شبكة قدس الإخبارية

إلى "تل أبيب" وما بعد حيفا.. ماذا يعني استهداف حزب الله لمقر الموساد بصاروخ بالستي؟

photo_2024-09-25_10-08-38

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: يشكل استهداف حزب الله لمقر الموساد الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بصاروخ بالستي من نوع "قادر 1"، تطورا هاما في المواجهة المستمرة بين الاحتلال والحزب الذي أعلن منذ بداية معركة طوفان الأقصى في أكتوبر من العام الماضي عن بدء عملية إسناد الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة التي تمارس عليه من قبل الاحتلال وخاصة في قطاع غزة. 

ويعدّ استهداف "تل أبيب" بالصواريخ انطلاقا من لبنان، سابقة تاريخية، إذ أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها حزب الله المنطقة الواقعة في وسط فلسطين المحتلة، فقد تركزت ضرباته منذ بدء معركة طوفان الأقصى على المستوطنات الشمالية وكان تركيزه بشكل كبير على القواعد العسكرية، وفي الأيام وتحديدا بعد مجزرة "بيجر" واستهداف قادة عسكريين في الحزب وسع من نطاق استهدافاته لتصل إلى جنوب حيفا. 

لكن هذا التطور لم يكشف عن وجود صواريخ بالستية لدى الحزب أو قدرته على استهداف "تل أبيب"، فهذه القدرات معروفة لدى الاحتلال والمراقبين وأعلن عنها الأمين العام للحزب حسن نصر الله في أكثر من مناسبة، وإنما في تغيير الحزب لقواعد الاشتباك لتصل إلى "تل أبيب" بعد أن أغرق الاحتلال الضاحية الجنوبية لبيروت بالاستهدافات والدماء والدمار. 

ويعتبر إعلان الحزب عن أن الهدف هو مقر الموساد بمثابة رسالة واضحة بأنه قادر على استهداف منشآت حساسة ومهمة في قلب كيان الاحتلال، ولعلّ هذه الرسالة تحمل في طياتها ملامح مرحلة جديدة من عمليات إطلاق الصواريخ من لبنان، خاصة فيما يتعلق بالصواريخ الدقيقة القادرة على الوصول لأهدافها بهامش خطأ بسيط. 

وبالتزامن مع إعلان حزب الله عن استهداف مقر الموساد، أعلنت شركة الكهرباء الإسرائيلية أن الحزب حاول في رشقاته الصاروخية الأخيرة ضرب إحدى منشآتها الاستراتيجية، وهو ما يشير إلى أن الحزب انتقل أيضا إلى ما كان قد حذر منه نصر الله، الاحتلال، خلال الأشهر الماضية، بأن البنية التحتية والمنشآت الحساسة والمصانع الكيماوية ستكون في مرمى صواريخه. 

ويمكن الإشارة إلى أن حزب الله في رشقاته الصاروخية الليلة، أعاد "تل أبيب" إلى قلب المواجهة وبالتالي أجرى تغييرا على قواعد الاشتباك القائمة منذ أكتوبر الماضي، وأيضا انتقل إلى استهداف البنية التحتية الاستراتيجية وهذا أيضا متغيّر مهم ولافت ومقلق بالنسبة للاحتلال.

 ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن حزب الله يتعامل مع الهجوم الإسرائيلي بنوع من التوازن والحكمة، وهو ما أثبته رد حزب الله حتى الآن، بما يعطي رسائل متصاعدة للاحتلال الإسرائيلي، التي يحاول من خلالها حزب الله زيادة وتعميق ضرباته ودائرة أهدافه بما يتوافق مع الضربات الإسرائيلية.

وقال عوض في حديث خاص لـ "شبكة قُدس"، أن الوصول لتل أبيب يعني أن حزب الله رد على الضربات التي استهدفت بيروت، وردا على الجرائم الإسرائيلية في لبنان.

وأوضح، أن ضربة الحزب لتل أبيب أكدت أن حزب الله ما زال قادرا على الرد وبقوة وبدون تهور وبحكمة شديدة، وبحسابات استراتيجية لا آنية.

ووفق عوض، فإن حزب الله أكد في ضربته الأخيرة، أن قادر على الوصول لأهداف حساسة ولديه قدرات استخبارية عالية ووسائل قتالية كذلك عالية، بما يقدم رسائل حضور قوية للحزب في التصعيد الأخير، مشيرا إلى أنها رسالة قوة حقيقية استراتيجية ذات بعد كبير.