ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن جيش الاحتلال يستخدم طالبي اللجوء للمشاركة في القتال في قطاع غزة مقابل المساعدة في الحصول على الإقامة.
وذكرت الصحيفة أن الجيش ابتز طالبي اللجوء الأفارقة في دولة الاحتلال بالقتال في قطاع غزة، مقابل الحصول على إقامات دائمة، وتصويب أوضاعهم المخالفة.
وأشارت إلى أنه حتى الآن، لم يحصل أي منهم على وضع دائم، ولم تتم مناقشة الجانب الأخلاقي لتجنيدهم وتم إسكات الانتقادات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية، قولها إن ذلك تم بطريقة منظمة ورافقته مشورة قانونية لجهاز الأمن، لكن الجانب الأخلاقي لتجنيد طالبي اللجوء لم تتم مناقشته على الإطلاق.
ويعيش في الأراضي المحتلة حوالي 30 ألف طالب لجوء من أفريقيا، معظمهم من الشباب. ونحو 3500 منهم سودانيون يتمتعون بوضع مؤقت منحته لهم المحكمة في غياب قرار بشأن طلبات لجوئهم، ويعمل الكثير منهم في الزراعة وفي الجيش المدني، وكان هناك أيضًا من طلب التطوع في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت نفسه، أدرك النظام الأمني لدى الاحتلال أنه من الممكن الاستفادة من رغبة طالبي اللجوء في الحصول على وضع دائم ومساعدتهم.
ونقلت الصحيفة عن شاب إفريقي، منحته اسم "أ"، أنه تلقى مكالمة هاتفية من شرطة الاحتلال في الأشهر الأولى للحرب، طلب منه شخص عرّف عن نفسه على أنه شرطي الحضور إلى منشأة أمنية في أسرع وقت ممكن دون توضيح، وقيل له: "تعال، سنتحدث"..
وقال لصحيفة "هآرتس": "لقد أخبروني أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، وأن هذه حرب وجود لدولة إسرائيل"، وكانت هذه المحادثة الأولى في سلسلة من المحادثات بين "أ" ورجل قدم نفسه على أنه عضو في المؤسسة الأمنية التي تقوم بتجنيد طالبي اللجوء في الجيش، واستمرت هذه حوالي أسبوعين، وانتهت عندما قرر "أ" عدم التجنيد.
لكن "أ" يشبر إلى أن خلال أحد الاجتماعات، سلم أحد أفراد المؤسسة الأمنية "أ" ألف شاقل نقداً تعويضاً عن فقدان أيام العمل بسبب الاجتماعات. وقال لـه إنه إذا تم تجنيده، سيُطلب منه الخضوع لتدريب لمدة أسبوعين، وبعد ذلك سينضم إلى طالبي اللجوء الآخرين.
ووعد العسكري "أ" بأن الراتب الذي سيحصل عليه مقابل الخدمة سيكون مثل ما يتقاضاه في عمله، وأنه إذا تم تجنيده، فيمكنه الحصول على وثائق من "دولة إسرائيل".
وبحسب مصادر تحدثت مع "هآرتس"، فإنه رغم إجراء فحوصات في بعض الحالات بشأن منح الإقامة لطالبي اللجوء الذين ساعدوا في القتال، إلا أنها لم تمنح فعلياً لأحد.
وعلمت "هآرتس" أيضًا أن وزارة الداخلية تدرس إمكانية تجنيد الجيل الثاني من طالبي اللجوء، الذين تلقوا تعليمهم في نظام التعليم الإسرائيلي، في جيش الاحتلال الإسرائيلي
وفي الماضي، سمحت الحكومة لأبناء العمال الأجانب بالخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقابل منح إقامة لأفراد عائلاتهم الممتدة
وأكدت تقارير عديدة خلال الشهور الماضية استعانة جيش الاحتلال بمرتزقة أجانب للمشاركة في قتل الفلسطينين بقطاع غزة.
ويأتي هذا التطور في ظل رفض طيف واسع من الإسرائيليين دعوات التجنيد الإجباري للمشاركة في حرب الإبادة على غزة.
وارتفع عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 41 ألفا جلهم من النساء والأطفال.