ترجمة خاصة - شبكة قُدس: قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن قتل واغتيال الفلسطينيين في الضفة أصبح أمرا روتينيا بأعداد لا يمكن تصورها، وفي الوقت نفسه تسعى حكومة بنيامين نتنياهو إلى فرض حكم عسكري في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة، أنه يبدو أن منع تحقيق هذا السيناريو الكارثي الذي يريده نتنياهو، يعتمد على فرص إتمام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وفق وصف الصحيفة.
وتذكر الصحيفة، أن النقاش الإعلامي إسرائيليا في نهاية الأسبوع، كان يتركز بشكل جدي حول كرة الطين التي زُعم أنها أُلقيت في البحر باتجاه إيتمار بن غفير، "كانت الدولة بأكملها تغرق أكثر في الطين الحقيقي الذي يغرقها فيه بن غفير وشركاؤه، وهو تحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وقطاع غزة إلى الضفة الغربية، وهذان مساران متوازيان يشكلان واقعًا خطيرًا على محورين متشابكين، تسارعا بشكل كبير منذ حرب السابع من أكتوبر وتداعياتها".
وتقول الصحيفة: الحرب في غزة ترفع منسوب التصعيد في جميع المستويات تقريبًا، وعلى الجانب الفلسطيني، تزداد الدافعية للمقاومة، في حين أن عنف المستوطنين أصبح أكثر فوضوية تحت رعاية حكومة اليمين المتطرف، والجيش بدأ بتكثيف عملياته في الضفة باستخدام وسائل وقوات متأثرة بشكل مباشر بالمعارك في غزة.
وتضيف: أصبح قتل الأبرياء الفلسطينيين أمرًا روتينيًا بأرقام لم يكن من الممكن تخيلها قبل الحرب في غزة التي جعلت هذه الأرقام أمرًا عاديًا، كل هذا يحدث في ظل الظروف الاقتصادية المستمرة التي تفرضها إسرائيل منذ أكتوبر وتهميشها السياسي للسلطة الفلسطينية، رغم أنها الشريك الوحيد المتبقي في الميدان.
واعتبرت، أنه "إذا استمر هذا الوضع، فإن هذا الاتجاه سيؤدي في النهاية إلى تحويل الضفة بشكل كامل إلى نموذج يشبه غزة، مما سيزيد المواجهة اليومية بين الفلسطينيين والمستوطنين والجيش".
وفي الوقت نفسه بحسب الصحيفة، في غزة، تسعى حكومة نتنياهو ليس فقط إلى إبقاء وجود عسكري دائم، بل إلى فرض نظام عسكري كامل، بما فيه السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، في الوقت ذاته.
ووفق الصحيفة، فإن "هذه أيام تاريخية، بمعنى أنها قد تحدد التاريخ لأجيال قادمة، إذا لم يتم إيقاف مسألة الاستيطان في غزة قريبًا، فسيكون من الصعب للغاية عكس الفروق بين الضفة وغزة، وستحترق الضفة وغزة كلتيهما وتتصاعدان يوميًا تحت الاحتلال، إلى جانب المستوطنات والبؤر الاستيطانية، وكل هذا بينما تستمر التهديدات من جميع الجبهات الأخرى في المحور الإيراني - من الشمال، والشرق، والجنوب.
وأكدت الصحيفة، أن بن غفير، "أحد وكلاء الفوضى الرئيسيين، لا يريدنا أن نتحدث عن كل هذا الآن. هو يريد أن يذر الرمال في أعيننا حتى يكون الأوان قد فات".