القدس المحتلة - قدس الإخبارية: نشرت منظمة "نشطاء جبل الهيكل" مقطع فيديو يظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك وتعلّق عليه: "قريبا في هذه الأيام"، في إشارة إلى تدمير الأقصى وإقامة الهيكل مكانه، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها.
وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري لــ"شبكة قدس" إن الفيديو الذي نشرته الجماعات اليهودية المتطرفة يؤكد على ما قلناه مراراً أنهم يطمعون في السيطرة على الأقصى، وأنهم يحلمون أن هذا الوقت هو المناسب للانقضاض على المسجد وتنفيذ مخططاتهم العدوانية فيه.
وأشار صبري إلى أن هذه الأطماع ليست جديدة بل قديمة جديدة ونحذر من الإقدام عليها.
وأكد على حق المسلمين الديني في الأقصى الذي يستند إلى قرار رباني من فوق سبع سماوات والمسجد هو بوابة السماء إلى الأرض وأسمى من أن يخضع لأي قانون أو مفاوضات أو تنازلات.
بدوره، أكد الباحث والمختص في الشأن المقدسي عبد الله معروف أن نشر جماعات المعبد المتطرفة الفيديو يظهر بوضوح أن هذه الجماعات جادة حقيقة في مخططها لتدمير المسجد الأقصى المبارك والسيطرة عليه بشكل كامل.
وشدد على أن القضية ليست كما يظنها البعض مجرد تهديدات فارغة وإنما هي مخطط حقيقي تسعى هذا الجماعات لتنفيذه على الأرض وبدعم حكومي هذه المرة، خاصة مع سيطرتها على وزارات مهمة في حكومة الاحتلال.
وأشار معروف في حديثه لـ "شبكة قدس" إلى أن جماعات المبعد المتطرفة تعول على أنها في حال تمكنت من الاعتداء على المسجد الأقصى، فإنها ستنقل القضية إلى أمر واقع وستحول وجودها إلى واقع تتعامل معه الأنظمة الرسمية العربية.
ولذلك، يرى معروف بضرورة تحرك الجانب العربي والإسلامي وأن يكف عن سياسة الانتظار والتنديد والاستنكار وأن يتحرك فعليا للجم هذه الجماعات، ولجم حكومة الاحتلال عن هذا المخطط الخطير، لجعل الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك أمرًا واقعًا.
ويقرأ معروف ضرورة أن يتوقف الجانب العربي عن سياسته الخاطئة التي يفصل فيها بين حكومة الاحتلال وجماعات المعبد، بل عليه اعتبار هذين الطرفين طرف واحدًا.
أما على الجانب الشعبي، فإن نشر جماعات المعبد للفيديو يحتم على أهل مدينة القدس، وفق معروف، اتخاذ إجراءات فورية لحماية المسجد الأقصى المبارك لو كان بعصيان مدني والوجود بالقوة في المسجد الأقصى والدفاع عنه من هذه الجماعات ومهما كانت الظروف ومهما كانت الأثمان، فإي أثمان تدفع هي أخف من أن نرى المسجد الأقصى يعتدى عليه بهذه الطريقة ويغير كما تريد الجماعات المتطرفة.
بدوره، قال القيادي الفلسطيني عمر عساف إن الفيديو بمثابة تحضير وبروڤا للمرحلة القادمة التي تسعى اليها الجمعيّات الاستيطانية وحكومة الاحتلال، وإن هذه الدعايات بمثابة جس نبض ردة فعل العالم العربي والإسلامي والشعب الفلسطيني
ولفت عساف في حديثه لـ "شبكة قدس"، إلى أنه يجب التعامل مع هذه الدعايات بحذر وجدية عالية على المستويات كافة.
وخلال شهر أغسطس\آب الماضي، أعلنت حكومة الاحتلال رسميًا تمويلها خطط اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وقالت وزارة التراث في دولة الاحتلال في نص الإعلان إن هدفها من هذه الخطوة “أن يكون من الممكن التعرف إلى التراث اليهودي لجبل الهيكل دون روايات تروج لمعاداة السامية”، أي أن الميزانية عمليًا ستخصص لإنتاج وترويج رواية صهيونية إحلالية تتحدث عن المسجد الأقصى باعتباره هيكلًا، وستصبح هناك رواية رسمية لمشروع الإحلال الديني في الأقصى، بعد أن كان متروكًا لمجموعة كبيرة من المنظمات والجماعات التي تدعمها حكومة الاحتلال وتحافظ على مسافة منها.
سبقها بيومٍ واحد، إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قوله إنه ينوي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك، وأن القانون يساوي بين حقوق المسلمين واليهود في إقامة الصلوات بالمسجد الأقصى.