شبكة قدس الإخبارية

بين مساعي التهدئة والتهديدات بالدخول البري.. قراءة في تصعيد المواجهة مع حزب الله

photo_2024-09-26_19-32-59

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قال باحثون إسرائيليون من معهد دراسات الأمن القومي، إنه على خلفية تصعيد القتال بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني في الأيام الأخيرة؛ تجري حالياً جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة وفرنسا في نيويورك، حيث يجتمع رؤساء الدول المختلفة. وفي مركز هذه الجهود، محاولات للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله، تفتح الطريق أمام محادثات حول تسوية طويلة الأمد على الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان.

ويضيف الباحثون، أنه "في إعلان مشترك وقعته كل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، تم التأكيد على أن الوضع المتوتر بين إسرائيل ولبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول غير مقبول، مع الإعراب عن مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع، ودعت الدول الموقعة إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا، لإعطاء فرصة للدبلوماسية والعمل وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وقرار المجلس رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة".

وتتضمن المبادرة أيضاً استعداد الدول الموقعة على الإعلان للمساعدة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الأزمة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي. كما أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات مع نظيره الإيراني، حيث طلب منه استخدام نفوذه على حزب الله لتخفيف التصعيد. ومع ذلك، أشار المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم المرشد الأعلى، إلى قدرة حزب الله على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مما يوحي بأن إيران ليست معنية بتدخل مباشر في هذه المرحلة.

في المقابل، نفى مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود أي استعداد لوقف إطلاق النار، وأكد أن العمليات العسكرية ستستمر في الشمال وفي غزة، وفقاً للخطة المقررة.

ووفق الباحثين في المعهد، فإنه من الواضح أن كل المحادثات الحالية تهدف إلى إطلاق عملية دبلوماسية أولية وهشة للغاية، ومن غير المؤكد ما إذا كانت ستنضج إلى مبادرة شاملة يمكن قبولها من كلا الطرفين. حتى إذا كانت بعض جوانب التسوية المقترحة إيجابية بالنسبة للاحتلال، فإنها يجب أن توافق فقط إذا كانت تضمن تسوية مستدامة في ساحات القتال، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وحتى في حال تحقيق تسوية مع لبنان فقط، فإن ذلك قد يعتبر إنجازًا في ظل الفصل بين الساحات المختلفة، وفق الباحثين الإسرائيليين.

أما السيناريو الأسوأ وفقا للباحثين الإسرائيليين، فهو العودة إلى القتال العنيف ضد حزب الله بعد فترة من الهدنة، دون تحقيق أي تقدم سياسي. خلال هذه الفترة، سيستغل حزب الله الفرصة للتعافي من الضربات والاستعداد بشكل أفضل لاستمرار الحرب، مما يعزز إمكانية حدوث مناورة برية على الأرض.

ويشير باحثو معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أنه إلى حين اتضاح مواقف الأطراف، قد يكون من الحكمة إطالة فترة القتال بضعة أيام أخرى، مع التهديد المتزايد بتنفيذ مناورة برية، لتعميق الأضرار ضد حزب الله ولضمان إمكانية التوصل إلى تسوية حقيقية، تجنب العودة إلى نقطة الصفر.

وتتطلب التسوية الشاملة إخلاء قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مع نشر القوات اللبنانية والدولية في المنطقة الواقعة بين الحدود مع فلسطين المحتلة والنهر، مما يسمح بعودة السكان إلى مناطقهم، مع اتخاذ "إسرائيل" تدابير دفاعية وحماية إضافية.

وفي نهاية المطاف، لا تزال هذه الجهود في مراحلها الأولى، وتعكس رغبة المجتمع الدولي وإيران ودول المنطقة في منع التصعيد إلى حرب واسعة النطاق، ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت الفجوات بين مواقف الأطراف المختلفة ستسمح بالتوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة.