ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قال الصحفي الإسرائيلي في صحيفة "هارتس" العبرية باراك رايفد، إن الولايات المتحدة الأمريكية باتت تشعر بقلقٍ عميق من احتمالية اندلاع حرب شاملة بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان، لكنها تأمل في أن يؤدي تصاعد الضغط العسكري الإسرائيلي على حزب الله إلى الوصول لاتفاق دبلوماسي يسمح بعودة المستوطنين إلى الشمال، وسكان الجنوب اللبناني إلى قراهم.
وأضاف رايفد إن الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال تسعى إلى إيجاد سبل لعزل حزب الله عن حماس، لكن حتى الآن لم يوافق حزب الله على أي اتفاق لوقف القتال على الجبهة الشمالية، رغم الجهود الدبلوماسية المستمرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأشار رايفد إلى تصاعد المخاوف من اندلاع حرب بعد أن أعلن جيش الاحتلال أن حزب الله يستعد لهجوم رداً على الضربات الإسرائيلية في لبنان الأسبوع الماضي، واستهدفت إحدى سلاح جو الاحتلال للضاحية الجنوبية في بيروت يوم الجمعة القائد العسكري إبراهيم عقيل و15 من كبار قادة حزب الله، بينهم قيادات في قوة الرضوان.
وذكر رايفد أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تضمنت تفجير أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء ووصف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، هذه الهجمات بأنها "ضربة تاريخية وغير مسبوقة"، وفي الوقت نفسه، شن الاحتلال المزيد من الغارات الجوية يوم السبت، زعم أنه استهدف بها منصات إطلاق صواريخ لحزب الله.
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هجاري، إن سلاح هاجم حوالي 400 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله. وفي ظل هذا التصعيد، وقع وزير حرب الاحتلال، يوآف غالانت، على أمر إعلان حالة الطوارئ في المناطق من حيفا حتى الحدود مع لبنان.
وأفاد رايفد أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أعرب عن قلقه من احتمال اندلاع حرب شاملة بين الاحتلال ولبنان، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لمنع ذلك، فيما وألغى رئيس الوزراء اللبناني المؤقت، نجيب ميقاتي، زيارته المقررة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التوترات.
وأكد رايفد أن قيادة الاحتلال لا تسعى للحرب، بل تستخدم التصعيد كوسيلة للوصول إلى تهدئة، بينما يعتقد الاحتلال أن زيادة الضغط على حزب الله قد يؤدي إلى قبول الأخير بصفقة دبلوماسية تتيح عودة المستوطنين إلى المستعمرات الشمالية، بالمقابل أكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطرة كبيرة، حيث قد تؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة وانفجار الحرب.
وفي الحديث عن ذلك أشار رايفد أن خلف الكواليس، تواصل مستشارو الرئيس بايدن، بمن فيهم جيك سوليفان ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، التواصل مع نظرائهم في حكومة الاحتلال لتنسيق الجهود، وأوضح مسؤول أمريكي أن أحد الرسائل الرئيسية هو ضرورة إبقاء الطريق مفتوحاً لحل دبلوماسي، وتجنب أي خطوات قد تغلق هذا الطريق.
وعن الموقف الأمريكي قال رايفد أن الولايات المتحدة اعتبرت اغتيال الاحتلال لإبراهيم عقيل تحقيقاً للعدالة لدوره في تفجير السفارة الأمريكية في بيروت قبل 40 عاماً. ومع ذلك، تخشى واشنطن من أن تؤدي هذه الهجمات إلى تصعيد الصراع مع حزب الله وتحويله إلى حرب شاملة
ونقل رايفد موقف الولايات المتحدة الأمريكية الذي يجزم أن الحرب الشاملة لن تساعد حكومة الاحتلال في تحقيق هدف عودة المستوطنين إلى منازلهم على الحدود اللبنانية. ورغم أن تأثير الولايات المتحدة على القرارات العسكرية الإسرائيلية محدود، تركز واشنطن جهودها على التنسيق مع قادة الاحتلال حول "معايرة التصعيد".