شبكة قدس الإخبارية

قطرات ماء تنذر بكارثة .. النازحون يستعدون للشتاء بخيام ممزقة

قطرات ماء تضيف همًا .. النازحون يستعدون للشتاء بخيام ممزقة
تسنيم الزيان

غزة - خاص قدس الإخبارية: يواجه النازحون في قطاع غزة ظروفًا إنسانية قاسية مع اقتراب فصل الشتاء، وتحولت خيامهم الممزقة والمتهالكة إلى عبء إضافي عليهم لا تقيهم البرد ولا الحر.

ورغم التحذيرات المستمرة من تفاقم الأزمة الإنسانية، يجد النازحون أنفسهم عاجزين عن تأمين خيام جديدة أو إصلاحها.

ورغم محدودية كميات الأمطار التي هطلت قبل أيام على قطاع غزة، إلا أنها كشف حجم الوضع الكارثي لخيام النازحين في ظل عدم حصولهم على أي مساعدة، ومناشدات النازحين لم تتوقف منذ أن توقف المنخفض في ظل انعدام الحلول الذاتية بين أيدهم.

ومع ارتفاع أسعار مواد الإيواء الأساسية ومنع الاحتلال إدخالها، يجد النازحون أنفسهم في مواجهة شتاء قاسٍ، بلا مأوى آمن يحميهم من الظروف المناخية الصعبة.

حول ذلك، تقول أمل محمد، وهي أم لستة أطفال وعلامات الغضب الممزوجة بغصة ألم باتت واضحة في صوتها: كنت أحب فصل الشتاء كثيرا، ولكن هذه المرة الأولى التي أكره قدومه، فمنخفض بسيط جعل المياه تتسرب بلا توقف بكل جزء من أجزاء الخيمة"، موضحةً أنه في الشتاء الماضي كانت خيمتها جيدة ويمكن لها أن تتحمل الأمطار أما الآن فهي تالفة ولا تقيها البرد أو الحر. 

وتبيّن أمل، لـ "شبكة قدس"، أنها باتت غير قادرة على إصلاح خيمتها بعد أن وصلت أسعار "الشوادر" إلى قرابة 370 شاقل، وأوضحت: حتى "النايلون" أسعاره مرتفعة جدا، والخيام الجاهزة ثمنها من 2000 حتى 3000 شاقل.

وتتساءل: كيف لنازح من 11 شهرا أن يتحمل كل هذا العناء ومن أين له أن يملك هذه المبالغ؟!

من جهته، عبر النازح لؤي سالم عن الاستياء أمام ما يعيشه من "قهر وظلم وفقدٍ لأبسط الاحتياجات الأساسية"، وبعد أن كان يسكن في بيت يملكه وحوله مساحة كبيرة مع أرض فيها من أنواع الأشجار والمزروعات أضحى يعيش في مهترئة ممزقة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، على حد تعبيره.

ويتابع سالم الذي ينزح في "مواصي خانيونس"، في حديثٍ لـ "شبكة قدس" وهو يحاول إخراج المياه من خيمته بعد منخفض بسيط لم يتجاوز العشرة دقائق: مياه الأمطار أغرقت خيمتي بما فيها من فراش وأكياس الطحين وأغطية كنت قد احتفظت بها تأهبا لبرد قارص". 

ويضيف بصوت منكسر: "يبدو أنني سأستخدمها لإصلاح ثقوب الخيمة فمع أسعار الشوادر والنايلون المرتفعة لن أستطيع شراءها."

وفي سياق متصل، حذرت شبكة المنظمات الأهلية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الممتدة لما يقارب العام، بالإضافة إلى منع دخول المساعدات الإنسانية، واستمرار نزوح عدد كبير من الفلسطينيين في معظم المناطق.

وأعربت الشبكة، عن قلقها تجاه واقع النازحين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء؛ سواء المتواجدين في الخيام المهترئة، أو في مراكز الإيواء المكتظة، أو الذين استصلحوا أجزاء من منازلهم المدمرة، والتي قد تتعرض للانهيار في أي وقت.

 ونوهت إلى تواجد تجمعات لعدد كبير من خيام النازحين في المناطق القريبة من شاطئ البحر، والتي لا تتوفر فيها بنى تحتية ما قد يؤدي إلى تعرضها للغرق، مستنكرة استمرار الاحتلال منع دخول مستلزمات الإيواء، وفي مقدمتها الخيام، والأغطية البلاستيكية، والشوادر، وغيرها من الاحتياجات للاستعداد لفصل الشتاء.

 كما طالبت المجتمع الدولي بالعمل الجاد للضغط على الاحتلال، لوقف جرائم الإبادة الجماعية على شعبنا، وفتح المعابر أمام دخول المساعدات بكافة أشكالها، وفي مقدمتها: الخيام، و"الشوادر"، ومواد النظافة.

وأكدت على ضرورة العمل على معالجة تدفق المياه والفيضانات المتوقعة من مياه الأمطار، والتي قد تسببها السيول في المناطق المنخفضة.

وفي السياق أطلق المكتب الإعلامي الحكومي، نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ مليوني نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان بالتزامن مع قدوم المُنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء واهتراء خيام النازحين. 

وقال المكتب في بيان له، إن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي؛ فإن 74% من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية والتي أفادت بوجود 100,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً.

ويحذر المكتب الإعلامي الحكومي من كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء ويفترش هؤلاء الأرض ويلتحفون السماء، بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال إدخال قرابة ربع مليون خيمة و"كرفان" إلى القطاع.