شبكة قدس الإخبارية

بعد الصاروخ اليمني.. هل تؤدي التداعيات لتكرار مشاهد قصف الحُديدة؟

WhatsApp Image 2024-09-15 at 5.33.12 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: صباح اليوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر أعلنت المقاومة اليمنية استهداف مدينة يافا المحتلة بصاروخٍ بالستي (فرط صوتي) فشلت منظومات الدفاع الجوي في المنطقة باعتراضه، بعد أن قطع مسافةً تقدر ب2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، في أعقاب القصف، خرج رئيس وزراء الاحتلال بمؤتمرٍ صحفي، توعد به اليمن بالرد وأشار إلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي اليمنية قبل شهرين.

ليست المرة الأولى التي تنجح بها المقاومة اليمنية باستهداف مدينة تل أبيب بشكلٍ مباشر، فقد سبق لها ان نفذت عملية مشابهة بعد إطلاقها طائرة مسيرة في شهر تموز الماضي، وقد نجحت الطائرة بتجاوز أنظمة الدفاعات الجوية واختراق المجال الجوي للاحتلال، ثم الانفجار في قلب تل أبيب.

خلقت عملية الطائرة المسيرة تداعيات وردة فعلٍ إسرائيلية تمثلت بقصفٍ إسرائيلي مكثف على ميناء الحُديدة اليمني، فكيف ستكون التداعيات هذه المرة؟

 

مأزق مُركب وتصعيد مُرتقب

وعن القصف الصاروخي اليمني، قال الباحث السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارت، في حديث خاص لشبكة قدس إن ما جرى صباح اليوم وضع الاحتلال في مأزق من جانبين وهما مأزق من جانب أمني وعسكري، بحيث أن الاعتقاد الإسرائيلي الذي ساد بعد قصف ميناء الحُديدة هو تكوين عقدة ردع تمنع المقاومة اليمنية من تكرار محاولاتها بضرب عمق الأراضي المحتلة، بينما جاء هذا القصف كمفاجأة كسرت هذا الاعتقاد.

أما الشق الآخر فهو حجم وقوة الصاروخ الذي استطاع تجاوز كافة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية ثم انفجاره في تل أبيب، فذلك جاء ليشكل تهديداً إضافياً للمنظومات الاستخباراتية والأمنية والدفاعية الإسرائيلية، ليضع حكومة الاحتلال أمام تحدٍ كبير، يتضاعف إذا اتسعت دائرة المواجهة في المنطقة.

ومن جانبٍ سياسي قال بشارات، فإن العملية جاءت لإحباط مزاعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي حاول إثبات أن سياساته وقراراته هي الأنجح في إدارة الحالة السياسية الإسرائيلية، بينما أكدت العملية اليمنية فشل نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف، وأن قراراته غير محسوبة وغير ناجحة.

وعن المكانة السياسية في المنطقة أكد بشارات أن دعاية نتنياهو التي حاول نشرها وهي أن دولة الاحتلال هي الأولى والأعلى سيادة في المنطقة وعلى الولايات المتحدة الأمريكية اتباعها، فشلت وفشل نتنياهو باعتباره أن دولته قادرة على مواجهة كافة تحديات المنطقة وتطوراتها، ما يجعل حكومة الاحتلال أمام إخفاق وفشل مركب يُضاف إلى باقي المُعضلات التي يواجهها.

وعن التداعيات التي ستترتب على الحدث وضح بشارات أن الاحتلال سيسعى إلى ترميم صورة الوضع الأمني ومعادلة الردع، ولكن ليس من خلال التراجع بل من خلال تصعيد الأوضاع.

وأضاف بشارات أن نتنياهو سيحاول اتخاذ سياسات أعنف بتنفيذ ضربات في اليمن على غرار قصف ميناء الحُديدة، لمحاولة إثبات أن ما تم تحقيقه عسكرياً قبل شهرين سيتم تحقيقه بالمزيد من الغارات، أو محاولته لجر الولايات المتحدة الأمريكية لتكون رأس حرب في مواجهة اليمن وحتى حسم المواجهة على الحدود الشمالية ضد حزب الله.

وأكد بشارات أن نتنياهو عمل على تعبئة مجتمع الاحتلال داخلياً، لجعل التصعيد العسكري على الجبهة الشمالية مطلباً أساسياً لإعادة المستوطنين إلى الشمال وإزالة خطر حزب الله تحت مسمى "حرب الوجود".

ويرى بشارات أن دولة الاحتلال تدفع نفسها إلى المزيد من التخبط والمواجهة العسكرية، لتجد نفسها مُجبرة أمام مواجهة مفتوحة بنتائج عكسية، فيما يؤكد بشارات أن هذا التفكير نابع من الفكر المتطرف الأيديولوجي الصهيوني الرافض للاستسلام أمام الواقع والمتغيرات الجديدة، فيما يؤكد أن المقاومة اليمنية تعمل وفق رؤية وأهداف استراتيجية.

 

رسالة عبر هجوم كاسح

وعن التداعيات المتوقعة قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إنه من المتوقع أن يوجه الاحتلال رسالة مدمرة إلى حزب الله وإيران عن طريق قصف مكثف يطال عمق الأراضي اليمينة، بشكلٍ أعنف من قصف مطار الحُديدة.

وأضاف القيق أن من الممكن أن يعمل الاحتلال على محاولة تثبيت صورة ردع أمام حزب الله وللمنطقة بأسرها من خلال ارتكاب مجازر في اليمن، ما قد يفتح باباً إضافياً بالمواجهة الدائرة.

وقالت المقاومة اليمنية في بيانها أنها نجحت بتنفيذ العملية رغم العدوان الأمريكي والبريطاني المستمر، ورغم انتشار منظومات الرصد والتجسس والدفاع الجوي في المنطقة، إشارةً لفشل طبقات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية باعتراض الصاروخ رغم انتشارها في المنطقة العربية المجاورة وداخل فلسطين المحتلة، فيما أكدت عدة مصادر أن الصاروخ تجاوز 4 طبقاتٍ من طبقات الدفاع الجوي.

وفي تصريح صحفي قالت شرطة الاحتلال إن الصاروخ سقط في ضاحية كفار دانيال بمنطقة قريبة من مطار بن غوريون، وأضافت أن الصاروخ تسبب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب مستوطنة موديعين.

من جهته قال رئيس حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، إن المقاومة اليمنية ستواصل عملياتها في البحار ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وهي" ناجحة وفي غاية التأثير"

وأضاف الحوثي إن العمليات اليمنية مستمرة مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية والحصار الخانق على قطاع غزة، فيما اختتم تصريحه بعبارة "القادم أعظم".
 

#نتنياهو #الاحتلال #اليمن #المقاومة اليمنية