خاص - شبكة قدس الإخبارية: أعلن جيش الاحتلال عن مقتل أحد جنوده في عملية دهس نُفذت قرب مستوطنة "بسغات آساف" شمال مدينة رام الله، فيما وثقت كاميرات المراقبة دهس شاحنة غاز فلسطينية لجندي من جيش الاحتلال، فيما أُصيب المنفذ بجروحٍ خطيرة.
تأتي هذه العملية بعد نحو أسبوع من إعلان جيش الاحتلال عن عثوره على سيارة مفخخة قرب مستوطنة "عطيرت" فيما تم تفجير السيارة بعد ضبطها من قبل خبراء متفجرات الاحتلال، إضافةٍ إلى وقوع اشتباكات مسلحة في بلدتي أبو شخيدم، تعكس هذه الأحداث تطوراً ملحوظاً تشهده منطقة رام الله في خضم أحداث حرب الإبادة الجارية، بينما تعيش مدينة رام الله هدوء نسبي إذا ما قورن في منطقة شمال الضفة وأحداثها، فما دور هذه المنطقة في مقاومة الاحتلال خلال الفترة الماضية؟
عمليات الطعن
خلال عام 2015 ومع تطور الإجراءات التهويدية في المسجد الأقصى المبارك، خرجت أول عمليات الطعن من محافظة رام الله، عندما نفذ الشهيد مهند الحلبي عمليته الشهيرة داخل البلدة القديمة في مدينة القدس وقد أدت العملية لمقتل مستوطنين اثنين وإصابة اثنين آخرين، فيما كانت هذه العملية فاتحة لعمليات أخرى انطلقت من الضفة المحتلة، فيما سبق عملية الحلبي خلية عسكرية تتبع لكتائب القسام جميع عناصرها من بلدة سلواد شرق المدينة، وقد تمكنت من قتل مستوطن قرب "بسغات آساف" بعملية إطلاق نار.
أُطلق على هذه المرحلة اسم هبة القدس، فيما شهدت منطقة رام الله مواجهاتٍ يومية مع جيش الاحتلال، ونفذ أبناء ريف المدينة عمليات ناجحة، كدهس مجموعة من جنود الاحتلال وإصابتهم بجروحٍ خطيرة، قرب قرية اللبن الغربي على الشارع الرئيسي المؤدي إلى مستوطنة "بن أريه".
إضافة لعملية طعن نفذها الأسيران عمر الريماوي من قرية بيت ريما وأيهم الصباح من بيتونيا، وأدت العملية لمقتل مستوطن في متجر "رامي ليفي" عام 2016 فيما كانا يبلغان من العمر 15 عاماً آنذاك.
ريف رام الله وسيل من العمليات
في 21 تموز 2017، شهدت مدينة القدس المحتلة أوسع المواجهات بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، عقب قرار الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى المبارك ثم محاولة تركيب بوابات إلكترونية على مداخله، فيما استشهد في ذلك اليوم 3 شهداء داخل المدينة.
في حينها استطاع الأسير عمر العبد من بلدة كوبر شمال رام الله، من التسلل إلى داخل مستوطنة حلميش وقتل 3 مستوطنين طعناً قبل إطلاق النار عليه واعتقاله، لتُسجل هذه العملية كأبرز العمليات المؤثرة في تلك الفترة، فيما دارت مواجهات عنيفة بين أهالي كوبر وجيش الاحتلال لعدة أيام في أعقاب العملية.
تبع عمر العبد، الشقيقان الشهيد صالح البرغوثي والأسير عاصم البرغوثي حيث نفذا عملية إطلاق نار قرب مستوطنة عوفرا أدت لإصابة 8 مستوطنين، واستطاع جيش الاحتلال اغتيال صالح، فيما نفذ عاصم عملية ثانية قرب مستوطنة "بسغات زئيف" قُتل بها 4 جنود من جيش الاحتلال في شهر كانون أول 2018.
وخلال عام 2019 نفذت مجموعة عسكرية تتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية تفجير عبوة ناسفة في عين بوبين قرب قرية دير بزيغ غرب رام الله، وقُتل في العملية مستوطنة بينما أكدت أجهز أمن الاحتلال هوية عناصر المجموعة وجميعهم من محافظة رام الله.
فيما نُفذت عدة عمليات بمنطقة ريف رام الله خلال الفترة الماضي، كعمليات إطلاق النار التي كان منفذيها شبان من بلدة سلواد على حد مزاعم الاحتلال، وعملية الأسير منتصر شلبي من بلدة ترمسعيا الذي قتل اثنين من المستوطنين بعد إطلاق النار عليهم على حاجز زعترة جنوب نابلس، إضافة لعمليات الشهيد مجاهد النجار التي استهدفت مستوطنة عوفرا، قبل استشهاده باشتباك مسلح قرب بلدة دير دبوان أواخر عام 2022.
منطقة رام الله وطوفان الأقصى
منذ بداية معركة طوفان الأقصى في تشرين أول/أكتوبر 2023 شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت مدينة رام الله وقراها ومخيماتها، تخللها إغلاق مداخل بعض القرى بالكامل، وقيام جنود الاحتلال بعمليات إعدام ميداني مباشرة أثناء المواجهات، كإعدام الشهيدين محمد عليان ومحمود نخلة أثناء مواجهات داخل مخيم الجلزون.
إضافة لمجموعة من الحالات المشابهة في بلدة بيت ريما شمال المدينة، أدت لاستشهاد عدة شبان خلال شهور الطوفان أثناء مواجهات مع جيش الاحتلال.
وخلال شهر حزيران 2024، أعلن جيش الاحتلال عن تسلل مسلح فلسطيني إلى بؤرة "سدي أفرايم" الاستيطانية قرب قرية كفر نعمة غرب المدينة، وإحراقه لأحد بيوت البؤرة قبل انسحابه بسلام، لتنفذ قوات الاحتلال عملية خاصة في القرية بعد يوم واحد، استشهد على إثرها 4 شهداء من شبان القرية تخللها قصف سيارات واشتبكات مسلحة.
فيما تعاني منطقة ريف رام الله من توسع استيطاني ينهب الأراضي الفلسطينية هناك، فضلاً عن اعتداءات ميليشيات المستوطنين على بعض القرى كالمغير وبُرقة وأم صفا، فهل تشهد هذه المنطقة تصاعد عمليات للمقاومة؟