خاص - شبكة قدس الإخبارية: في ساعات فجر اليوم الخميس، اقتحمت قوة خاصة من جيش الاحتلال، مستشفى حلحول الحكومي شمال مدينة الخليل، واعتقلت أحد المرضى من المستشفى.
وقال مدير المستشفى صلاح طميزي، إن الكادر الطبي تفاجأ باقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال بلباس مدني المستشفى واقسامه، واعتقالها أحد المرضى الذي يحتاج رعاية صحية، وأضاف أن اقتحام القوات الخاصة للمستشفى يعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وكافة المواثيق الدولية التي تحرم اقتحام المشافي والمؤسسات الصحية.
ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها جيش الاحتلال المستشفيات الفلسطينية، بل ووصل الأمر لارتكاب عمليات اغتيال وإعدامات مباشرة، بينما شهدت مستشفيات مدن شمال الضفة الغربية حصار إسرائيلي خلال العملية العسكرية المستمرة في طولكرم وطوباس، وجنين قبل نحو أسبوع.
نظرة تاريخية
خلال الانتفاضة الأولى التي اندلعت أواخر عام 1987، مارس جيش الاحتلال جرائمه التي طالت المستشفيات الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة، فحوصرت المستشفيات وأُقيمت نقاط التفتيش قُربها، وخلال الانتفاضة هاجم جنود الاحتلال مستشفى الأمل في مدينة خانيونس وأطلقت قنابل الغاز داخل أحد أقسامه ما أدى لإصابة عددٍ من المرضى والكوادر الطبية بحالات اختناق.
وخلال انتفاضة الأقصى تكررت ذات المشاهد من حصار جيش الاحتلال للمستشفيات ومحاولة اقتحامها، كما جرى عام 2007 في محاولة جيش الاحتلال اعتقال الشهيد أحمد سناقرة من أحد المستشفيات في مدينة نابلس، بعد إجراء عملية جراحية له.
في شهر تشرين أول/أكتوبر 2015، تكرر الاعتداء، بعد أن اقتحمت قوة إسرائيلية خاصة، المشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، واعتدت بالضرب على ممرض وقامت بتجميع الطواقم الطبية في غرفة واحدة تحت تهديد السلاح وجابوا غرف المستشفى واعتقلوا أحد المرضى من هناك.
وبعد حادثة مشفى العربي التخصصي بشهر، قامت قوات خاصة إسرائيلية، ممن يعرفون بوحدة "المستعربين" بإطلاق النار على فلسطيني في أحد مستشفيات مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة ما أدى لاستشهاده على الفور، وكان أفراد الوحدة الإسرائيلية يبحثون عن شخص آخر في المستشفى يشتبهون بتنفيذه عملية طعن.
وأظهرت صور كاميرات المراقبة مجموعة من الرجال الملتحين والمسلحين يسيرون في ممرات المستشفى، بينما يقوم أحدهم بدفع كرسي متحرك.
استكمال الإجرام في حرب الإبادة
منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة عمد جيش الاحتلال على تدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة كلياً من خلال شن غارات جوية في محيط المستشفيات، وحتى اقتحام مرافقها بشكلٍ مباشر، وخلال أسبوع من بداية العدوان على القطاع أخرج الاحتلال اثنين من مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، وحول 5 مستشفيات أخرى إلى مراكز إيواء لآلاف العائلات، فيما ارتكبت مجزرة مروعة بعد قصف ساحة مستشفى المعمداني ما أدى لارتقاء أكثر من 500 فلسطيني.
وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني اقتحم جنود الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، وبدؤوا بحملة ترويع للنازحين والمرضى والفريق الطبي، وأطلقوا النار داخل المباني وبين أسرّة المصابين، وارتكبت إعدامات ميدانية، واقتادوا الشبان من 16 عاما وما فوق إلى الباحة الخارجية، وأجبروهم على خلع ملابسهم، فيما اعتقال الاحتلال عدداً من الكوادر الطبية.
