خاص - شبكة قدس الإخبارية: في مقطع فيديو جديد تم تسريبه مؤخراً، ظهرت مشاهد جديدة من تنكيل سلطات الاحتلال بالأسرى الفلسطينيين في سجن مجدو شمال فلسطين المحتلة، وأظهر الفيديو الأسرى ممددين على الأرض وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم بينما تقوم عناصر أمنية من سلطات الاحتلال بترويعهم بالكلاب.
منذ أول أيام حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، شنت سلطات الاحتلال حملة قمعية واسعة ضد الأسرى الفلسطينيين، طالت كافة السجون الإسرائيلي، شملت هذه الحملة الضرب والتنكيل إلى حد الموت بحق الأسرى، إضافة لحرمانهم من كافة الحقوق الإنسانية كالطعام ومياه الشرب والأدوية ووسائل النظافة الشخصية، فضلاً عن عزلهم عن العالم الخارجي بعد مصادرة كافة الأجهزة الكهربائية.
الإعدام بالضرب
وأكدت مؤسسات حقوقية وشهود عيان من الأسرى الذين تحرروا مؤخراً، أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب العنيف ضد الأسرى بواسطة الهروات والعصي ورشهم بالغاز ما أدى لاستشهاد العديد منهم في حالاتٍ متفرقة، كان منهم الشهيد الأسير ثائر أبو عصب أواخر عام 2023 الذي استشهد بعد أن قام 19 سجاناً بضربه بشدة على رأسه وكافة أنحاء جسده ما أدى لاستشهاده على الفور في سجن النقب جنوب فلسطين المحتلة.
ومن الحالات المشابهة إعدام الأسير الشيخ مصطفى أبو عرة الذي قام السجانون بتكسير أضلاعه ثم رميه في الهواء حتى استشهاده متأثراً بجراحه، إضافة لعشرات الحالات المشابهة والغير موثقة ضد أسرى قطاع غزة في معتقل سيديه تيمان سيء السمعة.
وفي حديثٍ خاص لشبكة قدس قال الأسير (ح.م) الذي أُفرج عنه مؤخراً من سجن عوفر أن بين الفينة والأخرى كانت سلطات الاحتلال تنفذ حملات تفتيش في غرف الأسرى يتخلل ذلك إجراءات قمعية تتمثل بالضرب والشبح ورش الغاز السام على الأسرى، فيما أكد الأسير المحرر (ح.م) أن رائحة الدماء كان تفوح من الغرف والأقسام التي تتعرض لحملات القمع، نتيجة نزيف الأسرى بعد إصابتهم بالجروح جراء الضرب الذي تعرضوا له.
انتشار الأمراض الجلدية
ومن ضمن الإجراءات الانتقامية التي مارستها سلطات الاحتلال بحق السرى، حرمانهم من مواد النظافة الشخصية كالشامبو والصابون، وحتى حرمانهم من مياه الاستحمام لأيام طويلة، فيما أكد أحد الأسرى المفرج عنهم أن إدارة السجون كانت توفر لهم شامبو مخصص للحيوانات كالكلاب، ما أدى لانتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى كالجرب وغيره من الأمراض التي زادت من معاناة الأسرى.
وأضح الأسير (ح.م) أنه بعد انتشار الأمراض الجلدية ووصول غرف الأسرى في سجن عوفر إلى حالةٍ مأساوية جراء انعدام النظافة تم تزويد الأسرى بمواد التنظيف اللازمة من قبل سلطات السجن، ليس من أجل حماية الأسرى، بل حرصاً على حياة العناصر الأمنية الإسرائيلية التي تتجول بين أقسام السجن.
الجرائم والانتهاكات الجنسية
أكدت العديد من المؤسسات الحقوقية والمحامين من خلال زياراتهم لسجون الاحتلال، عن تعرض الأسرى الفلسطينيين لجرائم انتهاكات جنسية مروعة ارتكبت على أيدي عناصر أمن الاحتلال وضباطه في السجون، تمثلت هذه الانتهاك بالاغتصاب الفعلي والتفتيش العاري والإهانات، استُخدم بها الكلاب ووسائل تعذيبٍ أخرى.
في وقتٍ سابق نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة، شهادات بشأن تعذيب أسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال، شملت الاغتصاب والتجويع، كان من بينهم أحد المعتقلين الذي تم تجريده من ملابسه بشكل كامل، وتم إدخال خرطوم جهاز إطفاء الحرائق بمؤخرته.
وأضاف أن "معتقل آخر تم تعريته بشكل كامل، وضرب مؤخرته وأعضائه التناسلية بصعقات كهربائية، إلى جانب أساليب أخرى استخدمت للاعتداء على الأسرى جنسيا، من الصعب شرحها".
وفي شهر آب/أغسطس الماضي، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو نشرته القناة الـ12 العبرية لمشهد يوثق اعتداء جنود الاحتلال على أسير فلسطيني في سجن سدي تيمان المخصص لأسرى قطاع غزة.
وقالت القناة العبرية إن الأسير تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي من قبل الجنود الذين حاولوا إخفاء وجوههم لعلمهم بوجود كاميرات مراقبة، فيما أكدت تحقيقات أجرتها مؤسسات حقوقية عن إصابة احد أسرى قطاع غزة بنزيف حاد جراء ادخال جنود الاحتلال أدوات حادة في شرجه.
ويؤكد الفيديو الذي انتشر يوم أمس الجمعة من سجن مجدو أن ما يدور في هذا السجن يدور بباقي سجون ومراكز توقيف الاحتلال، مع تأكيد للجرائم المستمرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الأسرى ويتم تكثيفها منذ أحد 11 شهراً منذ بداية حرب الإبادة.