خاص - شبكة قدس الإخبارية: يستمر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتمسك بموقفه بعدم انسحاب جيشه من محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة، فمنذ عدة شهور عُقدت عدة جولات تفاوض لوقف حرب الإبادة على قطاع غزة، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، غير أن إصرار نتنياهو بعدم الانسحاب من فيلادلفيا قد العائق الأبرز الذي حال دون نجاح أي جولة سابقة.
على امتداد 14 كيلومتر يقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية ليشكل شريطاً حدودياً عازلاً بين فلسطين المحتلة وأراضي سيناء المصرية، ويمثل منطقةٍ حدودية وأمنية تخضع لاتفاقات بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، ويمتد المحور من ساحل البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً مُشكلاً نقطة التقاء حدودية بين قطاع غزة ومصر والأراضي المحتلة عام 1948، مع تكوينه لمنطقةٍ عازلة بين قطاع غزة ومصر.
ظهر اسم محور فيلادلفيا بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفد" بين مصر والاحتلال عام 1979 والتي كان من بنودها إقامة منطقةٍ عازلة على طول الحدود بين الطرفين، وتخضع المنطقة من الجانب الفلسطيني إلى السيطرة العسكرية الإسرائيلية مع نشرٍ للمدرعات وكتائب المشاة على الحدود، وبقيت هذه السيطرة إلى حين الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وتسليم المحور للسلطة الفلسطينية مع إشراف الاتحاد الأوروبي، مع استمرار سيطرة جيش الاحتلال على المنطقة الحدودية بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة ومصر.
نتنياهو ومبررات السيطرة
في آخر تصريحاته، قال نتنياهو إن محور فيلادلفيا يمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الاحتلال "لتحقيق الأمن والاستقرار" على حد تعبيره، فيما يرى نتنياهو أن سيطرة جيش الاحتلال على المحور يشكل نقطة ارتكازٍ أساسية لتحقيق أهداف حرب الإبادة على قطاع غزة.
وزعم نتنياهو أن محور فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود بين غزة ومصر، يلعب دورًا حيويًا في السيطرة على تهريب الأسلحة إلى غزة وتعزيز الأمن الحدودي، وهو أمر حاسم لتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للاحتلال في الحرب القائمة منذ 11 شهرًا.
وأشار نتنياهو إلى أن التركيز على هذا المحور يأتي في إطار جهود أوسع تهدف إلى تأمين حدود كيان الاحتلال ومواجهة "التهديدات الأمنية" من غزة، مؤكداً أن الاستمرار في تعزيز هذا المحور سيظل أولوية لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية خلال الفترة المقبلة.
وأكد نتنياهو عدم انسحابه من المحور رغم كافة الضغوط الدولية التي تطالبه بالانسحاب، فيما أكد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال بن غفير بضرورة بقاء قوات الاحتلال في المحور، فيما عرض بن غفير رؤيته التي نصت على إحكام السيطرة على محور فيلادلفيا هو جزء من الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية.
معارضة السيطرة
وأعلنت عدة شخصيات سياسية داخل حكومة الاحتلال رفضها لقرار نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا، مؤكدةً بذلك أنه يضحي بحياة أسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي تصريح جديد رداً هاجم وزير الاحتلال السابق بيني غانتس، نتنياهو، وقال: "لدينا حملة استمرت عقدا من الزمان في غزة، وأيضا في ممر فيلادلفيا، أولئك الذين لا يعرفون كيف يلبون الالتزام بالأهداف العامة للحرب، بما في ذلك إعادة الرهائن، لا يمكنهم قيادتها، فليعد المفاتيح ويترك القيادة لأولئك الذين يمكنهم مواجهة جميع التحديات".
فيما وصف زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، إن الخريطة التي عرضها نتنياهو في مؤتمره "لا معنى لها، بشأن محور فيلادلفيا، والذي رفضت الدخول إليه لعدة أشهر، فيما قالت القناة 12 العبرية إن مؤتمر نتنياهو يفتقد إلى الكثير من الدقة، ومحور فيلادلفيا لم يكن المشكلة المركزية، فيما قالت إن سلاح المقاومة الفلسطينية، تم إنتاجه داخل قطاع غزة.
من جانبها قالت صحيفة هآرتس، إن "خطاب نتنياهو وضع حدا للآمال في التوصل إلى صفقة تعيد المختطفين، محور فيلادلفيا سيتم رصفه بجثث المختطفين في طريق استعادة احتلال القطاع".
وفي وقتٍ سابق كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بتاريخ 30 أغسطس 2024، تفاصيل جديدة متعلقة باجتماع الكابينيت "المجلس الوزاري المصغر" وتفاصيل الصراخ والمواجهة الكلامية بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت.
وبحسب الصحيفة العبرية فإن الخلاف العنيف بين وزير الحرب ورئيس الوزراء عندما وجه غالانت لنتنياهو تعليقات لاذعة، قائلاً: "رئيس الوزراء يمكنه اتخاذ كافة القرارات، ويمكنه أيضاً أن يقرر قتل جميع الأسرى".
في المقابل، انفجر نتنياهو بغضب، وقدم بشكل مفاجئ قراراً للتصويت حول بقاء الجيش في فيلادلفيا. قال الحاضرون في الاجتماع: " غالانت أخطأ، ولهذا تماشى الجميع ضده، ونتنياهو عزله تماماً".
فيما تؤكد المقاومة الفلسطينية موقفها بعدم الموافقة على أي اتفاق وقف إطلاق نارٍ حتى انسحاب جيش الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة وعلى رأسها محور فيلادلفيا، فيما أكد ذلك يوم أمس القيادي في حركة حماس، خليل الحية والذي قال إنه لن يكون هناك أي اتفاق طالما لم تنسحب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا.