم امتلاك إيران منشآت وأراك وبوشهر "نتنز" و"فوردو" لتخصيب اليورانيوم واحدة منها مبنية في قلب الجبل ومحصنة بشكل كبير، فضلا عن أنها تضم ألف جهاز طرد مركزي.

ويوم أمس، أبلغ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإدارة الأمريكية استعداده لضرب المنشآت العسكرية وليس النفطية أو النووية في إيران، في ضربة أكثر محدودية تتدارك حربا واسعة النطاق.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، استعد الشرق الأوسط في الأسبوعين اللذين أعقبا أحدث هجوم صاروخي إيراني على "إسرائيل"، وهو الهجوم المباشر الثاني لها في ستة أشهر، للرد الإسرائيلي الموعود، خوفا من أن تنفجر الحرب الخفية التي استمرت عقودا بين الاحتلال وإيران لمواجهة عسكرية مباشرة، في وقت سياسي محفوف بالمخاطر بالنسبة لواشنطن، قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية، وقد قال الرئيس جو بايدن علنا إنه لن يدعم ضربة إسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أنه عندما تحدث بايدن ونتنياهو في أول مكالمة بينهما منذ أكثر من سبعة أسابيع وبعد أشهر من التوترات المتصاعدة بين الاثنين، قال نتنياهو إنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران، وفقا لمسؤول أمريكي ومسؤول مطلع على الأمر.

وقال المسؤول المطلع على الأمر إن "الإجراء الانتقامي سيكون مدروسا لتجنب تصور التدخل السياسي في الانتخابات الأمريكية، وهو ما يشير إلى فهم نتنياهو بأن نطاق الضربة الإسرائيلية لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي".

ويقول المحللون إن أي هجوم إسرائيلي على منشآت النفط الإيرانية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، في حين أن الهجوم على برنامج الأبحاث النووية قد يمحو أي خطوط حمراء متبقية تحكم الصراع الإسرائيلي مع طهران، مما يؤدي إلى المزيد من التصعيد، ويزيد فرص انخراط الولايات المتحدة بشكل عسكري، وقد قوبلت خطة نتنياهو المعلنة لمهاجمة المواقع العسكرية بدلا من ذلك، كما فعلت إسرائيل بعد الهجوم الإيراني في نيسان، بارتياح في واشنطن.

وأعلن البنتاغون يوم الأحد أنه سينشر نظامه المضاد للصواريخ الباليستية "ثاد" في "إسرائيل"، إلى جانب نحو 100 عسكري أمريكي، ومن المتوقع أن يصل النظام في الأيام المقبلة، في تأكيد على "التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل".

وقالت مسؤولة مطلعة على الأمر إن الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر المقبل، لأن إيران قد تفسر عدم اتخاذ إجراء على أنه علامة ضعف، وأضافت: "ستكون هذه واحدة من سلسلة من الردود".

وقال زوهار بالتي، مدير الاستخبارات السابق في الموساد، إن نتنياهو سيحتاج إلى الموازنة بين دعوات واشنطن للاعتدال والمطالبة العامة في "إسرائيل" برد ساحق.

وأضاف: "لقد فقد الإيرانيون كل مقاييس ضبط النفس التي اعتادوا عليها، وبدون الأسلحة الأمريكية، لا تستطيع إسرائيل القتال. لكن إسرائيل هي التي تخاطر".

وقال مسؤول مطلع إن نتنياهو عقد اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني ​​يوم الخميس الماضي لمدة ثلاث ساعات لمناقشة الخيارات المطروحة على الطاولة، لكنه لم يطلب إذنا رسميا للهجوم من مجلس وزراء الاحتلال تاركا موعده مفتوحا عمدا.

وبحسب "واشنطن بوست" داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هناك قلق من أن الضربة لن تكون قوية بما يكفي  أو علنية بما يكفي لردع إيران عن شن هجوم مباشر آخر على "إسرائيل"، أو عن تطوير أسلحة نووية.

وقال مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو إنه في حين سيواصل نتنياهو التشاور مع المسؤولين الأمريكيين بشأن الضربة الإسرائيلية الوشيكة ضد إيران، فإنه لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن، وأضاف أن الشخص الذي سيقرر الرد الإسرائيلي على إيران سيكون نتنياهو".

ويواصل شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة، بما في ذلك رئيس وزراء الاحتلال السابق نفتالي بينيت، الضغط من أجل شن هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية.