غزة - خاص قدس الإخبارية: مع اقتراب فصل الشتاء، وفي ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني تبرز الأزمات الإنسانية والبيئية في قطاع غزة بشكل أكثر وضوحًا، حيث يعاني القطاع من دمار كبير في شبكات الصرف الصحي ومياه الأمطار، والذي يكشف عن حجم الكارثة التي تهدد حياة الفلسطينيين.
وتواجه مدينة غزة تحديات غير مسبوقة مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإصلاح البنية التحتية المتهالكة خاصة مع عدم وجود المعدات اللازمة التي تضيف تعقيدًا إلى الوضع المتدهور.
وعلى الرغم من كل تلك التحديات العصيبة، إلا أن بلديات قطاع غزة لم تترك عملها ليوم واحد ولم تتوانَ للحظة عن تقديم خدماتها للفلسطينيين حتى ولو بأقل الامكانات، فما هي استعدادات البلديات لاستقبال فصل الشتاء مع استمرار الحرب؟
بلدية غزة
حول ذلك، يوضح مدير العلاقات العامة والاعلام في بلدية غزة، عاصم النبيه أن البلدية في تلك الأوقات كعادتها تقوم بتنظيف مصارف وشبكات مياه الأمطار والصرف الصحي وتهيئة المناهل، مستطردا: " لكن، بكل أسف هناك دمار كبير جدا في شبكات الصرف الصحي ومياه الأمطار، حيث نتحدث عن أكثر من165.000متر طولي من شبكات المياه العادمة والصرف الصحي المتضرره في مدينه غزة والذي أثر بشكل كبير جدا على على أعمال البلدية".
ويؤكد النبيه، على وجود صعوبة في تصريف وتسليك المصارف بسبب عدم وجود المعدات والمستلزمات المهمة والاحتياجات اللازمة لهذه العمليات مما يضع ويهدد حياة الفلسطينيين بشكل كبير جدا"، مشيرا، إلى "أن القطاع على أبواب موسم الشتاء على الأبواب والذي بكل تأكيد سيكون مؤذي ومؤثر بشكل سلبي على الفلسطينييناذا لم نقم بتهيئة هذه المصارف وتنظيفها بشكل عام".
وفيما يتعلق بخطة أعمال البلدية لاستقبال فصل الشتاء في ظل حرب الإبادة المستمرة، يبيّن النبيه أن البلدية بالفعل قد بدأت عدة إجراءات منها تنظيف بعض المصارف وخطوط وشبكات المياة، مضيفا: " لكن كما ذكرت سابقا هذه الأعمال تحتاج إلى عدد أكبر من العمال تحتاج إلى مستلزمات ومعدات خاصة فالدمار كبير جدا في الشبكات".
من ناحية أخرى يتحدث النبيه لـ"شبكة قدس"، عن بركة الشيخ رضوان التي امتلأت حاليا، والتي يجب أن تكون في هذا الوقت فارغة ومجهزة و مهيئة لاستقبال موسم الشتاء، متابعا: " ممتلئة البركة حاليا بأكثر من 90 ٪ من المياه والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي مما ينذر بكارثة صحية وبيئية على الفلسطينيين".
ويشير إلى أن الحل لبركة الشيخ رضوان هو اصلاح الخط المتضرر والذي يُعد الناقل الرئيسي الذي يضخ المياه من البركة إلى البحر، مؤكدا أن هناك ممول لهذا الخط لكن نحن بحاجة إلى ادخال المعدات والمستلزمات والأدوات اللازمة للعمل على صيانته.
ويتابع: "ولذلك نحن ناشدنا الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل من أجل اصلاح خط المياه الرئيسي وحتى نتمكن من تهيئة البركة وضخ المياه قبل حلول موسم الشتاء.
وفي السياق، يصف النبيه حال البنية التحتية في غزة قائلا: " هناك أضرار في البنية التحتية كبيرة جدا وفي المرافق الحيوية، وحيث نتحدث عن الشوارع والطرق والمدارس والمستشفيات والأماكن الأثرية حتى الأشجار والحدائق العامة تأثرت بشكل كبير جدا"، موضحا أن هذا يزيد من معاناة الفلسطينيين ويزيد من الاحتياج الكبير.
