شبكة قدس الإخبارية

كيف نقرأ انفجارات أجهزة "البيجر" في لبنان؟ 

photo_2024-09-17_20-17-52

بيروت - خاص شبكة قُدس: حمل حزب الله اللبناني الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن استشهاد 9 لبنانيين وإصابة نحو ثلاثة آلاف، اليوم الثلاثاء، في انفجار متزامن لأجهزة اتصال محمولة يستخدمها عناصر الحزب بالإضافة إلى استخدامها من قبل العاملين في المجال الصحي، وذلك في مواقع لبنانية مختلفة، بما في ذلك الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت؛ كما أُصيب آخرون في ريف دمشق بسوريا.

ويرجح بأن الانفجار نتج عن اختراق إسرائيلي لنظام المراسلات "pagers" بواسطة تقنية لاسلكية، نتيجة خرق إسرائيلي، فيما تشير تقديرات أخرى إلى أن ما حدث ناجم عن أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال مستوردة بشحنة تحوي متفجرات.

يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق لـ "شبكة قُدس"، إن ما أقدم على فعله الاحتلال الإسرائيلي اليوم، حرب معنوية وإعلامية وحربية بامتياز على لبنان وتحمل رسائل ثلاث الأولى هي رسالة الردع المجتمعي ومحاولة ضرب الجبهة الداخلية، بأن حزب الله إذا استمر في جبهته المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة فإن ذلك سيؤثر على كل لبناني. ووفقا للقيق فإن الاحتلال الإسرائيلي كان معنيا أن يكون الكل في دائرة الاستهداف خاصة المدنيين الذين تواجدوا في المحال التجارية والشوارع والأسواق والمؤسسات.

أما الرسالة الثانية وفقا للكاتب والمحلل السياسي، فهي رسالة ردع للجبهة الداخلية على أنها رسالة سياسية بامتياز إلى لبنان الدولة، بأن المواجهة مع الاحتلال لن تكون مع حزب الله وحده بل ستكون مع الدولة اللبنانية، وفيها إشارة للإبادة، وما حدث اليوم هو فصل أول في الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في لبنان.

واعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي لو أوقفه العالم عن الإبادة في غزة لما حدث ما جرى اليوم من جنون العمل ضد المدنيين وضد المؤسسات في لبنان.

أما الرسالة الثالثة وفقا للقيق، فهي موجهة إلى محور المقاومة بأن إسرائيل قادرة على مواجهة المحور على انفراد أو بشكل جماعي، وهذه رسالة ركيكة لأنها في السياق الأمني والعسكري تحسب في إطار المواجهة، لأن الميدان يحمل الإنجاز أو الإخفاق الأمني ويحمل المواجهة وما لها وعليها في المواجهة، وهذا يقود إلى أن التصعيد سيد الموقف.

وعن جر المنطقة إلى تصعيد، أشار القيق، إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية دائما ما تحاول أن تشعر العالم أن أمريكا غير معنية بالحرب، وفي الوقت ذاته تسلح إسرائيل، معتبرا أن أمريكا معنية بالحرب لسبيين أولهما الحزب الجمهوري الذي رجح خسارته إذا ذهب إلى الانتخابات بحالته التي هو عليها الآن، وقال: يحتاج الحزب إلى إنجاز خاصة وأنه فشل في حماية إسرائيل في حرب غزة. أما السبب الثاني فهو رسالة الوجودية الإسرائيلية، والهدنة في غزة على سبيل المثال تعني انتصارا لحماس وفق الرؤية الإسرائيلية والأمريكية، وأن يذهب الاحتلال إلى صفقة فهذا يعني هزيمة كبرى أكثر قساوة من السابع من أكتوبر.

وقال: المقاومة صمدت وأدخلت إسرائيل في مرحلة طويلة من الاستنزاف والمعادلة الدولية ليست في صف الإسرائيلي، وهناك دول كبرى ليست في صف الاحتلال، والاحتلال يخسر كثيرا ولن يعرف حقيقة فاتورته من الخسارة إلا بعد الذهاب إلى لبنان. 

وفي الوقت ذاته، شدد القيق، على أن عمليات الاستهداف والاغتيال التي يمارسها الاحتلال، لن تحقق هدفها المرجو، والاسرائيلي يحاول الاستعراض تكنولوجيا وهذه حرب نفسية ليسحب الثقة من القاعدة الشعبية لحزب الله، محاولا خلق حالة من الصدمة لدى جمهور كامل وعريض بأن إسرائيل تستطيع أن تصل لكل شي، رغم أن عددا كبيرا من المستهدفين من المدنيين وهذا إرهاب وجريمة ممنهجين. 

والاحتلال، بحسب القيق، لا يستطيع أن يسرق الساعة من المقاومة بالاغتيالات، فالساعة لا تزال بتوقيت المقاومة وكثير من الجغرافيا تدخلها مع الوقت وتضبط ساعاتها بتوقيت المقاومة ولن يستطيع الاحتلال أن يعيد إسرئيل إلى 6 أكتوبر. 

ويعد حادث تفجير أجهزة اتصال حزب الله الأول من نوعه منذ التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي قبل نحو عام، وهو ما اعتبرته مصادر أمنية لبنانية أكبر خرق أمني يشهده لبنان منذ سنوات.

وأشارت تقارير، إلى أن التفجيرات جاءت بعد اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي الخميس الماضي، والذي قرر اتخاذ موقف تجاه جنوب لبنان لتأمين المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الفلسطينيين في شمال فلسطين المحتلة.

واعتبر خبراء عسكريون، أن عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله، استخدمت فيها إسرائيل تقنية عالية الدقة، من خلال رصد الحيز الترددي لتلك الأجهزة ومن ثم استهدفها بموجات كهرومغناطيسية تتسبب قوة هذه الموجات في انفجار بطارية الجهاز وتسبب إصابات بالغة لمن يحمله.

وذكرت تقارير، أن إسرائيل لا تمتلك هذه التقنية العالية، وأقصى ما تملكه هو تحديد الحيز الترددي للأجهزة فقط، مرجحة أن استهداف الأجهزة اللاسلكية بالموجات الكهرومغناطيسية قد تكون تمت بشراكة أمريكية.