وفي مطلع عام 2024 الجاري، حاصرت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، إضافة لإعادة اقتحام مستشفى الشفاء مرة ثانية في شهر آذار/مارس وراتكاب مجزرة مروعة بعد دهس خيام النازحين والجرحى في ساحاته ودفنهم مقابر جماعية بساحة المشفى.
مستشفيات الضفة وإجرام متواصل
وبالتوازي مع حرب الإبادة في قطاع غزة، صعد جيش الاحتلال من جرائمه في الضفة الغربية، ووسع من عملياته العسكرية في مدنها، بينما حاصر عدة مستشفيات في مدينة جنين، وطولكرم عشرات المرات، إضافة للاعتداءات المتكررة على طواقم الإسعاف.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني في أحدث إحصائية له أن طواقمه الطبية قد تعرضت ل765 انتهاكاً من قبل جيش الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين، إضافةً لتسجيل 198 انتهاك ضد المرضى والمصابين، فيما منع جيش الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن المصابين في 152 حالة متفرقة.
من جهته قال نقيب الأطباء شوقي صبحة في حديث خاص لـ "شبكة قدس": تواصلنا مع جميع المؤسسات ذات العلاقة محليًا ودوليًا لمواجهة الاعتداء على المستشفيات في الضفة الغربية، لكنهم لم يحركوا ساكنًا ولم يحموا الكوادر والمرافق الطبية والصحية، واكتفت بالتنديد فقط، وهذا لا يكفي، توغل الاحتلال يجب أن يقابله قوة حقيقية وفعلية وليس تنديدات واستنكارات.
وبتاريخ 30 كانون ثاني/يناير 2023 تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، وأقدمت على إعدام 3 شبان فلسطينيين يتلقون العلاج داخل المشفى، وأوضحت مصادر من داخل المستشفى في حينها، أن نحو 10 أشخاص من أفراد القوة الخاصة تنكروا بالزي المدني، بلباس أطباء وممرضين، تسللوا الى المستشفى واتجهوا للطابق الثالث، واغتالوا الشبان الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت.
إضافة لحصار المستشفى مراراً وتكراراً عند كل عملية اجتياح لجنين، فيما تحاصر قوات الاحتلال مستشفيين ثابت ثابت والزكاة وسط مدينة طولكرم عند اقتحامها.
وفي أعقاب حادثة اقتحام المشفى في حلحول أدانت وزارة الصحة الفلسطينية اختطاف قوة خاصة إسرائيلية مريضاً كان يعالج في المستشفى، وقالت اليوم الخميس، إنه عند منتصف الليلة الماضية، اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية بزي مدني مستشفى الرئيس محمود عباس في حلحول، مدججين بالأسلحة الأوتوماتيكية، حيث داهموا قسم الباطني، واختطفوا المريض أيهم السعدي.
وأضاف مدير عام المستشفيات د. هيثم الهدري أن المريض كان يتلقى العلاج في غرفة عزل، ووضعه الصحي صعب، وذلك بعد أن تم إجراء 4 عمليات وتثبيت لأكثر من 7 كسور في الأطراف السفلية، وتمزق في العضلات والأربطة وتهتك للعظم، مع فقدان للأنسجة والجلد في الفخذ الأيسر، وكان لا يزال يعاني من تقرحات والتهابات حادة في منطقة العمليات إضافة لانتشار البكتيريا داخل الدم.
وأشار الهدري إلى أن المريض يعاني من الهزال الشديد وفقدان الوزن، مؤكداً ان اختطاف المريض يشكل خطراً محدقاً على حياة هذا المريض.
وحذر الهدري من خطورة تكرار اقتحام الاحتلال للمستشفيات ومحاصرتها، وهو ما يتنافى مع جميع المواثيق والأعراف الدولية، والتي تنص على حماية الكوادر والمنشآت الطبية والصحية والمرضى، حتى في أوقات الحرب.