ويؤكد على ضروري التدخل العاجل من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه واعادة تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين ولو بالحد الأدنى.
وكانت بلدية غزة قد نشرت تقريرا بأنها ستبدأ بتعميم ونشر سلسة إرشادات للفلسطينيين للتعامل مع تساقط الأمطار، داعية الفلسطينيين لضرورة توخي الحيطة والحذر عند المرور بجوار المباني المتضررة من العدوان واتباع إرشاداتها للتعامل مع تساقط مياه الأمطار والمخفضات الجوية والتواصل معها على الرقم 115 وبوابات التواصل الأخرى للإبلاغ عن أي أجسام في المباني المتضررة قد تشكل خطراً على المارة وعلى الفلسطينيين الذين يسكنون هذه المباني.
وبينت أنها ستبدأ خلال الأيام القادمة بنشر وتعميم سلسة إرشادات للفلسطينيين عبر منصات البلدية ووسائل الإعلام المختلفة للتعامل مع تساقط مياه الأمطار والمخاطر التي خلفها العدوان نتيجة استهداف المباني والبنية التحتية في المدينة.
يذكر أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عام تقريبا تسبب في حالة دمار واسعة في المدينة بلغت نحو 190 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار، و8 محطات ضخ صرف الصح، بالإضافة إلى محطة B7 في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
بلدية بني سهيلا
من جهة أخرى يبيّن رئيس بلدية بني سهيلا م. حمدان رضوان المشاكل التي تواجهها البلدية مع اقتراب موسم الشتاء وفي ظل استمرار حرب الابادة قائلا:" تعاني البلديات كافة من عدم توفر السولار لتشغيل الآليات ومضخات الصرف الصحي وآبار المياه، إضافة الى عدم توفر مضخة منتقلة لسحب المياه في المناطق المنخفضة اثناء المنخفضات، وعدم وجود آليات ثقيلة بسبب تدميرها بسبب قوات الاحتلال (كباش، شاحنة، ......)".
ويوضح: " كذلك عدم وجود ألبسة واقية وأحذية وأدوات سلامة بسبب تدمير مخازن البلدية ومصلحة المياه من قبل قوات الاحتلال، وأيضا تدمير شبكات تصريف مياه الامطار من قبل قوات الاحتلال،"، موضحا أن كل تلك المشاكل عملت على ايقاف محطات تشغيل الصرف الصحي عن العمل، وتغيير مسار مياه الامطار من الاودية، اضافة إلى طفح في مناهل وشبكات الصرف الصحي وخاصة أن جميعها قد تضرر في الحرب بشكل مباشر
وفي السياق يشير حمدان لـ "شبكة قدس"، إلى استعدادات البلدية لفصل الشتاء، مؤكدًا أن البلدية زارت الأودية وتحديد الاحتياجات اللازمة، كما تم عمل اجتماع مع مصلحة مياه الساحل واوتشا والبلديات لتحديد الاحتياجات لفصل الشتاء، مضيفا: "لجنة الطوارئ عقدت اجتماع مطول وخرجت بتوصيات لتحديد الاحتياجات اللازمة."
ويتابع: " تم التواصل مع رؤساء لجان الأحياء ومناديب المخيمات لتحديد الاحتياجات"، مشيرا إلى أنه تم تكليف فريق طوارئ الحرب بأعمال طوارئ الشتاء والاستعداد لذلك.
وحول عن الأضرار الني لحقت بالمدينة، يلفت حمدان إلى أنه وبعد انتهاء الاجتياح البري لمدينة بني سهيلا والذي تكرر العديد من المرات والذي أسفر عن تم تدمير حوالي 80% من منازل الفلسطينيين بشكل كلي و20% بشكل جزئي، وتدمير البنية التحتية كاملة من شوارع معبدة وشبكات مياه وصرف صحي ومحطات ضخ المياه والصرف الصحي، اضافة الو حرق جميع مخازن البلدية والمواد المتواجدة بداخلها، منوها إلى أنه تم تدمير كراج الآليات التابع للبلدية وكذلك تدمير جميع الاليات المتواجدة داخله.
ويناشد رئيس البلدية المؤسسات الدولية والداعمة بالعمل على توفير 1000 لتر سولار يوميا بالوقت الحالي في المنخفضات إضافة الى توفير عدد 2 مضخة بقطر 4 انش.